الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
وصل العاصمة السودانية الخرطوم السبت كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان اموم، حاملاً رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت، إلى نظيره عمر البشير. وسوف يجري باقان، لقاءات مع المسؤولين في الحكومة السودانية لتحريك الجمود الذي أحاط بتنفيذ اتفاق البلدين الموقع بينهما في أديس أبابا في أيلول/ سبتمبر الماضي. وقال في تصريح صحافي:"حضرنا لتفعيل اتفاق التعاون المشترك، وإزالة العقبات من أمام تنفيذ بنوده، وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين". وفيما توقعت مصادر مشاركة رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوي ثابو امبيكي في الاجتماعات، قال الناطق باسم وفد التفاوض الجنوبي عاطف كير:" إن باقان والوفد المرافق له سوف ينخرط في اجتماعات مكثفة مع حكومة الخرطوم"، متوقعًا أن تستمر الاجتماعات حتى الاثنين. وأشار كير، إلى أن بلاده "ترفض أي شروط مسبقة لتنفيذ اتفاق التعاون"، في إشارة إلى تمسك الخرطوم بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية قبل السماح بمرور نفط الجنوب إلى ميناء بورسودان، فيما أشار إلى أن "المباحثات لا ترمي إلى الدخول في تفاوض جديد؛ إنما ستبحث تقييم الاتفاقية وما تم تنفيذه". وتنتظر الخرطوم وصول وفد رفيع المستوي من قيادات الجيش الشعبي وأجهزة المخابرات التابعة لجنوب السودان، الاثنين، في زيارة تهدف إلى التباحث وحسم الخلافات التي تحيط بتنفيذ الاتفاق الأمني بين البلدين. وقال وزير الإعلام، الناطق باسم حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين، إن بلاده "عند التزامها بتنفيذ كل بنود الاتفاق"، لكنه ألمح في تصريح لـ"العرب اليوم"، السبت، إلى عرقلة حكومة الخرطوم، ووضعها شروطًا جديدة خارج الاتفاق، حتى تسمح بمرور بترول الجنوب إلى الخارج. وفي تعليق له، يقول الكاتب الصحافي عادل الباز:إن الأسبوع الماضي شهد تحركات مهمة عنوانها العلاقة بين دولتي السودان، وعلى الرغم من أنها لم تُستكمَل إلا أنها بدأت مبشرة، لافتًا إلى أن "آفاق المساومة السياسية مفتوحة قبل اللجوء إلى الحرب التي لن يكسب منها أحد شيئًا". وقد اختتم المبعوث الأميركي للبلدين برنستون ليمان، لقاءات في الخرطوم الخميس، قبل أن يتوجه إلى جوبا لإنقاذ الاتفاق من شبح الانهيار، فيما أكد في تصريح له، أنه "من الضروري استعادة الثقة بين البلدين". وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس، حذر الجمعة، من أن "عدم تحقيق تقدم على مسار القضايا العالقة بين السودان والجنوب، سوف يؤدي إلى آثار سلبية على استقرار جنوب السودان"، لافتًا إلى أن "هذا التأثير سوف يتركز على الاستقرار والأمن داخل البلاد على حساب الجهود والاستثمارات المبذولة في أنشطة حفظ السلام، وبناء الدولة، وتقديم الخدمات الأساسية إلى مواطنيها".