وزارة التعليم العالي في عُمان

نجح عدد من طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بشناص في دراسة تجريبية للخرسانة الإسمنتية بإضافة مادة رماد مخلفات الصرف الصحي المُعالج حيث حصل المشروع على عدد من الجوائز المحلية ودعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

ويتحدث الطالب أسعد بن سعيد الحوسني أحد طلبة المشروع من تخصص الهندسة المدنية في هذه الدراسة التجريبية التي أجريت في مختبرات الجامعة إن المشروع بدأ في ديسمبر من عام 2020؛ حيث تولّدت فكرته من تخصصنا ومتطلبات المشاريع الإنشائية والبناء وحول الخرسانة الإسمنتية في مجال الإنشاءات، لنبتكر مشروعًا مستدامًا بالاعتماد على مخلفات الصرف الصحي وتدويرها. وأضاف أن المشروع في هذه الدراسة التجريبية أوجد الحلول لمشكلتين رئيسيتين مرتبطتين بالبيئة مبينًا أن صناعة الخرسانة الإسمنتية بإضافة مادة رماد الصرف الصحي المعالج سترفع كفاءة أداء الخرسانة فضلاً عن التقليل من سعرها.

وأوضح الحوسني أن الخلطات الخرسانية المتعارف عليها والمستخدمة في البناء تتكون من الماء والإسمنت والحجارة والرمل ويتم تحديد نسبة كل عنصر من هذه العناصر في الخلطة الخرسانية بناء على القوة المراد الحصول عليها. وأضاف أن أحد أهداف المشروع تكمن في التقليل من نسبة استخدام الإسمنت في الخلطة الخرسانية والاستعاضة عنها من خلال استخدام مادة أخرى تكون بنفس مواصفات الإسمنت من حيث القوة والصلابة ولا تؤثر سلبًا على الخلطة الخرسانية حيث اعتمدنا على إضافة الرماد المستخرج من المخلفات الصلبة من الصرف الصحي واستخدامه كبديل للإسمنت في الخلطات الخرسانية باستخدام الفرن وآلة الطحن للوصول إلى منتج بأقل تكلفة وأفضل أداء.

من جانبه، تطرق الطالب أسعد بن سعيد الحوسني عن مراحل المشروع الذي يمر بست مراحل رئيسية والتي جرت جميعها في مختبرات جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بشناص واستغرقت سنة واحدة ما بين التجربة والإثبات والاستنتاج وصولًا إلى المنتج النهائي الذي يشكّل إنجازًا في عالم الإنشاءات والبناء. وأشار إلى إجراء الحسابات النظرية لمعرفة الكميات المحتاجة من المواد الخام والأدوات والآلات لإكمال المشروع؛ حيث تم جمع المخلفات الصلبة من الصرف الصحي في محطة تصفية المياه بالجامعة، بعدها وُضعت المخلفات في الفرن لغاية 600 درجة سيليزية لمدة 15 دقيقة نتج عنها رماد مخلفات الصرف الصحي، تلتها مرحلة طحن الرماد بالمطحنة لمطابقة حجم الرماد بحجم جزيئات الإسمنت ثم خلطه بمكونات الخرسانة /الماء والحجارة والرمال، وإجراء الفحوصات والتجارب عليها وجمع النتائج.

وعن مجالات الاستفادة من منتجهم النهائي، يقول الطالب سعود بن أحمد آل علي إن هناك فوائد متعددة من استخدام منتج الخرسانة الإسمنتية بإضافة رماد مخلفات الصرف الصحي المعالج عليها وذلك باستبدال الإسمنت بمواد أخرى تم التخلص منها ولها فعالية أكثر بحيث تعطي الخرسانة صلابة وقوة أكبر فضلا عن استغلال تدوير المخلفات والتقليل من تلوث البيئة. وأضاف أن المشروع حصل على دعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى جانب فوزه بالمركز الأول في قسم تخصص الهندسة المدنية في الملتقى الطلابي الحادي عشر الذي أقيم مؤخرًا في جامعة السلطان قابوس مؤكدًا حرص الفريق على تعزيز خطط البحث لإيجاد مواد بديلة للإسمنت تقدّم نتائج أفضل وتكون صديقة للبيئة.

أما عن الرأي الأكاديمي للمشروع، فيقول الدكتور أحمد بن عبدالله البلوشي من قسم الهندسة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار إن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بشناص تسعى إلى تعزيز مفهوم البحث العلمي والابتكار لدى الطلبة من خلال إيجاد البيئة الحاضنة للمشاريع البحثية وكذلك توفير الكادر الأكاديمي والمختبرات والتقنيات التي تساعد على دعم أفكار الطلبة وتحويلها إلى مشاريع بحثية تُسهم في إيجاد حلول للمشاكل البيئية. وأضاف أن المشروع من خلال استبدال الإسمنت بمواد أخرى في الخلطات الخرسانية يفتح المجال للبحث العلمي بحيث يتم إجراء العديد من التجارب المختبرية للتعرف على خصائص هذه المواد البديلة ومدى مواءمتها للاستخدام والبحث عن مثل هذه المواد البديلة ودراسة جدوى استخدامها في الخلطات الخرسانية ومواد البناء.