رام الله ـ صفا
ينتاب أهالي الأسرى حالة من التوجس والقلق في ظل الحديث عن تنسيق أمني بأعلى مستوياته بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية بحثًا عن ثلاثة مستوطنين مفقودين منذ ليل الخميس الماضي.
ورغم تلك المخاوف إلا أنهم يترقبون بشغف وفرحة يكتنفها الاحباط مما ستحمله الأيام القليلة القادمة من أخبار حول عملية الخليل الأخيرة، وإمكانية أن يكونوا مأسورين لدى المقاومة، لينهوا بذلك رحلة طويلة من المعاناة.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية كشفت عن وجود تنسيق عالي المستوى بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية فيما يتعلق بالبحث عن مكان تواجد المختطفين الإسرائيليين الثلاثة وخاطفيهم.
ووفقًا للمصادر فإن أجهزة السلطة تعمل كل ما بوسعها لمساعدة "إسرائيل" للوصول إلى مكان المختطفين، وأن السلطة تعتقد أن حركة حماس هي من نفذت العملية وأن المخطوفين لا زالوا داخل الضفة.
ونجحت حماس في شتاء 2011 بتحرير1050 أسيرًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والذي أسرته في عملية عسكرية بغزة، فيما تبقى آلاف منهم خلف القضبان، حيث أعاد خبر اختفاء المستوطنين أملًا لدى ذويهم بحريتهم.
والد الأسير محمد عرمان من نابلس والذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد (36مرة) يتساءل في حديثه لوكالة "صفا": "السلطة تبحث عن ثلاثة مستوطنين اختفوا منذ أيام، فلماذا لا تبحث عن آلاف الأسرى من أبنائنا في السجون منذ عشرات السنوات؟!".
فرحة يكتنفها احباط
ووسط صيحات التكبير التي أطلقها المسن عرمان آملًا بحرية نجله بعد رفض الاحتلال إطلاق سراحه بصفقة التبادل يقول: "أملنا بالله كبير بعد 13عامًا من الأسر، ونحن نتشوق لمثل هكذا عمليات تبشر بأن ساعة الفرج قد حانت".
ومضى قائلًا: "لكن على الرئيس محمود عباس أن يساعد في تخليص أبناء شعبه من السجون، لا أن يكون عونًا للاحتلال في تسليم المستوطنين.. فنحن أبناء شعبه وبشر ويجب أن يقف معنا".
وتمنى عرمان أن تتكل عملية خطف المستوطنين بالنجاح، مضيفًا: "ليس لنا أمل سوى هذه الطريقة لعودة أبنائنا إلى بيوتهم.. فإسرائيل لا تعرف غير هذه الطريقة ولن ترضخ إلا بها".
بينما تتطلع زوجة الأسير المؤبد صالح عاصي من بلدة بيت لقيا لوكالة "صفا" أن تتوج عملية اختفاء المستوطنين إلى عملية أسر ثم إفراج عن كافة الأسرى، بعد فشل الجهود الرسمية وجلسات المفاوضات في إطلاق سراحهم". على حد تعبيرها.
ومع حرمان زوجها من زيارتهم، تأمل أن تحل قضية أسرى إلى الأبد في ظل عدم السماح لها من زيارته لأكثر من أربع سنوات، وخصوصًا وأن الأسرى بأمس الحاجة لأي دعم معنوي ونفسي.
وبصوت متقطع وخوف من المجهول تخشى عاصي من محاولات الاحتلال العثور على المستوطنين في ظل دعم وتساوق الأجهزة الأمنية في عمليات البحث الجارية على مدار الساعة.
وتعتبر انحياز السلطة إلى جانب الاحتلال في الكشف عن المفقودين يقود إلى حالة إرباك ويأس وإضعاف لمعنويات الأسرى وأهاليهم في ظل ما يعانون وطعنة لحقوق الشعب الفلسطيني.
فدوى البرغوثي زوجة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي ارتأت في حديثها لوكالة "صفا" الانتظار والتأكد من وقوع المستوطنين الثلاثة في يد المقاومة، معربة عن أملها بأن تتحقق طموحات الأسرى وأهاليهم بالحرية.
وكان رئيس السلطة محمود عباس انتقد أمس خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي منفذي عملية الخليل، وقال إن السلطة تنسق مع الكيان الإسرائيلي من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين.