البطريرك الماروني بشارة الراعي

اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن أزمة الصلاحيات التي برزت خلال الأسبوع الماضي «هي بلا أساس»، لافتاً إلى أن اللبنانيين الذين عزفوا عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة الذين وصلت نسبتهم إلى 51 في المائة «تبين أن شكهم كان في محله».

وحذر الراعي في عظة ألقاها، أمس، من أن الحضارة في لبنان «آخذة في التراجع ولا سيما عند الجماعة السياسية، كما هو ظاهر في أدائها السياسي وتخاطبها وفقدان الثقة المتبادلة، وفي تعظيم الأمور الصغيرة وإعطائها طابعا دينيا ومذهبيا، مثيرا للخلاف، ومسمما للأجواء».

وأكد الراعي أن «أول ما يحتاج إليه رجال السياسة إنما هو المحبة والرحمة لكي يحسنوا الحكم بالعدل، أما النتيجة فاعتداء على المواطن في عيشه وكرامته وحقوقه».

وإذ أمل الراعي تأليف الحكومة «لكي يبدأ الوطن باستعادة قدرته على التحرك»، تساءل: «كيف يرى المسؤولون السياسيون ويعبرون، أمام دين عام يناهز التسعين مليار دولار أميركي، وبات يشل النمو الاقتصادي وحركة الإنتاج، ويعطل فرص العمل، ويرمي اللبنانيين في مزيد من الفقر، ويقحم قوانا الحية الشبابية المنتجة على هجرة الوطن، ويحرم الدولة من الاستثمار في مشاريع إنمائية، فيما الهدر والإنفاق غير المجدي بالمقابل يتزايد؟».

وقال: «المطلوب خفض الإنفاق، وتخفيف العبء عن الخزينة وضبط الهدر بالتعاون مع القطاع الخاص، وزيادة الواردات، وإبعاد المصالح السياسية عن الإدارة توظيفا وأداء». وسأل: «كيف يرون ويعبرون، وهم مأخوذون فقط بمناقشة الأحجام وتقاسم الحصص، وبأزمة الصلاحيات وهي من دون أساس، بعد الانتخابات النيابية التي كنا نتوقع فيها بصيص أمل بحياة أفضل، علما بأن واحدا وخمسين في المائة من الشعب اللبناني لم يشارك فيها، لفقدان الثقة، فيتبين اليوم أن شكهم كان في محله».