وزير الخارجية جبران باسيل

ركزت المواقف السياسية اللبنانية على ضرورة تأمين التمويل لتغطية سلسلة الرتب والرواتب بعيدًا من فرض الضرائب على المواطنين, إضافة إلى رفض التطبيع مع سورية ولقاء وزير الخارجية جبران باسيل نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك, وفي هذا الإطار، رأى نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني أن "الحجج المطروحة للتطبيع مع النظام السوري، لا توازي الأضرار التي تترتب على هذا التطبيع مع جهة في سورية على حساب أخرى", وعن لقاء باسيل المعلم قال "كل خطوة تؤخذ معاكسة لجانب البيان الوزاري قد تؤدي إلى توتر العلاقات وزيادة الضغط على مجلس الوزراء، فالبعض يحاول سحب المجلس خارج نطاقه للابتعاد عن البيان الوزاري"، مشيرًا إلى أن "لا خوف اليوم على الحكومة".

وأشار إلى أن "لدينا إشكالية في طريقة الحكم بنحو عام في لبنان، فمقاربة الملفات غريبة في بعض الحالات"، قال "إذا قررنا زيادة الموازنة والدولة عاجزة سنلقى اعتراضات كبيرة، فوسيلة التمويل من أهم العراقيل"

العريضي "لنعمل لمصلحة لبنان بلا مكابرة"

وأكد عضو "اللقاء الديموقراطي"​ النائب ​غازي العريضي​ "أنني لست مع الكثير من السياسات التي تتبعها إيران في المنطقة، ولكن هي ومحورها موجودان وقويان ومتقدمان", وأوضح "أننا سنكون أمام مشكل سياسي في البلد انعكاسًا للمشكل الكبير في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه "آن الأوان أن لا نتكل على الدعم الأميركي المزعوم وننتهي من هذا الأمر".

ولفت إلى أنه "آن الأوان لنتعلم ونذهب من دون غرور ولا مكابرة ونقول لنتفق بشأن مصلحة ​لبنان​ آخذين في الاعتبار كل الخصوصيات لهذا البلد"، معتبرًا أن "كل يوم يمر في البلد من دون هذه المقاربة تزداد الأمور تعقيدًا", وأكد النائب عاطف مجدلاني "أن كل الأفرقاء داخل مجلس الوزراء يسعون إلى التوافق بشأن الملفات الخلافية لتجنيب لبنان أية تشنجات جديدة".

وشدد على "أن الرئيس سعد الحريري لن يسمح بضرب التفاهم الحاصل بين الرئاسات الثلاث وتخريب الوضع الداخلي", وإذ رأى "أن النقاط الخلافية وعلى رأسها التعاطي مع النظام السوري يجب أن توضع جانبًا كي يتم التركيز في هذه المرحلة على الإنتاج والتلاقي"، أكد في حديث لـ "صوت لبنان"، "رفض الخطوة التي قام بها وزير الخارجية بلقاء نظيره السوري في الأمم المتحدة"، داعيًا إلى "الالتزام بالبيان الوزاري للحكومة التي تحدد السياسة الخارجية", واستبعد "أن يطعن المجلس الدستوري مرة ثانية في قانون الضرائب الجديد"، مشيرًا إلى "أن هناك التزامًا من الحكومة بتقديم قطع الحساب في مهلة محددة", وعن ملف النازحين، قال: "إن تيار المستقبل لا يقبل إلا بعودة آمنة لهم ضمن إجراءات تحددها الأمم المتحدة"

الهبر: السعودية تريد مصلحة لبنان

ووضع النائب ​فادي الهبر​ زيارة النائب ​سامي الجميل​ ​السعودية​ ولقاءه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في سياق "سلسلة زيارات عربية بروتوكولية وروتينية، يقوم بها الجميل"، واعتبر أن "السعودية تريد مصلحة لبنان"، داعيًا إلى "بناء علاقات جيدة مع الجميع وتحييد لبنان وتحصين استقلاله وتنقية خلافاته وإبعاده عن التبعية لمنصات دولية".

ووصف اجتماع باسيل​ بالمعلم​ في نيويورك "بالاجتماع النافر الذي لا ينفع لبنان"، داعيًا إلى "تحييد لبنان والنأي بالنفس وتقوية المؤسسات وتحصين الوفاق الوطني، بانتظار انجلاء المشهد الإقليمي", وجدد المطالبة "بالإبقاء على الضرائب المفروضة على المصارف والأملاك البحرية"، رافضًا "فرض أي ضرائب على الفقراء".

