قال رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية "إن انتصار المقاومة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة جاء تتويجا لانتصارات خلال السنوات الأخيرة منها الانتصار في حرب الفرقان "حرب 2008 – 2009" والذي يعد نصر الصمود والثبات وافشال اهداف العدو، ثم حقق الشعب الفلسطيني والمقاومة نصر التبادل نصر وفاء الأحرار "صفقة شاليط". وأكد هنية على ضرورة الحفاظ على مستوى المقاومة والعمل على تطويره، ووضع استراتيجيات لها حتى يتم تحقيق العودة والحرية الاستقلال. وأضاف هنية خلال الكلمة الختامية لمؤتمر الحرب على غزة مساء الأحد، والذي عقد في فتدق الموفنبيك غرب غزة "تمكنت المقاومة الاحتفاظ بشاليط لخمس سنوات وانتصر العقل الأمني الفلسطيني على الصهيوني وفرضت شروطها من خلال عملية سياسة معقدة وأخيرا رضخ الاحتلال لمطالب الشعب والمقاومة". وتابع "ثم جاء النصر الأخير الذي بني على الانتصارات السابقة"، موضحا أن "الاحتلال عندما أقدم على اغتيال القائد الشهيد أحمد الجعبري كان بمثابة إعلان حرب بما يمثله ذلك القائد بمسيرة العمل الجهادي وللشعب والفصائل وما يمثله للأمة، واعتبر رئيس الوزراء أن قرار الاغتيال من الاحتلال كان بناء على تقدير خاطئ لوضع غزة". وقال :"كان الاحتلال يظن أنها جريحة وفسر الصمت خلال السنوات الأخيرة بعد الفرقان أنه صمت الضعيف وصمت غير القادر على المقاومة والرد على جريمة من هذا المستوى"، مبينا أن المقاومة كانت بين خيارات صعبه إما ان ترد بالطريقة المعتادة أم ترد على مستوى هذه الجريمة "وكان القرار بالرد والديمومة ثمانية أيام أن المقاومة قررت دخول الحرب وقررت الا تتعامل مع الموضوع على أنه اغتيال عادي". وأوضح أن "هذا الاغتيال لم يكن عاديا لانه طال قيادي كبير وبعد يود الاحتلال اغتيال عدة قادة ويريد تثبيت قوة الردع"، مشيرًا إلى أن سياسة الاحتلال لم تنجح وانتقل الرعب إلى داخل الكيان عندما فجرت المقاومة مفاجأتها عندما ضرب تل أبيب وأصبح الملايين تحت نيران المقاومة. وتابع "اعتقد أن الاحتلال لم يفاجئ بامتلاك المقاومة لصواريخ قوية وتصل تل أبيب والعمق، ولكن ما فاجأه هو وجود قرار لدى المقاومة بنقل المعركة إلى عمق الكيان، والإدراك التام أن لهذه المعركة سيكون لها ما بعدها"، مبينا أن الحرب الأخيرة جرت بظروف محلية وإقليمية ودولية مواتية للمقاومة وليس للاحتلال كما جرى في الحرب الأولى. وأوضح أن الحرب الأخيرة بدأت مع وجود تماسك فلسطيني على مستوى الشعبي واحتضان كامل من الحكومة في غزة للمقاومة ولتطورات الفعل، وكانت الضفة على المستوى الرسمي أفضل من الحرب السابقة، لافتا إلى أن البيئة الإقليمية كانت مساعدة للمقاومة في ظل الربيع العربي خاصة مع وجود أنظمة هي أقرب للمقاومة. وأشار إلى وجود تحالف عربي برز واضحا بين تركيا ومصر وقطر وغيرها، ومن خلال الزيارات الرسمية لغزة من مثل زيارة رئيس الوزراء المصري ووفد من الجامعة العربية ضم وزراء من مختلف الدول العربية، متطرقا للمواقف الجديدة لمصر وغيرها والتي سمعتها الولايات المتحدة. وأكد هنية أن البعد الدولي كان جيدة، ولم تكن تمنح غطاء لجرائم الاحتلال علوة عن الحراك الشعبي في كل أوروبا تقريبا مناهضة للعدوان الإسرائيلي، رغم وجود بعض التواطؤ من الاحتلال. وقال"إن المقاومة وبما قدمته خلال الحرب لو استمرت الحرب لأيام أخرى لرأى الاحتلال والعالم مفاجأت أخرى"، مشيرًا إلى أن التهدئة جرت في مصر وفي حضور وزيرة الخارجية الأميركية نرى فيه أنه اعتراف بالمقاومة وفعلها، لذا الانتصار في غزة كان انتصارا سياسيا وإعلاميا وأمنيا وداخليا وخارجيا، مؤكدا أن هذا الانتصار انتصار للامة ولكل الاحرار. ما بعد النصر وحول ما بعد هذا النصر؛ الذي اعتبره امتدادا للحركة الصراع مع العدو الصهيوني، أكد على ضرورة الحفاظ على مستوى المقاومة والعمل على تطويره، ووضع استراتيجيات لها حتى يتم تحقيق العودة والحرية الاستقلال. وأشار إلى أن الحكومة وحماس