أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي "أن الوطن لا يقوم على ثنائيات الخروج عن الدولة أو الخروج منها ومقاطعتها بل بالعمل على تعزيز منطق الدولة وتقويتها". كما أكد "قناعة واحدة لا حياد عنها الإلغاء مستحيل والإقصاء مستحيل والقطيعة مستحيلة". وتحدث الرئيس ميقاتي الاثنين، في خلال رعايته افتتاح "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في دورته السادسة والخمسين بتنظيم من "النادي الثقافي العربي" ونقابة "اتحاد الناشرين في لبنان" في مجمع "البيال" في حضور شخصيات وفاعليات. استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقى علي بيضون كلمة ترحيبية. وبعدها تحدث رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم فاعتبر أنه "في ظل تغيرات انتفاضة الربيع العربي في أوج حراكها في أكثر من بلد عربي، يترجم الشباب انتفاضته على واقعه طلبًا لكرامته بعيدًا عن التبعية السياسية والاقتصادية مستفيدًا من ثورة التكنولوجيا الحديثة لتكسير جدران الخوف"، مشيرًا إلى أن "هذه الثورات أضافت أبعادًا أساسية، أبرزها التمسك بالديمقراطية لأنها النظام الكفيل بتعديل المسارات حين تبرز الصعوبات، مما يرسخ مبادىء العدالة والحرية، من هنا الحاجة الملحة إلى إعادة تكوين حياتنا الثقافية". ثم تحدثت نقيب "اتحاد الناشرين" سميرة عاصي عن لبنان الكتاب والمكتبة ومعرض كتب الشرق وعن بيروت "لؤلؤة المتوسط" مشيرة إلى أن "اللغة العربية ستبقى العنوان الأهم لحضارتنا والوسيلة الأبرز للحوار والتلاقي لأنه في غيابها نشهد موت الكيانات السياسية والثقافية". وألقى ميقاتي كلمة قال فيها: "نلتقي في هذه الاحتفالية المعبرة التي تعيد إلى هذا الوطن رونقه، وتؤكد أنه سيبقى يحمل رسالته في الحرية والإبداع، في العلم والتنوع، في الفكر والثقافة، في الفن والأدب، في العيش الواحد والانفتاح والاعتدال". أضاف: "نلتقي في ظروف دقيقة تمر فيها المنطقة بتحولات واضطرابات تضع الوضع برمته في دائرة المخاطر والاحتمالات وتنعكس على وطننا وتفرض علينا جوابًا واحدًا في تحصين منعتنا الداخلية وحماية وحدتنا الوطنية وإعتماد خيار الاعتدال والوسطية، الوحدة الوطنية، ليست خيارًا بل واجب تفرضه علينا الأمانة تجاه ضمائرنا ووطننا ومستقبل أبنائنا. الاعتدال فضيلة وليس هربًا من موقف أو تحاشيًا لوقفة أو تجنبًا لحق الوسطية خيار حكمة وعقل وليست تهربًا من قرار أو تفاديًا لقناعة ... الوسطية ليست حيادًا بل هي انحياز للوطن ولما يجمع شمل أبناء الوطن لا ما يفرق بينهم ويرفع جدران الكراهية في كل مدينة وقرية وحي وبيت وعائلة. وقال: "لا يقوم الوطن على ثنائيات الخروج عن الدولة أو الخروج منها ومقاطعتها بل بالعمل على تعزيز منطق الدولة وتقويتها، لا يقوم الوطن على ثنائيات الإلغاء أو الاستعلاء بل على احتضان الآخر وتفهم هواجسه، لا يقوم الوطن على ثنائيات الإبعاد أو الاستبعاد بل على الشراكة الكاملة بين جميع أبنائه، لا يقوم الوطن على خيارات الاتهام أو التخوين بل على المحبة والإخلاص والوفاء بين جميع أبناء الوطن. لا يقوم الوطن بالرهان على المحيط ومتغيراته ورهن الداخل لهذا الخارج بل بتقوية المناعة الوطنية. " أضاف: "يقوم الوطن بكل بساطة على قناعة واحدة لا حياد عنها: الإلغاء مستحيل والإقصاء مستحيل والقطيعة مستحيلة. يقوم الوطن على حوار دون محرمات ممنوعة من النقاش ودون اشتراطات مانعة للنقاش، حوار يقود إلى تفاهمات وطنية تؤكد الشراكة الوطنية وتحفظ الدولة والمؤسسات والاستحقاقات وتحمي السلم الأهلي وتحصن الوطن من المخاطر والشرور وما أكثرها اليوم".