الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
أكد مساعد الرئيس السوداني الدكتور جلال يوسف الدقير أن بلاده تشيد بالدعم الذي ظل يقدمه الاتحاد الأوربي لعملية السلام بين السودان ودولة جنوب السودان، وذلك أثناء كلمة ألقاها نيابة عن النائب الأول للرئيس السوداني، في الاحتفال الذي أقامه الاتحاد الأوربي في مقره في الخرطوم، مساء الاثنين، لمناسبة حصول الاتحاد الأوربي على جائزة نوبل للسلام لعام 2012. وقال الدقير "إن منح جائزة نوبل للسلام جاء اعترافًا بالدور الذي يلعبه الاتحاد الأوربي للحفاظ على الوحدة الأوربية، وإشاعة مبادئ التصالح والسلام والديمقراطية وحكم القانون".وأضاف "إن السودان يشيد بالدور الذي لعبه الاتحاد الأوربي في انعقاد مؤتمر أوسلو لدعم السلام في السودان"، مؤكدًا التزام بلاده بدعم الاستقرار في الأقليم، والمساهمة في توطيد التعاون بين دولتي الشمال والجنوب عبر الحوار، وتحقيق المصالح المشتركة ومنافع الشعبين. كما تحدث خلال الاحتفال السفير النرويجي لدى السودان مورتون فون هانو، مشيرًا إلى الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوربي لعملية السلام بين السودان وجنوب السودان، من خلال مساعدتهما في الوصول إلى توقيع الاتفاق المشترك بشأن النفط، مؤكدًا استمرار دعم الاتحاد الأوربي لجهود الاتحاد الإفريقي، الرامية لمساعدة البلدين في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما. كذلك أكد ممثل الاتحاد الأوربي لدى السودان توماس ليستس دعم الاتحاد للسلام في السودان، مثمنًا جهود البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي العاملة في دارفور (اليوناميد) في دعم العملية السلمية في الأقليم، وتقديم الاتحاد الأوربي مساعدات للسودان، في أعقاب توقيع اتفاقية السلام مع الجنوب، في العام 2005، والتي تمثلت في زيادة مشاريع التعاون بينهما، بالإضافة إلى دعم بعثات الأمم المتحدة العاملة في إقليم دارفور وجنوب السودان، وتوزيع المساعدات الإنسانية على المتأثرين بالصراع المسلح في بعض مناطق السودان، وكذلك دعم إجراء عملية الاستفتاء، وتعهد الاتحاد بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمساعدة في تطبيق اتفاقيات ما بعد الاستفتاء، الذي قاد إلى انفصال الجنوب عن الشمال. كما أوضح رئيس بعثة الاتحاد الأوربي توماس يوليشيني الدور الذي قام به في أعقاب توليه منصب رئاسة البعثة في السودان في العام الماضي قائلاً "إننى أعمل جاهدًا منذ أن توليت مهامي من أجل العمل بصورة جماعية مع أكثر من 50 سودانيًا وأوربيًا في داخل البعثة، بالتنسيق الوثيق مع الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للسودان وجنوب السودان، و 9 من الدول الأعضاء الأوروبية المعتمدين، والموجودين في السودان، لتحقيق أهدافنا المشتركة، من أجل خلق بيئة مواتية لنمو تدريجي، وتعزيز العلاقات الأوروبية السودانية". كما أشار توماس يوليشيني إلى أن الاتحاد الأوروبي من أكبر المانحين في السودان سياسيًا، فهو يؤيد تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين السودان وجنوب السودان، والجهود المستمرة الرامية إلى تحقيق الاستقرار المستدام في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وكذلك في مجال التنمية، حيث يقوم الاتحاد بتنفيذ 38 مشروعًا في السودان، في قطاعات الحكم الرشيد وحقوق الإنسان والأمن الغذائي والتنمية الريفية، كما أكد أن جهود الاتحاد الأوروبي في مجال أعمال الإغاثة في دارفور مستمرة، وعلاوة على ذلك، يوفر الاتحاد المساعدة للنازحين داخليًا، بالتنسيق مع مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية، والشركاء المحليين والدوليين. وقال توماس يوليشيني "إن هدفي هو التعاون مع شركاءنا السودانيين للاستفادة من جميع امكانيات الاتحاد الأوروبي المتاحة لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والسودان، عن طريق الحوار السياسي الشفاف والبناء مع حكومة السودان، من أجل تعزيز السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية". وأضاف "من المهم أن أوكد هنا أن دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون الأعضاء ملتزمون تمامًا ومستعدون لزيادة مساهمتهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والسودان ككل". وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي قد دعا في تصريحات سابقة الاتحاد الأوروبي للوفاء بالتزاماته تجاه حكومة السودان، قائلاًَ "إن ما هو موجود على الأرض من تعاون بين الجانبين لا يرقى إلى التعهدات التي سبق وأن قطعها الاتحاد عند توقيع اتفاقية السلام الشامل، وعند البدء في ترتيبات انفصال جنوب السودان". وأضاف كرتي "على الاتحاد أن يقوم باتخاذ التدابير التي تفسح المجال للسودان للاستفادة من المساعدات التنموية المنصوص عليها في الشراكات الأوروبية الإفريقية، بما فيها الخطوات الخاصة بإعفاء الديون"، مشيرًا إلى أن "حقوق السودان لدى الاتحاد الأوربي تقدر بملايين اليوروهات"، مؤكدًا على أنها "منعت بسبب مواقف الخرطوم من المحكمة الجنائية الدولية"، لكنه أعرب عن تفاؤله بشأن العلاقات مع الاتحاد الأوربي.