الخرطوم ـ جمال إمام
استدعت الحكومة السودانية يوم الخميس، سفيرها لدى نيروبي للتشاور احتجاجا على استقبال الرئيس الكيني وليام روتو قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وقال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) إن "السودان استدعى سفيره في نيروبي للتشاور احتجاجا على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد ميليشيا التمرد لدى زيارته إليها أمس الأربعاء، متناسية الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها قواته المحلولة والدمار الذي ألحقته بالبنى التحتية ومقدرات البلاد وممتلكات المواطنين ".
وأضاف الوزير أن "التشاور مع السفير سيغطى كل الاحتمالات لمآلات علاقات السودان مع كينيا التي ظلت منذ اندلاع الحرب الغادرة في البلاد توالى التمرد وتستضيف قادته وداعميه، فضلا عن التآمر مع القوى الإقليمية المعادية ضد السودان".
وقد اندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو في منتصف أبريل 2022.
وأدت الحرب إلى سقوط 12 ألف قتيل وفق تقدير لمنظمة "أكليد" يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية. كما تسببت المعارك بتهجير أكثر من سبعة ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ اندلعت الحرب نادرا ما خرج دقلو إلى العلن إذ أنه كان يتحدث بشكل رئيسي من خلال رسائل صوتية. لكن هذا الجنرال الملقب بـ"حميدتي" زار في الأيام الأخيرة عواصم إفريقية عديدة واجتمع مع قادة أوغندا وجيبوتي وكينيا وجنوب إفريقيا وإثيوبيا.
وفي كلمة ألقاها البرهان ليلة رأس السنة بمناسبة ذكرى استقلال السودان، دعا الدول التي تستقبل "هؤلاء القتلة" إلى التوقّف عن التدخل "في شأننا لأنّ أيّ تسهيلات تُقدّم لقيادة المجموعة المتمرّدة تعتبر شراكة في الجُرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره".
وتشهد العلاقات بين السودان وكينيا توترا منذ أشهر، حيث اتهمت الخارجية السودانية نيروبي مرارا بالانحياز إلى قوات الدعم السريع.
وباءت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إجراء مفاوضات سلام في السودان بالفشل حتى الآن، وبينها جهود بذلتها الولايات المتّحدة والمملكة العربية السعودية، ومؤخراً الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، وميدانيا تتقدم "قوات الدعم السريع" منذ أشهر في كل أنحاء البلاد، مواجهة مقاومة ضعيفة من الجيش.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على شوارع العاصمة الخرطوم، وعلى كل منطقة غرب دارفور الشاسعة تقريبا، ودخلت ولاية الجزيرة في وسط شرق البلاد.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
حميدتي يؤكد أنه لا يسعى للوصول للسلطة بالقوة وأن الحرب ستنتهي قريباً