دير البلح ـ العرب اليوم
أجبرت إدارة ما تُسمى "مصلحة السجون" الإسرائيلية أمس الاثنين عددًا من عوائل أسرى قطاع غزة، على التوقيع على ورقة تعهد بحرمانهم من الزيارة المرة القادمة لأبنائهم في سجن نفحة الصحراوي الذي يقبع به معظم أسرى قطاع غزة، وهم نحو 500 أسير.
وقال محمود عابد والد الأسير عمار من مدينة دير البلح والمعتقل في سجن نفحة لـمراسل وكالة "صفا": إنّ "الاحتلال أجبره و16 عائلة أسير أخرى على التوقيع على ورقة تعهد بالحرمان من الزيارة المرة القادمة لأبنائهم بالسجن".
ولفت عابد- الذي يقضي نجله حكمًا بالسجن 17 عامًا أمضى 11 منها- إلى أن الاحتلال يدعي أن الأسرى الذين سيحرمون من الزيارة "قاموا بإشكاليات داخل السجن" وهذا إجراء عقابي لهم، مشيرًا إلى أن عدد من العوائل وقعت والعدد الأخر لم يوقع، لاعتقادهم الجازم بأن القرار نافذ، ولا يحتاج للتوقيع من قبل عوائل الأسرى.
وبين أن نحو 50 عائلة زارت أبناءها بسجن نفحة أمس الاثنين، وتم تقسيمهم على ثلاثة دفاعات، كان هو من بين الدفعة الثالثة التي جرى تبليغهم بالتوقيع على التعهد، موضحًا أنه قرأ التعهد لعوائل الأسرى لإجادته اللغة العبرية.
وتساءل عابد الذي يزور نجله برفقة زوجته للمرة الخامسة على التوالي بعد حرمان دام لنحو "عشر سنوات" عن سبب هذا التعهد ودوافعه، مطالبًا كافة الجهات الحقوقية والمعنية بشئون الأسرى للتدخل لإنهاء ما وصفها بـ"المهزلة والإهانة لكرامة الإنسان الفلسطيني".
وكشف عن تنصل "إدارة مصلحة السجون" من اتفاق وقع سابقًا بالسماح لأبناء الأسرى دون سن السادسة عشر بزيارة آبائهم بالسجون، وبات لا يسمح بالزيارة سوى فقط لمن هم دون سنة الثامنة، وسط إجراءات تفتيش وصفها "بالمعقدة والمذلة".
ويصف عابد تفاصيل رحلة الزيارة التي أسماها "رحلة الموت" والتي تبدأ بالتفتيش الدقيق الجسدي لعوائل الأسرى في حاجز بيت حانون/ إيرز شمالي القطاع، ومن ثم النزول من الحافلات والدخول لغرفة مُغلقة داخل سجن نفحة الصحراوي.
وأضاف "بعد ذلك يتم النداء وفرز عوائل الأسرى لدفاعات لزيارة أبنائهم ورؤيتهم والتحدث معهم، ومن ثم يخرج كل زائر ويفتش جسديًا عبر جهاز كهربائي داخل غرفة مساحتها "متر في متر".
وتابع عابد "بعد ذلك نعبر عبر "حلابة" (بوابة تكشف المعادن) وحال التقطت أي جسم معدني يُعاد الشخص للتفتيش أو تفقد نفسه بإحدى الحمامات، وبعد ذلك يدخل الفوج بعد تسليم البطاقات الشخصية إلى غرفة أخرى مغلقة لا يوجد بها سوى ماء وكاميرات مراقبة".
واستطرد "من ثم نُسلم البطاقات الشخصية وندفع الأموال للشخص الجالس على حاسوب (الكانتينة) ونتسلم ورقة داخل البطاقة بصفة زائر ولمن ذاهب، وبعدها للمحطة الأخيرة غرفة الزيارة ويكون الأسير خلف جدار زجاجي وخلفه حراس من الجنود وخلفنا كذلك حراس، ونتحدث معه عبر الهاتف المتواجد بالغرفة".
وأكد عابد أن التلفونات المتواجدة بالسجن، مشوشة جدًا، "فبالكاد نسمع كلمة من أصل مائة كلمة"، لافتًا إلى أن مدة الزيارة لا تزيد عن 45 دقيقة.
وبعد انتهاء المكالمة تؤخذ بطاقات الزائرين مجددًا ويعودون إلى الحافلات بعد إجراء عمليات التفتيش مرة أخرى، ومنها إلى قطاع غزة عبر نفس المعبر.
المصدر: صفا