الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
يشارك وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي، الجمعة، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في اجتماع مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي المخصص لقضية منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان ، وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية في تصريحات، مساء الخميس، لـ "العرب اليوم" "إن وزير الخارجية السوداني وصل إلي هناك الخميس وانخرط فور وصوله في لقاءات مع مفوض السلم والأمن الأفريقي رمضان العمامرة، كما التقى بوزير الخارجية الإثيوبي، وقدم كرتي خلال اللقاءات شرحًا لأعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن موقف بلاده من النزاع مع جنوب السودان بشأن المنطقة. وتحاول اجتماعات أديس أبابا التي تعقد بعد المهلة التي حددها المجلس للدولتين لإجراء توافق بينهما بخصوص مقترح الوساطة الأفريقية لحسم القضية، ويرفض السودان مقترحات الوساطة التي تتحدث عن إجراء استفتاء في المنطقة تشرين الأول/أكتوبر المقبل كما يعتبر السودان مقترح الوساطة الأفريقية بتكوين لجنة تشرف على الاستفتاء وتضم في عضويتها أجانب مخالفة صريحة للدستور السوداني وكان رئيس اللجنة الإشرافية لمنطقة أبيي من جانب السودان الخير الفهيم أكد أن مقترح تقسيم المنطقة غير وارد لأن المنطقة تقع (شمال حدود) الأول من كانون الثاني/ يناير 1956م. هذا و كانت حكومة جنوب السودان أعلنت على لسان مسؤول ملف أبيي الدكتور لوكا أبيونق أن المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن ومؤسسات الاتحاد الأفريقي مهتمة بحل الصراع وأن المجتمع الدولي لن ينتظر كثيرًا حوار البلدين المتطاول بخصوص قضايا حساسة تمس الأمن مثل قضية أبيي ،ووصف أبيونق في لقاء سابق مع "العرب اليوم" حملة الخرطوم الدبلوماسية لحشد التأييد لموقفها بالفاشلة، في إشارة إلى جولة قام نائب الرئيس السوداني الحاج ادم ووزير الخارجية علي كرتي وشملت (دول غرب وجنوب القارة). ودعا أبيونق الخرطوم للنظر بعمق للمقترحات والبنود المطروحة بحثا عن حل للصراع ، وتشتمل البنود إجراء استفتاء أبيي في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2013 حتى تقرر قبيلة دينكا نقوك الجنوبية وبقية السودانيين المقيمين مستقبل تبعية المنطقة, إما أن ينضموا إلى الجنوب أو يختاروا الانضمام إلى السودان كما يمنح مقترح الوساطة قبيلة المسيرية ( سودانية ) نسبة 20 % من بترول أبيي و30 % لدينكا نقوك و50 % للدولة التي تتبع لها أبيي، وأن يتم الاستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بإشراف من القوات الإثيوبية، التي تتولي حفظ الأمن بعد انسحاب جيش السودان والجنوب من المنطقة كما تحدثت الوساطة عن إعطاء المنطقة فترة انتقالية لمدة 3 سنوات تكون تحت إدارة اللجنة الإشرافية( تضم الفهيم من السودان ولوكا أبيونق من الجنوب ) وفي حال تم الانضمام إلى الجنوب تكون المنطقة منطقة لتشجيع التعايش والتداخل مع قبيلة المسيرية والسماح لأفرادها بالتحرك جنوبًا بحثا عن الماء والكلأ لماشيتها. تجدر الإشارة إلى أن الاستفتاء المختلف بشأنه كان من المقرر أن يتم بنص البرتوكول الخاص بأبيي ضمن اتفاق السلام مع الجنوب الموقعة عام 2005م بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان في العام 2011م لأن الخلاف بين الدولتين بشأن من يحق له المشاركة في التصويت تسبب في تأجيله وحالة الغموض التي تحيط به حاليًا .