القاهرة - العرب اليوم
يعد العالم الدكتور جمال أبو السرور الذي كرّمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في عيد العلم قبل أيام، هو أحد رواد طب النساء وعلامة مضيئة في عالم الإخصاب وأحد أبرز علمائنا على مستوى العالم، حيث ارتبط اسمه بتأسيس أول مركز مصرى عربي لأطفال الأنابيب في مصر عام 1986.
وأكد في أبو السرور أن تكريمه من القيادة السياسية بعد فوزه بجائزة النيل في العلوم يؤكد اهتمام الدولة بعلماء مصر وأنه يعتز بهذا التكريم.
والدكتور جمال سرور هو رئيس الاتحاد الدولي لطب النساء والولادة ورئيس اللجنة العلمية والتكنولوجية لقسم طب التكاثر ب منظمة الصحة العالمية والمدير الحالي للمركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، شغل رئيس القسم السابق لقسم أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر ثم العميد السابق لكلية الطب جامعة الأزهر اشترك في كتابة أكثر من 370 بحثا علميا في الدوريات المحلية والدولية وأكثر من 30 فصلا في عدد من الكتب الطبية العالمية.
كما قام بتحرير 18 كتابًا طبيًا. وكان محكما في عدد من الدوريات العلمية العالمية وعضو في هيئة التحرير لعدد من أهم الدوريات العلمية في مجالات الخصوبة والعقم وصحة السكان وأخلاقيات المهنة. كان محاضرا في العديد من المؤتمرات الطبية الهامة للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنة وكذلك الجمعية الأمريكية للطب والإنجاب وغيرها من الجمعيات الدولية.
في البداية تحدث أبو السرور عن استقباله خبر فوزه بأكبر جائزة علمية ثم تكريمكم من الرئيس السيسي، فقال : إحساس بالفرح الشديد وهو أن يتم تكريمي من الدولة التي عملت بها كطبيب ومعلم وباحث على مدي 50 عاما وأدخلت الكثير من التقنيات الحديثة لم تكن موجودة من قبل مثل ضوابط وأخلاقيات البحث العلمي وتقنية أطفال الأنابيب لأول مرة في مصر والشرق الأوسط عام 86 وتأسيس المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث الاسلامية الذي عالج أهم المشاكل والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في المشكلة السكانية وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وقضايا الشباب والعنف ضد المرأة والممارسات الضارة ضد الأطفال والدعوة إلي عدم التعرض للأذى لمقدمي تطعيمات شلل الأطفال والأمصال ودرك المفهوم الخاطئ عن موقف الشريعة الإسلامية الغراء من هذه القضايا وتدريب الأئمة وتدريب الآلاف من الوعاظ والواعظات والرائدات الريفيات من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتحديث خطابهم الديني بحيث يشمل هذه القضايا الحيوية بالإضافة إلى القضايا الإيمانية التي هي من صميم عملهم وكان الإنجاز الأكبر إنشاء أكبر وحدة أطفال أنابيب في المستشفيات التعليمية بالتعاون مع الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة السابق وكذلك وحدة أطفال أنابيب بالمركز الدولي الإسلامي عام 2004 والتي أصبحت أكبر وحدة بالقطاع العام وتقدم الخدمة بأسعار زهيدة للبسطاء من الأطباء وعلماء الأجنة وتدريب الأطباء من دول العالم علي هذه التقنية. وهذه الجائزة رقم 20 من الجوائز التي حصلت عليها من مجموع الجوائز الدولية والإقليمية والتقديرات.
