قال هو شيار زيباري، وزير خارجية العراق، إن العلاقات بين بلاده ومصر جيدة ونحن مهتمون بالعلاقات الثنائية وليست هناك أي اشكالية في هذا الخصوص سواء مع الثورة أو الحكومة أو (مصر الجديدة). وقال زيبارى ـ فى لقاء مع الوفد الصحفى لجامعة الدول العربية الذى يغطى أعمال المؤتمر الدولى للتضامن مع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب فى سجون الاحتلال الاسرائيلى المنعقد فى بغداد ـ ان تواصلنا السياسي والدبلوماسي قائم، وبسبب ظروف مصر لم نستطع أن ننظم هذه العلاقة في شكل منظم ودوري مع اننا كنا قد بدأنا ذلك مع النظام السابق، مشيرًا إلى أن هناك دعوة وجهت مؤخرًا إلى الرئيس محمد مرسي لزيارة العراق وهو وعد بذلك. وردًا على سؤال حول موقف بلاده من الازمة السورية قال زيبارى أن بلاده حاولت منذ بداية الأزمة في سوريا أن يكون لها دور متوازن يرتكز على حل الأزمة سياسيًا، وقد صدقت تنبؤات العراق في هذا الخصوص بعد أن ثبت للجميع أنها أزمة معقدة . وحذر زيباري من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية وتدخلات خارجية باتت غير مستبعدة ليست بالضرورة عسكرية، خاصة أنها في تصاعد مستمر من جانب النظام والمعارضة على السواء. واكد زيباري ان الوضع في سوريا مؤلم جدًا ويزداد سوءا بكل المعايير ، وعلى الرغم من ذلك فان التواصل العراقي لايزال قائما مع كل الأطراف السورية، ولدينا قراءة يومية للتطورات هناك . وأوضح زيباري أن الحل السياسي في سوريا بعد كل هذا السفك للدماء- أصبح يحتاج الى معجزة لأن العلاقة بين الشعب والنظام تهشمت ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولا يستطيع أي نظام أن يبقي قواته في مواجهة مستمرة مع شعبه. وكشف وزير الخارجية العراقي أن مجموعة من المعارضة السورية ستقوم بزيارة الى بغداد الاسبوع المقبل من بينهم الناشطان السياسيان المعارضان ميشيل كيلو وعارف دليلة ، للتواصل وتوضيح الأمور بالنسبة للأوضاع المعقدة في سوريا. وشدد زيباري مجددًا على رفض بلاده عسكرة أو تسليح أي طرف من أطراف النزاع في سوريا لأن ذلك سيزيد الأمور تعقيدًا، والأوضاع هناك بطبيعتها ذاهبة باتجاه مزيد من التصعيد والمواجهات بعد أن تحول الصراع إلى صراع عسكري. وقال: إن العراق يعلم تمامًا أن الصراع في سوريا هو بمثابة حرب استنزاف لقوى اقليمية وأن هناك اطرافا تعمل بالوكالة لصالح جهات معينة. وتوقع زيباري حدوث تغيير في الموقف الدولي إزاء الأزمة السورية من خلال ضغط الرأي العام في هذه الدول واستمرار عمليات القتل والقصف قد يسهل التدخل الدولي الإنساني في الأزمة السورية، مستبعدًا أن يكون هذا التدخل على غرار ما حدث في العراق أو ليبيا أو اليمن . وحول عدد اللاجئين السوريين الذين اجتازوا الحدود مع العراق منذ بداية الأزمة قال زيباري ان عددهم بلغ 61 ألف لاجيء سوري وهذا رقم كبير يؤشر على أن مسألة النزوح ستزداد، لافتًا إلى أن بلاده تقدم كل الدعم لهؤلاء النازحين، كما طرحت العديد من المبادرات لحل الأزمة سلميًا. وحول استضافة العراق للمؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيي والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي قال وزير خارجية العراق هو شيار زيباري : ان بلاده حرص على انجاح هذا المؤتمر وأجرينا اتصالات دولية لاطراف مختلفة من اجل دعم قضية الأسرى والمعتقلين، ونحن مع خروج المؤتمر بنتائج وتوصيات عملية وملموسة . وأوضح أن الهدف من عقد هذا المؤتمر كان تسليط الضوء على قضية الأسير، أولًا من الناحية الانسانية وثانيا: دعم الأسير وعائلته ماديا وإعادة تأهيله كي يعيش حياة كريمة، وكشف زيباري عن أن هناك فكرة لإنشاء صندوق لدعم هؤلء الأسرى بشكل مستمر، وسوف يساه العراق في ذلك وهو أمر مطروح للنقاش بهدف التوصل لأفضل صيغة لهذا الموضوع. وقال إن هناك اتجاهًا لتشكيل لجنة قانونية دولية لحماية هؤلاء الأسرى والحفظ على حقوقهم الانسانية، معتبرًا أن المؤتمر هو بمثابة رسالة للعالم بأن هناك قضية إنسانية وأخلاقية لابد من الاهتمام بها، خاصة أنه يعقد بعد حصول فلسطين على صفة دولة "مراقب " بالامم المتحدة وبعد صعود القضية الفلسطينية للواجهة ود الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وأشار إلى أنه ستكون هناك متابعة للمؤتمر بهدف تنفيذ قراراته والإبقاء على القضية حية، وهناك اتصالات مستمرة بأطراف دولية مهمة من بينها الأمم المتحدة لدعم قضية الأسرى.