القاعة الرئيسية بمتحف بيت الزبير

احتضنت القاعة الرئيسية بمتحف بيت الزبير أمس، المعرض الفني التشكيلي «ومضات» بمشاركة مجموعة من الفنانين العمانيين وهم عيسى المفرجي و نادية البلوشية وعلي الهنائي ومال الله الزدجالي ومحمد الراشدي، محتفيا بتجاربهم الشخصية وآخر ما تم إنجازه من أعمال في صور فنية شتى.
تضمن المعرض الذي أقيم تحت رعاية معالي الدكتورة سعاد بنت محمد اللواتية وزيرة شؤون الفنون، وبحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني في السلطنة، مجموعة من الأعمال الحديثة التي تقدم الابتكارات المنبثقة من البيئة العمانية والواقع الثقافي والفكري الفني للفنانين المشاركين والتي تمثلت في أكثر من ثلاثين عملا والتي جاءت بأساليب مغايرة غير اعتيادية. ■■

في هذا المعرض تقدم الفنانة نادية البلوشية نمطا فنيا , حيث الاقتراب من الطبيعة العمانية وتضاريسها المتداخلة التي لطالما كانت بمثابة أداة اكتشاف للفنان العماني من خلال توجهاته المتعددة، حيث الجبال والسهول والصحاري، وما تتضمنه هذه التضاريس من ممارسات يومية لإنسان عمان وعلاقته بمن حوله، كما للعمارة التقليدية العمانية وتميزها حضورا مغايرا في أعمال الفنانة البلوشية، والمتتبع لتلك الأعمال يرى حضور اللون وتداخل أفكاره وجرأته فيما تم تقديمه من أعمال. بالإضافة إلى الحركة الداخلية لنبض الألوان التي تشكل تحولا فنيا رائعا. فهي تقدم المناظر الطبيعية في أسلوب حياة واقعي إلى حد كبير. ويبرز الفنان عيسى المفرجي بأعمال تركيبة والنحت وأخرى معلقة، ومن خلال تلك الأعمال التركيبة يقدم المفرجي واقع الإنسان وعلاقته برزقه وقوت حياته مرورا بالتأثر بمن حوله حيث التغير والتوافق، كما يأتي النحت بصورة أدبية شعرية يحاول من خلاله إيجاد روح لتفاصيل يومية للإنسان وما يعتريه من أشياء تواكب واقعه، وهنا يعرض المفرجي ما يشبه المعلقة بصورة فنية فريدة من نوعها.
أما الفنان محمد الراشدي فيأتي في معرض «ومضات» بوجه فني مغاير فهو يقدم لوحات فنية تعمل على صقل الثقافة التي اتبعها مؤخرا حيث البحث والتقصي والقراءة والتي أوجدت نتاجا فنيا ، والمتمثل في الصراعات تبدو أكثر وضوحا في أعماله بالإضافة إلى تكثيف الألوان وواقعها بما في ذلك اللون الأحمر وجرأته الذي يوضح الواقع الإنساني العربي وما يشهده من صراعات متداخلة بما في ذلك الحروب والمآسي.
أما الفنان علي الهنائي وكعادته يأتي متنوعا في أساليبه الفنية، التي تعتمد على المجال الواقعي وحضور إحساس مع التوافق التام مع الأسلوب التعبيري بشكل ملموس، ففي أعماله يرى المتابع ذلك الحضور الحي للموروث الثقافي العماني في أوجه شتى، مع التقرب بعمق من التفاصيل اليومية الحياتية بما في ذلك الشروق والغروب وحياة الإنسان. فيما يأتي الفنان مال الله الزدجالي بحقيقة الوجوه بشكل تعبيري بعيدا عن الواقعية، فهو يقدم الإنسان ومشاعره وتناقضاته، كما يسافر في أعماقه ليبرز الداخل الذي يضمه، كل ذلك يأتي بطريقة بسيطة ولكنها معبرة بشكل مدهش.

 

قد يهمك ايضًا:

توقيع مذكرة للإعلان عن الشراكة التسويقية بين معهد الإدارة العامة وشركة (أساس)