بيروت ـ جورج شاهين
واصل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان مباحثاته الرسمية مع كبار المسؤولين اليونانيين، فانتقل والوفد الرسمي المرافق، بعد انتهاء محادثاته الرسمية في القصر الجمهوري الثانية عشرة والنصف ظهر الخميس، إلى مقر رئاسة الحكومة "Megaron Maximou" حيث كان في استقباله عند المدخل الخارجي رئيس الحكومة اليوناني Antonis Samaras. وعقدا محادثات ثنائية استكملت إلى غداء عمل، تم خلاله التطرق الى واقع العلاقات الثنائية، وسبل تفعيلها. وشارك في الاجتماع الوفدان الرسميان اللبناني واليوناني. وجدد الرئيس Samaras خلال اللقاء دعم حكومته لسيادة لبنان واستقراره واستعدادها الدائم لمساعدته، مشيدًا بالسياسة الحكيمة التي ينتهجها لبنان للبقاء بمنأى عن تداعيات ما يحصل في محيطه العربي. وأشار إلى أن بلاده تعتبر لبنان بوابة اليونان إلى العالم العربي، مشددًا على أهمية تقوية أواصر التعاون وتبادل الخبرات، وخصوصًا في المجال الاقتصادي والاستثماري، بما يخدم مصلحة الدولتين والشعبين. وتمنى رئيس الحكومة اليونانية أن تكون زيارة الرئيس سليمان إلى أثينا مثمرة وناجحة، وقال "إن ذلك بدا واضحًا من خلال لقائكم والرئيس اليوناني. إني سعيد أن الوفد المرافق لكم يضم نخبة من أهم الوزراء، وهذا يساعد في حل القضايا بين الجانبين، ومقتنع بوجود فرص كبيرة من أجل تفعيل التعاون التاريخي القائم بين بلدينا وشعبينا، لأنه منذ فجر التاريخ يوجد علاقات واحترام وتقدير متبادل، وتاليًا أتطلع الى الجهود المشتركة التي نبذلها، وسيتم التوصل من خلالها إلى نتائج ملموسة. وهناك أمور ذات اهتمام مشترك في هذه الفترة، إذ إن شعبينا يواجهان أمورًا طارئة واستثنائية". بدوره، شكر الرئيس سليمان للرئيس ساماراس الدعوة إلى زيارة اليونان، وأكد أن لبنان يقدر عاليًا مواقف الحكومة اليونانية الداعمة له، وخصوصًا في المحافل الدولية لجهة دعوتها الدائمة إلى احترام القرار 1701، وحفظ الأمن في الجنوب عبر مشاركتها في قوات اليونيفيل، ووقوفها إلى جانب لبنان خلال عدوان تموز/ يوليو 2006. وقال "إن علاقات لبنان قديمة وتاريخية منذ الفينيقيين والإغريق والعلاقات الحديثة تجلت في استقبال اليونان للبنانيين خلال أزمة العام 1975. وعمل اليونان دائمًا لإيجاد الحلول للقضية الفلسطينية، وخصوصًا في الفترة الاخيرة عندما صوت لصالح دخول فلسطين إلى الأمم المتحدة كعضو مراقب. ونحن دائمًا إلى جانبكم في القضايا الثوابت التي تصرون عليها ونحتاج دعمكم وجهدكم في الاتحاد الأوروبي، خصوصًا في هذه الفترة الحرجة، حيث هناك مشاكل مستجدة في العالم العربي يحاول لبنان تجنب تداعياتها". وأشار الرئيس سليمان إلى أن اليونان مهد الديموقراطية، وإلى أن لبنان دفع طويلاً ثمنًا لديموقراطيته خلال ستين سنة. ودعا إلى تفعيل التعاون من خلال زيادة تبادل الزيارات بين المسؤولين اللبنانيين واليونانيين، لزيادة التنسيق في مختلف المجالات، وخصوصًا الطاقة والسياحة، وإنشاء لجنة وزارية مشتركة لبحث هذه القضايا.