الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي في جنوب السودان العقيد فيليب أقوير اكتمال انسحاب الجيش الشعبي من المنطقة الحدودية منزوعة السلاح كما نص على ذلك الاتفاق مع السودان. وقال أقوير، في تصريحات مساء الأحد عبر الهاتف من مدينة جوبا لـ"العرب اليوم"، "تبقى بعد الانسحاب دور قوات المراقبة الأفريقي "يونسفا" التي تقودها أثيوبيا بتفويض من الاتحاد الأفريقي، فهي ستكون مسؤولة عن تدوين الملاحظات وعمليات المراقبة والتحقق والـتأكد من إتمام الانسحاب والالتزام بمطلوبات تنفيذ الاتفاق. وأضاف "معلوم وبنص اتفاق أديس أبابا أن الأحد الموافق الرابع والعشرين من شهر أذار/مارس الجاري هو آخر يوم لانسحاب جيشي البلدين من المنطقة المنزوعة السلاح، وبالنسبة لبلادي فقد أكمل الجيش الشعبي الأحد عملية الانسحاب بعمق 10 كيلومترات جنوباً، أما بالنسبة لمنطقة "14 ميل" فقد تم الانسحاب لمسافة 22 كيلومتراً جنوباً. وعاد الناطق الرسمي للجيش الشعبي في جنوب السودان ليضيف أن ذلك تم قبل 3 أيام، حيث تبقت وبموجب الاتفاق فصائل من شرطة جنوب السودان للقيام بمهام حفظ الأمن للمواطنين الموجودين في المناطق الحدودية مثل منطقة جاو وونكور وويلباو، وهذه المناطق الحدودية توجد فيها، والحديث للعقيد أقوير، أعداد بسيطة من شرطة جنوب السودان. كما أوضح أن اللجنة المشتركة من الجيش الشعبي لبلاده وجيش السودان ستقوم هي الأخرى بزيارة لكل المناطق الحدودية، ومن المفترض أن يبدأ عملها منذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق أديس أبابا الأخير. وأعرب العقيد أقوير في ختام تصريحاته عن أمله في أن تستمر روح التعاون الأمني على الحدود بين البلدين، وأن تقوم القوات الأفريقية بمهامها على أكمل وجه. وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد قد أعلن التزام الجيش بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، وكشف رئيس اللجنة الفنية للترتيبات الأمنية من جانب السودان الفريق جمال عدوي أن أسباب الصراع مع الجنوب انتفت بعد تنفيذ مصفوفة اتفاق التعاون التي أدت إلى خلو أرض البلدين من أية قوات تتبع للبلد الآخر وكشف عن اتفاق الطرفين على بدء ترسيم الحدود بين البلدين خلال 60 يوماً على أن يكتمل الترسيم خلال 80 يوماً للحدود المتفق عليها، وأكد أن من حق الدولة ممارسة سيادتها وسلطتها الكاملة في المنطقة منزوعة السلاح عبر السلطات الشرطية والإدارية على ألا يتجاوز تسليح الشرطة في المنطقة سلاح (الدوشكا). وقال عدوي في توضيح لقادة الأحزاب السودانية إن فرق المراقبة تتكون من 90 مراقباً لكل دولة بجانب 860 فرداً ينتمون إلى اليونسفا بالإضافة إلى مهندسين وخبراء في نزع الألغام، وكان القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) قد استمع الأحد إلى تقرير عن تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين السودان ودولة الجنوب، مشيداَ بالانسحاب الذي نُفذ وفقاَ للجداول الزمنية المحددة، وكان السودان وجنوب السودان قد وقعا أخيراً في أديس أبابا على مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين، مما يسمح بتنفيذ الاتفاقات في المجالات كافة ، وبعد الاتفاق أجرى الرئيسان البشير وسلفاكيراتصالاً هاتفياً وجه من خلاله سلفاكير الدعوة للبشير لزيارة جوبا، كما أصدر وزير النفط السوداني عوض الجاز أوامر لشركات النفط العاملة في بلاده باستئناف تصدير النفط الجنوبي عبر خطوط الأنابيب في أراضي بلاده، وينتظر أن يزور وفد من جنوب السودان الخرطوم الثلاثاء لبحث ترتيبات إكمال تنفيذ الاتفاق النفطي، وأكدت الحكومة السودانية حرصها والتزامها بتنفيذ اتفاقها مع جنوب السودان نصاً وروحاً كما أكدت ذلك حكومة جنوب السودان على لسان وزير الإعلام الناطق الرسمي باسمها الدكتور برنابا بنجامين، وبذلك تبدأ صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين عنوانها تبادل المصالح.