عبد القادر أبو عجمية

بعد مرور 45 يومًا على إعلان نتائج الثانوية العامة في الضفة الغربية وغزة، واستقبال المهنئين أو المواسين لمن نجح أو أخفق؛ يستقبل عبد القادر أبو عجمية (79 عامًا) اليوم مهنئيه بعد أن أحرز هو الآخر شهادته الثانوية بإحدى مدارس الخليل.

صحيح أن أبو عجمية المليء بتجاعيد الزمان تقدم لامتحان الثانوية ثلاث مرات؛ إلا أنه نالها الأسبوع الماضي، وهو اليوم فرحُ بها كما لو كان أحرزها في عزّ شبابه.

لكن هذا الجدّ "التاريخي" لم يكن يبدو يُحب مادتي التاريخ والجغرافيا، بعد أن أخفق في تخطيهما من المرة الأولى، إلى أن نال منهما.

ويؤمن أبو عجمية الذي كان واحدًا من نحو 72 ألف متقدم لامتحانات الثانوية في يوليو الماضي، أن الجهل كان سببًا في تهجير ونكبة الفلسطينيين، قائلاً: "لو كان شعبنا متعلمًا وواعيًا كفاية لما تلاعبوا بعقولنا وعواطفنا ودفعونا لترك بلادنا خوفًا".

أبو عجمية الذي انقطع عن الدراسة لأكثر من 60 سنة، أبٌ لـ14 ولداً وابنة و36 حفيدًا، قال إنهم كانوا لا يملون عن دعوته للعب معهم. "لكني كنتُ أنانيًا قليلاً بحقهم". يقول مازحًا.

ويضيف: "حين قدمت أوراقي من أجل العودة إلى المدرسة كان الأمر غريباً بعض الشيء لمسنٍّ في الثمانين من عمره، لكني وجدت تشجيعاً كبيراً من أهلي ومعلمي ومدير المدرسة، حتى كنت الجد والأب لكل من في المدرسة".

وقال لـ"صفا": "لن تحقق الشعوب ما تريد بغير التعليم، وما ينقص شعبنا هو مزيدُ من التعليم".

ورغم تلك الفرحة، إلا أن نجاح الجدّ لم يكن خالصًا لوحده؛ فزوجته مريم لم تتأخر يومًا –كما يعترف- في توفير أجواء الدراسة له. "وعدت عبِد بحفلة كبيرة إذا نجح وأخذ الشهادة، وأنا اليوم فرحة لفرحته".

وأظهرت أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نسبة الأميّة بين الفلسطينيين فوق عمر 15 عاماً تبلغ 3.3 في المئة فقط، وهي من أدنى المعدلات في العالم العربي.

ويقول الطالب الأكبر في فلسطين إنه يستعد لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، "لأن هذا التخصص يناسبني لكثرة اطلاعي على الوضع القائم والحياة الصعبة التي تمر فيها بلادي