وتابع : بعد ولادة أول طفلة بالعالم وهي لويز بانجلترا كان لدي حلم أن تكون مصر من دول العالم المتقدم في مجال الإخصاب المساعد بطرق الحقن المجهري ومع بداية افتتاحنا للمركز في مارس 1986، مع زملائي الدكتور محمد أبو الغار ود رجاء منصور واجهنا عاصفة من الرفض في الوسط الطبي ونقابة الأطباء ووزارة الصحة وأخصائي النساء والولادة أنفسهم فقد هوجمنا هجوما فظيعا ومعتبرين ذلك يخالف الشريعة الإسلامية وأن هذه الطريقة لا يمكن نجاحها في مصر لدواعي أخرى مثل أن التلوث لدينا عال وبالتالي صعب نجاحها وتحتاج لتقنية دقيقة ولم يكن الوسط الطبي فقط بل الإعلامي أيضا حيث خرجت المقالات ضدنا وشارك فيها أساتذة لنا فى ذلك الوقت ولكننا لم نتراجع أمام ذلك، وكان السند لنا فتوى الأزهر وقتها وقمنا بإقناع المجتمع بعدم حرمتها مستندين لذلك بشروط النقل التى تم الاتفاق عليها وجاءت لنا أول طفلة أنابيب وهى الطفلة هبة وكان ذلك فى أغسطس 1987
وبشأن علاجات العقم الحديثة، قال أبو السرور/ محاولة الإنجاب هي خطوة كبيرة في حياة كل زوجين ويتخللها الكثير من المشاعر، وأي عائق في طريق الإنجاب خلال مراحله قد يؤدي إلى منع حدوث الحمل. وقد ثبت أن حوالي 10% من الأزواج لا يستطيعون الإنجاب بشكل طبيعي بعد حوالي عام من الحياة الزوجية ، وتوجد عدة أساليب لمعالجة العقم عند الزوج أو الزوجة بحسب طبيعة وأسباب العقم وبعض هذه الأساليب تمارس منذ مئات السنين ولم تثر أي جدل أخلاقي. فالعلاج الطبي والهرموني والجراحات هي بعض هذه الأساليب. والمبدأ العام لأخلاقيات المهنة يشمل الطب بشكل عام وينطبق على الأساليب التي اعتمدت في السابق، فجميع هذه الأساليب لم تثر الجدل من الناحية الأخلاقية لأنها لم تفصل العامل الجنسي عن الإنجاب. فالإنجاب يحدث نتيجة ممارسة الزوجين للجماع ضمن إطار الزواج.
وأضاف :أصبح من الممكن فصل الجماع كعامل أساسي للإنجاب فالتخصيب الصناعي في الأنابيب أو داخل الرحم مكن النساء من الإنجاب بدون جماع مما أثار الأفكار والنقاش كما أفسح المجال لدخول طرف ثالث في عملية الاخصاب عن طريق منح البويضة أو الحيوان المنوي أو الجنيني أو الرحم، ومكن أيضا العلماء ولأول مرة من السيطرة علي الأجنة الإنسانية في المختبر.
وواصل : هناك أبحاثا مهمة جدا للحصول على البويضات من الخلايا الجذعية ومن بين هذه الأبحاث بحث رائع لعالمة كبيرة في مركز كاتو باليابان فقد وجد العلماء أن الخلايا الجذعية موجودة في أجزاء مختلفة من الجسم ويتم الحصول علي هذه الخلايا بعد معالجتها كيمائيا وتنشيطها حتي تنتج خلايا مختلفة بويضات أو خلايا منوية ونجحت علي الفئران ونتج عنها حمل وولادة وفي اليابان استخدمت علي البشر وهي تمثل سبقا هائلا في مجال طب النساء والولادة خصوصا عندما تتقدم المرأة في السن حيث يتم التبرع بالبويضات أو الحيوانات المنوية لكن هذا له نواحي أخلاقية وضوابط وشروط وقيود عليه.
وفيما يخص الضوابط التي يتم اتباعها عند التعامل مع الخلايا الجذعية، خصوصا أن هناك أطباء يستغلونها للترويج عن أنفسهم، قال : الخلايا الجذعية لها ضوابط عالمية وعلمية وأخلاقية كما يختلف مصدر الخلايا الجذعية فمن الممكن أخذها من الأنسجة الدهنية ونخاع العظم وبعض منها من المبيض أو الخصية أو الخلايا الجسدية ومعالجتها بطريقة معينة بطرق كيميائية ونوجه هذه الخلايا لتنتج خلايا جذعية وكنا في الماضي نحصل عليها من الجنين ولذلك أصبح هناك ضوابط للحصول عليها وهي تختلف من مركز لآخر حسب خبرتهم .
أما من يحاولون استغلال هذا العلم وتشويهه لخدمة مصالحهم أو من أجل التربح من مرضاهم فهذا مخل ولا يليق بأخلاقيات المهنة ولا يجب أبدا إيهام المريض أو وضعه تحت وهم مزيف وإعطاء آمال كاذبة من أجل ربح قريب وفي نفس الوقت إحداث خسارة مادية ونفسية للمرضي.