دمشق ـ نور خوام
اتسعت التأكيدات التي تفيد أن الموساد الإسرائيلي هو الذي اغتال العالم السوري عزيز إسبر، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تدريبات جديدة له في هضبة الجولان السورية المحتلة. وأشرف وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء، على هذه التدريبات ليحذر ويهدد، فقال "النظام السوري يعمل على إعادة تأهيل جيشه بعد عودة سيطرة قواته على معظم مساحات سورية ,و الجيش الإسرائيلي يدرك ذلك وعلى أهبة الاستعداد لأي سيناريو ويراقب كل التطورات".
وقال ليبرمان "إننا نشاهد في الجانب الثاني من الحدود الجيش السوري الذي لا يكتفي بالاستيلاء على الأراضي السورية كافة، بل يقوم ببناء قوات برية واسعة وجديدة ستعود إلى ما كانت عليه في الماضي، وربما أكثر من ذلك. ونحن نشهد طفرة في تحسين وتطوير سلاح المدرعات وبقية الأسلحة، بحث لا توجد قوة في المنطقة تضاهينا".
وكانت قضية اغتيال العالم السوري المتخصص في تطوير الأسلحة، عزيز إسبر، قد وضُعت في مركز الأحداث داخل إسرائيل خلال اليومين الأخيرين , فمن دون الاعتراف بأن إسرائيل تقف وراء هذه العملية، بدا أن هناك أكثر من جهة في تل أبيب معنية بأن يظهر الدور الإسرائيلي قويًا.
و كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الثلاثاء، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) هو من اغتال العالم السوري قبل أيام , وأكدت الصحيفة، نقلًا عن ضابط كبير في الجهاز، أنه زرع المتفجرات داخل سيارة العالم السوري ما أدى إلى قتله وسائقه على الفور.
وقالت الصحيفة إن مسؤولًا استخباريًا كبيرًا في الشرق الأوسط أبلغها بأن "الموساد" يقف وراء عملية قتل مدير البحوث العلمية السوري الدكتور عزيز إسبر، لأنه كان مسؤولًا عن تجميع ترسانة من الصواريخ الموجهة بدقة، و جرت عملية الاغتيال، وفقًا للصحيفة، خوفًا من تطوير هذه الصورايخ وإطلاقها مستقبلًا باتجاه المدن الإسرائيلية البعيدة مئات الكيلومترات عن سورية.
ورفضت إسرائيل التعقيب على الخبرو لم تعترف بمسؤوليتها، فقد رحب وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمقتل العالم إسبر . ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كاتس قوله "نحن بالطبع لا نعلق على هذا النوع من التقارير ولن أعلق الآن" , وأضاف: "أستطيع أن أقول إنه على افتراض أن تفاصيل أنشطة هذا الرجل صحيحة، وأنه كان يقوم بتطوير أسلحة كيميائية وصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب إسرائيل، أنا بالتأكيد أرحب برحيله" , ووفقًا للتسريبات الصحافية الأميركية، فإن هذه هي المرة الرابعة خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي تقوم فيها إسرائيل باغتيال عالم أسلحة عربي في بلد أجنبي.
وقالت إن العالم إسبر نفذ مشروعًا صارمًا عالي السرية تحت إشراف كبار المسؤولين في سورية وإيران، وكان يهدف المشروع إلى بناء مصنع صواريخ متطورة تحت الأرض لتعويض المصنع الذي دمرته طائرات الاحتلال العام الماضي في سورية , وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة، إسبر، عالم أسلحة رفيع المستوى.
واستهدفت ضربة جوية إسرائيلية، مركز البحوث العلمية، في 22 يوليو / تموز، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية و"المرصد"، في الوقت الذي رفض متحدث عسكري إسرائيلي التعليق على التقرير.
واستهدف مركز البحوث العلمية في مصياف بغارة إسرائيلية في سبتمبر / أيلول 2017 , وتتهم الولايات المتحدة المركز بالمساعدة في تطوير غاز السارين وصنع أسلحة كيميائية، لكن النظام السوري ينفي امتلاكه أي سلاح كيميائي منذ تدمير برنامجه للأسلحة الكيميائية في عامي 2013 - 2014 بموجب اتفاق أميركي روسي.
وتسببت الغارة في سبتمبر/ أيلول 2017 بإلحاق أضرار مادية في المركز، وفقًا لـ"المرصد"، الذي قال إن "حريقاً اندلع في مستودع للأسلحة حيث يتم تخزين الصواريخ".
ونفذت إسرائيل العديد من الغارات داخل سورية، مستهدفة قوات النظام وحلفاءهم الإيرانيين و"حزب الله" اللبناني.
وقُتل أكثر من 350 ألف شخص ونزح الملايين منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.