القاهرة ـ محمود الرفاعي
فجّرت ثورة 30 حزيران/يونيو ومشروع "دعم مصر"، مشاعر الولاء والانتماء لدى عدد كبير من نجوم الغناء تجاه بلادهم، فقرروا أن يقدموا كل ما في وسعهم من أجل إدخال البهجة والسرور على أوجه المصريين، وانتشال البلاد من حالة التدهور الاقتصادي الذي تعيشه منذ ما يقرب من عام خلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك من خلال تبرعهم بعائد حفلات وأعمالهم الفنية لصندوق "دعم مصر" على حساب "306306"، التي أطلقها الإعلامي خيري رمضان، من أجل دعم اقتصاد مصر والاستغناء عن المعونة الأميركية التي تحاول واشنطن من خلالها لي ذراع الحكومة المصرية. فقد قررت نقابة الموسيقيين، تنظيم عدد من الحفلات الغنائية في ميدان التحرير مع نهاية شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك مجانًا، وذلك من أجل الاحتفال مع المتظاهرين و المعتصمين في الميدان بتلك الأيام الكريمة. ويعتبر المطرب حكيم، هو أول من وافق على إحياء تلك الحفلات خلال الشهر، متبرعًا باجره كامل وأجر فرقته، من أجل إسعاد الشعب، وأيضًا لكي يغفر لنفسه الاتهامات التي لاحقته خلال ثورة 25 كانون الثاني/يناير، عندما كان يدعم وبشكل قوي نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وليست هذه المرة هي الأولى التي يفعل فيها حكيم هذا الأمر، فهو معروف بكرمه المالي فدائمًا ما كان يقوم بعمل جولات غنائية في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، من أجل دعم القضايا السياسية العربية، وأيضًا هو عنصر دائم في الترويج للسياحة المصرية، ولا ننسى في الوقت ذاته أنه المطرب الوحيد الذي قرر التبرع لنقابة المهن الموسيقية منذ عامين بـ100 ألف جنيه عندما كانت خزانتها فارغة. ووافقت المطربة شيرين عبدالوهاب على الفور على المشاركة في حفلات التحرير، عقب أن اتصل بها نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، ولكنها اشترطت أن تحدد هي الأيام التى تستطيع فيها الغناء في الميدان، ومعها أيضًا المطرب أحمد سعد الذي ظل طيلة أيام الثورة يشعل الميدان بأغنياته وأناشيده الوطنية. وهناك عدد من المطربين الذين وافقوا بشكل مبدئي على إحياء تلك الحفلات في التحرير، فنجد المطرب محمد حماقي، الذي ظل ينزل إلى الميدان طيلة أيام الثورة الأربع، ولكن لم يتحدد بعد شكل حفلاته، وبجانب ذلك ستقوم النقابة بالدفع بعدد كبير من المطربين الشباب والشعبيين. وأعلن المطرب عمرو دياب، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تبرعه بمبلغ 9 ملايين جنيه من دخل الحفلات التي قدمها أخيرًا في مصر، مثل حفلة بورتو مارينا، وفي الدول العربية مثل حفلة سوق واقف في قطر. كما أكد الفنان خالد سليم، أنه سيقدم خلال الفترة المقبلة حفلات غنائية كثيرة خلال الفنادق والخيم الرمضانية، وسيتبرع بأجرها لصالح صندوق "دعم مصر"، والأمر نفسه سيفعله الفنان تامر حسني، الذي قرر أن يبرم اتفاقًا مع عدد من المطربين والملحنين من أجل التبرع لـ"دعم مصر"، بجانب تبرعه بأجره في الأعمال الفنية كافة التي اتفق عليها خلال ذلك العام, وإقامة جولة غنائية لتعود أرباحها لصالح مصر. وقرر المطرب الشعبي أحمد العيسوي وزوجته الفنانة إيناس عز الدين، أن يتبرعا بمبلغ 50 ألف جنيه كأول زوجين من الوسط الفني يقدمون تبرعات للدولة، فالعيسوي سيتبرع بـ10 ألاف جنيه نظير إحياءه لعدد من الحفلات داخل الخيم الرمضانية، أما زوجته إيناس فستتبرع بجزء من دخلها من إجمالي أعمالها في شهر رمضان. ولم يتوقف الامر فقط لدى الفنانين المصريين، فحتى العرب قرروا مساندة المشروع المصري، فنجد أن المطربة التونسية لطيفة قررت تخصيص جزء من أجرها في ألبومها الخليجي الجديد "عزتي" الذي طرح منذ أيام في دول الخليج لصالح المشروع، بالإضافة إلى أجرها بالكامل من ألبومها المصري الذي سيطرح بعد عيد الفطر المبارك، بالإضافة إلى الحفلات التي ستحييها لدعاية الألبوم بالكامل لصالح صندوق "دعم مصر".