غزَّة - العرب اليوم
قتل 14 فلسطينيا بينهم نجل احد قادة حماس وعائلته ليل السبت الاحد في قصف جديد على غزة حيث قرر الجيش الاسرائيلي، الذي اعلن مقتل اثنين آخرين من جنوده، توسيع نطاق هجومه البري على القطاع في اطار عمليته التي اودت بحياة 357 فلسطينيا منذ الثامن من تموز/يوليو.
وفي الوقت نفسه، تستمر التحركات الدبلوماسية في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين الجانبين مع وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى المنطقة اليوم.
واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان صباح الاحد "توسيع نطاق المرحلة البرية من عملية الجرف الصامد مع انضمام قوات اضافية الى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب في قطاع غزة وخلق واقع يمكن للسكان الاسرائيليين ان يعيشوا فيه بأمن وأمان".
وتقول اسرائيل ان عمليتها تهدف الى وقف اطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني باتجاه الاراضي الاسرائيلية بينما تسعى من خلال هجومها البري الى تدمير الانفاق التي يستخدمها الفلسطينيون.
وبدأ الجيش الاسرائيلي هجومه البري على غزة مساء الخميس بعد عشرة ايام من قصف جوي وبري وبحري استهدف القطاع الفلسطيني المحاصر، وذلك في اطار عملية عسكرية واسعة النطاق اطلق عليها اسم "الجرف الصامد".
ومع دخول العملية الاسرائيلية يومها الثالث عشر، وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة ان اربعة فلسطينيين هم اسامة خليل الحية نجل القيادي في حركة حماس خليل الحية، وزوجته هالة ابو هين وطفليهما خليل وامامة قتلوا في قصف جوي اسرائيلي استهدف منزلهم شرق مدينة غزة.
وقال شهود عيان ان الطائرات الحربية الاسرائيلية اطلقت عدة صواريخ على منزل لآل الحية في حي الشجاعية ما ادى الى تدميره. وتحدث القدرة عن مقتل شخص خامس واصابة عشرات في هذا القصف.
كما تحدث صباح اليوم الاحد عن وصول جثة فلسطيني آخر "إثر استمرار العدوان الصهيوني المتواصل على شرق مدينة غزة" بينما ذكر شهود عيان ان التخوم الشرقية لمدينة غزة تشهد قصفا عنيفا للمدفعية الاسرائيلية اسفر عن وقوع العديد من الضحايا.
وقالت وزارة الصحة ان طواقم الاسعاف غير قادرة على الوصول الى تلك المنطقة لاجلاء الاصابات متهمة اسرائيل "باستهداف سيارة اسعاف في منطقة الشجاعية".
ودعت وزارة الصحة "المنظمات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر" الى "الزام الاحتلال باحترام القانون الدولي بعدم استهداف الطواقم الطبية".
وقتل فلسطيني في قصف اسرائيلي على المنطقة الوسطى للقطاع، وسبعة آخرون في قصف على مدينة رفح جنوب القطاع، كما اعلنت مصادر طبية وشهود عيان. وقتل ستة من هؤلاء في قصف جوي والسابع في قصف مدفعي. وبين القتلى ثلاثة استهدفت غارة اسرائيلية منزلهم.
وبذلك بلغت الحصيلة الاجمالية للقتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الاسرائيلي 357 قتيلا بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء، واكثر من 2600 جريح.
من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي الاحد مقتل جنديين اسرائيليين آخرين في مواجهات داخل قطاع غزة وحوله. وقال ان بار راهاف (21 عاما) قتل بصاروخ مضاد للدبابات بينما قتل بنايا روبيل (20 عاما) في تبادل لاطلاق النار.
ولم يذكر الجيش اي تفاصيل اضافية لكن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس كانت تحدثت فجر اليوم الاحد عن "استدراج قوة صهيونية مؤللة حاولت التقدم شرق حي التفاح (شرق غزة) إلى كمين محكم معد مسبقا (...) ما ادى إلى تدميرها بالكامل".
واضافت ان "المجاهدين تقدموا بعد ذلك صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها وعددهم 14 جنديا صهيونيا".
وفي اطار التحركات الدبلوماسية، اعلنت الامم المتحدة ان امينها العام الذي يصل اليوم الى المنطقة سيزور الدوحة ثم الكويت قبل ان يتوجه الى اسرائيل ورام الله ثم عمان في "محاولة لتشجيع وقف اطلاق نار دائم". واضافت انه يعتزم العمل "بالتشاور مع الفاعلين الاقليميين والدوليين لانهاء العنف وايجاد مخرج" للنزاع.
وفي ختام جولة في المنطقة شملت مصر والاردن ايضا، عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اسرائيل عن "قلقه الشديد" لعدم التوصل لوقف لاطلاق النار في قطاع غزة. واكد فابيوس في عمان ان التوصل الى وقف لاطلاق النار يعد "اولوية مطلقة" لبلاده، موضحا ان المبادرة المصرية تحظى بدعم دولي.
وبرغم الدمار اكد رئيس الحكومة الاسرائيلية انه لا يضمن نجاح العملية العسكرية، وهي الرابعة منذ انسحاب اسرائيل من قطاع غزة في 2005.
وفي فرنسا اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية مساء السبت ومتظاهرين اصروا على النزول الى الشارع في مناطق عدة في شمال باريس دعما للفلسطينيين في قطاع غزة برغم قرار منع التظاهر.
كما تظاهر عشرات الاف الاشخاص السبت في لندن للمطالبة بوقف عمليات القصف ورفع الحصار عن غزة، كما اعلنت اثنتان من سبع جمعيات نظمت التظاهرة وهما "حملة التضامن مع فلسطين" و"اوقفوا الحرب".
نقلًا عن "أ.ف.ب"