وأشار النائب ​وائل أبو فاعور​ إلى أن "​سلسلة الرتب والرواتب​ سلكت دربها إلى الإقرار"، وقال "إلى أن تصبح في متناول المستحقين من مواطنين وموظفين، حمى الله هذه السلسلة من الطعون ومن الاختبارات المقبلة بما يحمي حق المواطن وحق الموظف، لكي نعود إلى مسار إعادة إنقاذ المؤسسات ومسار التحضير للانتخابات النيابية التي هي دين مستحق للمواطن اللبناني في عنق السلطة السياسية"، آملًا أن تحصل الانتخابات في موعدها وفق أي آلية تسجيل مسبق أو غيره".

الساحلي: ليفوض الحريري باسيل

ودعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي إلى "حل مشكلة النازحين السوريين إلى لبنان، بالتنسيق بين الحكومتين السورية واللبنانية لتأمين عودة النازحين إلى ديارهم ومنازلهم، بعيدًا من النكد السياسي وتسجيل المواقف".

وقال الساحلي: "إذا لم يشأ رئيس الحكومة سعد الحريري التنسيق مع الحكومة السورية فليفوض وزير الخارجية جبران باسيل أو من يرغب لحل مشكلة النازحين"، مؤكدًا أن "الرئيس السوري باق والحكومة السورية باقية ومحور المقاومة انتصر والمسألة مسألة وقت لا أكثر، والدول الكبرى اليوم اقتنعت بالواقع، فلماذا البعض في لبنان يسجلون المواقف أكثر من أصحاب العلاقة"
 
وشدد الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري على "التمسك بمواقف الرئيس سعد الحريري في الحفاظ على التهدئة ورفض أي تنسيق مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الحريري كان أول زعيم عربي جاهر بموقفه ضد النظام السوري، وبدعمه للإخوة السوريين سياسيًا وإنسانيًا وإعلاميًا"، مجددًا التأكيد أن "تيار المستقبل لم ولن يغطي سلاح "حزب الله"، واليوم نرى أن هذا السلاح لم يعد بنظر الناس سلاحًا مقاومًا بل سلاح ميليشيات".

وأشار الحريري خلال جولة في منطقة ساحل الشوف وإقليم الخروب، يرافقه النائب محمد الحجار إلى أن "الحل الوحيد لمواجهة الكيل بمكيالين هو الصبر، فلا وضع شاذًا يمكن أن يستمر، أن حركات كانت أعتى من "حزب الله" ولم تستمر، ولن نذهب إلى حيث يريد ولن ننجر إلى لغة السلاح التي يستخدمها، سنواصل العمل لكي نأتي بمجتمعه إلى لغة السلام والاعتدال والتهدئة، وهذا مسار طويل", وشدد على "أهمية الثقة بالقيادة السياسية المتمثلة بالرئيس الحريري"، وقال "فرضنا من خلال التسوية الحفاظ على اتفاق الطائف، في لحظة نرى فيها استفتاءات للانفصال في العراق وغيرها من الدول".

ونوه "باللقاء الذي يجمع عائلة تيار المستقبل على الصدق في التعامل مع الناس، وعلى هذا المشروع الوطني الذي تحاول الأحزاب الفئوية عرقلته"، لافتًا إلى أن "الرئيس الحريري قرأ في كتاب والده الرئيس الشهيد وأمن مظلة أمان بشأن لبنان من خلال التسوية التي تمت وسبقها الحوار مع "حزب الله" والرئيس نبيه بري في عين التينة لحماية البلد".

وكشف أن "ما يقوم به الرئيس الحريري اليوم لا أحد في البلد غيره يستطيع القيام به، لأن مشروعه هو مشروع وطني معتدل", وقال: "حتى نستطيع أن نكمل هذه المسيرة يجب أن نثق ببعضنا بعضًا وبالقيادة السياسية، التي تجول على عواصم العالم. لقد التقى الرئيس الحريري رؤساء أميركا وفرنسا وروسيا، والخطوات السياسية التي يقوم بها مبنية على ما سمعه في هذه الزيارات وليست مبنية على أهواء من هنا أو أمور شخصانية من هناك".

ولفت إلى أن "في لبنان هناك خط مستقيم يريد الوطن ومصلحته، وهناك خط شاذ يستقوي على البلد بسلاحه وبالعنتريات", وقال "علينا الصمود والصبر لأن المرحلة حساسة وليست قصيرة، مرحلة ستأخذ وقتًا والمنطقة فيها تتشكل على أسس جديدة، وأهم ما فيها أننا نجلس على الطاولة ولسنا خارجها".