مراكش - ثورية ايشرم
كَشَفَ أخصائي الكُلى الدكتور سعد أيت افقير إلى "العرب اليوم"، أن فقر الدم الكلوي يتصدر قائمة المضاعفات الكبرى للقصور الكلوي المزمن، مشيرًا إلى "أن هناك القليل من الناس من يعرف مكان وجود الكليتين ووظيفتهما، رغم أنهما عضوان أساسيان للحياة، ومرضهما يمكن أن يؤدي إلى القصور الكلوي المزمن، الذي يُعَد علاجه مكلفًا لتبعاته المادية والمعنوية نتجية تعدد المضاعفات، مثل فقر الدم الكلوي، الذي يزداد حدّة مع انتشاره، خاصة أن 9114 مصابون بالقصور الكلوي المزمن في المغرب، وفي سنة 2013 وصل إلى 13 الفًا و500 شخص في حاجة إلى غسيل الكلى". وأعلن الدكتور سعد ان " فقر الدم الكلوي يتصدر قائمة المضاعفات الكبرى للقصور الكلوي المزمن ، ويتسم بمعدل ضعيف من البروتين الموجود في كريات الدم الحمراء ، التي تضمن نقل الاوكسجين في الدم نحو مختلف الاعضاء والتي يطلق عليها( الهيموغلوبين)". وأوضح الدكتور ايت افقير "انه في حالة عدم اداء الكليتين وظيفتهما بشكل صحيح ، لا تنتج الكمية المناسبة والكافية من (ارثروبويتين EPO)، وهو الهرمون الذي يلعب دور مراقب انتاج الكريات الحمراء من طرف النخاع الشوكي ، فيتسبب ذلك في انخفاض عدد الكريات الحمراء ، ومن ثمة يتفاقم مرض القصور الكلوي". وأكَّد الدكتور " تبدأ اعراض فقر الدم الكلوي بظهور حالات التعب عند الشخص ، وتعيقه عن القيام بالانشطة اليومية ومتابعة حياته بشكل عاد، مع شحوب في وجهه، وفقدانه القدرة على التركيز واضطرابات في نومه ، وفقدانه الطاقة، اضافة الى الآم في الرأس ، والشعور بالدوران ، الذي يمكن ان يتطور إلى حد الاغماء". وشدَّد الدكتور ايت افقير على ضرورة علاج مرض فقر الدم الكلوي مبكرا، لان اي تأخير يمكن ان يؤدي الى مشاكل خطيرة ومعقدة ، وأعلن ان" من بين مضاعفات المرض ، اثناء محاربة آثار انخفاض معدل الهيموغلوبين، يقوم القلب وهو المضخة الحقيقية للجسم ببذل مجهود اكبر من اجل رفع نشاطه ، ما يمكن ان يؤدي الى احد امراض القلب التي يطلق عليها تضخم البطين الايسر (HVG) ويكون سبب في ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن السكتة القلبية". وأوضح الدكتور "ان تشخيص مرض فقر الدم الكلوي يتبين من خلال فحص بسيط للدم، عندما تقل قيمة الهيموغلوبين عن 11 ,5غراما في 100 ملليلتر عند النساء، و13 ,5 غراما في 100 مليلتر عند الرجال، واقل من 12 غرامًا في 100 مليلتر عند الاشخاص الذين تفوق اعمارهم 70 سنة". وأكَّد الدكتور ايت افقير ان "الهدف من العلاج المبكر هو جعل معدل الهيموغلوبين في مستواه الطبيعي ، كما ان تطوير EPO المؤتلفة والمنتجة عبر الهندسة الوراثية ، احدث ثورة في علاج فقر الدم ، بخلاف علاج فقر الدم الحادّ الذي كان يعتمد نقل الدم مع جميع الضغوطات والمخاطر التي تنطوي عليها العملية من نقل امراض فيروسية مثل السيدا والتهاب الكبد الفيروسي بي وسي ومشاكل المناعة الذاتية". وأوضح الدكتور سعد ان "ان علاج فقد الدم الكلوي اضحى اكثر تبسيطا مع نتائج ناجعة متمثلة في استقرار افضل لمعدل الخضاب الدموي ، وتراجع معدل الخطأ المرتبط بوصف مكرر في الشهر لأدوية استعمت في السابق فظهور العامل المحفز "ايرثروبويز" ESA موجود في شكل محلول قابل للحقن ، ويضم مبدأ نشيطًا قريبا من EPO يتكون من فئة علاجية جديدة للمفعلات الدائمة لمستقبل ايرثروبوتين (CERA) لا توصف الا مرة واحدة في الشهر لقيمتها العلاجية المضافة وجرى تأكيدها من قبل العديد من الدراسات والبحوث ، وتوصف عن طريق الحقن بين الاوردة ، خاصة انه منذ تسويق اول جزيئة EPO سنة 1988 جرى ادخال تحسينات عليها، وبعد طرح للجيل الاول ثم الثاني من الجزيئة ، جرى اغناء الترسانة العلاجية بهذا المنشط المستمر الذي يعيد انتاج المسلسل الفيزيولوجي للجسم بكل دقة، لان الدواء يتسم بالعديد من المزايا من بينها استقرار افضل لمعدل الهيموغلوبين من دون تذبذب ما يضمن حماية للقلب والشرايين، مع فحص دم شهري يخول تدبيرًا افضل لفقر الدم ، مع امكان فصل سلسة التبريد خلال شهر من دون اتلاف التأثير العلاجي، ويجب الاشارة الى ان المضاد الجديد لفقر الدم لا يمثل العلاج الاوتوماتيكي لجميع انواع فقر الدم ، خاصة مرضى القصور الكلوي المزمن ، الذين يقومون بعملية تصفية الدم عقب نظام غذائي غير متوازن ، ولا يوصف في حالة ضعف الحديد، او حالة فقر الدم الناتج عن نقصان في فيتامين بي 12".