وفصائل المقاومة استحضرت استراتيجية ترتكز إلى الانتقال من مقاومة المشاغلة والمدافعة إلى مقاومة التحرير، وكيف يمكن بناء استراتيجية التحرير، مؤكدا أهمية استثمار الوضع الفلسطيني والعربي والدولي الجديد. وأكد على ضرورة وضع استراتيجية كاملة للتحرير، ومن خلال بدأ القضم من الأرض وطرد الاحتلال، معتبرا غزة نموذجا على المناطق المحررة من فلسطين رغم أنها محاصرة، مبينا أن استراتيجية التحرير يجب ان يشارك فيها الجميع. وقال :"غزة تقوم بواجبها وتقوم بالدفاع عن فلسطين كل فلسطين، وأيضا الضفة الغربية لها دورها في مشروع التحرير، فمستقبل حسم الصراع مع الاحتلال في الضفة الغربية، وأيضا الشعب الفلسطيني في الشتات "، مؤكدا على ضرورة انخراط كل ما هو فلسطيني أينما كان في استراتيجية التحرير. وأشار هنية إلى دور الأمة العربية والإسلامية في استراتيجية تحرير فلسطين، موضحا أن "البيئة الآن أفضل لتنخرط في المشروع"، لا سيما في ظل الربيع العربي، متمنيًا العافية لكل الدول العربية والإسلامية وأن تتفرغ للقضية الفلسطينية كونها القضية المحورية. وأوضح أن البعد الإنساني في العالم له أيضا دور مهم في استراتيجية التحرير، لا سيما مع ارتفاع مؤشرات ونسب الذين يرون في الكيان الإسرائيلي هي من تشكل الخطر على العالم في المجتمعات الغربية، والعالم بدأ يضجر من جرائم الاحتلال وتتعالى الأصوات من أجل محاكمة مجرمي الحرب. ولفت إلى وجود لجنة مختصة في توثيق جرائم الاحتلال وهي لجنة توثيق الحكومية التي يستند إليها الكثير من اللجان والمؤسسات حول العالم، موجها التحية لكل المؤسسات الحقوقية والقانونية التي تعمل على كشف جرائم الاحتلال والعمل على محاكمة قادته. المصالحة وأكد على ان من بين الاستراتيجيات التي تعمل عليها الحكومة هو اتمام المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى قرارات الحكومة من اجل تهيئة الأجواء واتمام المصالحة ومن بينها قرار العفو عمن غادر غزة بسبب الانقسام واستثني من عليه شبهة قتل حتى يتم حل الأمور تماماً، كما تم الإفراج عن عدد من المعتقلين المنتمين لحركة فتح وهم ليسوا معتقلين سياسيين بل اعتقلوا على خلفية أمنية، كما تم السماح لفتح اجراء حفل انطلاقة لفتح في غزة مشيرًا إلى أن الحكومة أسهمت في انجاح المهرجان وتوفير الأجواء المناسبة. وأشار هنية إلى قرار حماس بعدم الوقوف في وجه التوجه للامم المتحدة، وأن الحركة مع كل الخطوات التي لا تفرط بشبر من أرض فلسطين ولا تعني الاعتراف بـ"إسرائيل". ولفت إلى الأجواء الإيجابية التي سادت في لقاءات القاهرة والتي أحدثت اختراقاً واضحا والتي ساعد في إيجادها الأجواء الإيجابية خلال وبعد الحرب، موضحا أن البطئ الأخير بسبب تدخلات خارجية، "ولكن انهاء الانقسام هو استراتيجية ويجب أن نستمر فيها ويجب أن تتوفر إرادة فلسطينية للتصدي للتدخلات الأميركية، وعدم السماح لأي قوة بالأرض التدخل في الشأن الفلسطيني"، مؤكدا على ضرورة عدم الرضوخ للضغط الأميركية. وأكد أن المصالحة يجب أن تتم على أساس حماية الحقوق والثوابت وعدم التفريط باي شبر من أرض فلسطين او أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني ، ودعم المقاومة. وأوضح رئيس الوزراء أن أيضا من بين استراتيجيات بعد الحرب الانفتاح والالتقاء أكثر مع الأمة، مشيرًا إلى ان غزة استقبلت وتستقبل الآلاف من أبناء الأمة، وعن ملف الأسرى، وجه رئيس الوزراء كل التحية والتقدير للأسرى في سجون الاحتلال واعتبر ان ما يخوضه الأسرى هي معركة حقيقة، ناعيا الشهيد الأسير عرفات جرادات، مطالبا الشعب الفلسطيني والأمة أن تتحمل مسؤولياتها لتحرير الاسرى وكسر قيدهم. وقال :"إن من قام باسر شاليط والاحتفاظ به وصنع وفاء الأحرار لقادر على أن يحرر الأسرى مرارا"، مؤكدا أن الحكومة ملتزمة بواجبها تجاه الأسرى. وأكد أن توصيات المؤتمر كلها ستكون محل اهتمام وأن الحكومة ستعمل دوما على رعاية واحتضان المؤتمرات التي من شانها خدمة فلسطين والأمة.