لندن ـ العرب اليوم
تناولت صحيفة "فاينانشيال تايمز" تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بشأن أزمة الرهائن في منشأة الغاز الجزائرية. وعنوت مقالا لها بأن "بريطانيا تسعى إلى تعزيز حضورها العسكري والدبلوماسي في شمال أفريقيا". حيث نقلت عن كاميرون قوله إن بلاده سترفع عدد قواتها الخاصة في المنطقة لتتمكن من التعامل مع تحديات الجماعات المسلحة هناك. ولكن رئيس وزراء بريطانيا يريد أن تتحلى قواته الخاصة، في شمال أفريقيا، "بالشدة والذكاء والصبر". وحذر كاميرون، في تصريحاته بشأن أزمة الرهائن، من "صراع قد يستمر أعواما بل عقودا وليس أشهرا" مع أيديولوجيا يصفها "بتحريف شديد لعقيدة الإسلام"، تجعل من القتل والإرهاب ليس أمرا مقبولا بل ضروريا. وتشير الصحيفة إلى أن تصريحات كاميرون أعادت إلى أذهان البعض ما قاله رئيس الوزراء السابق، توني بلير، بعد هجمات 11 ديسمبر/كانون الأول في نيويورك وواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية. لكن مساعدي كاميرون رفضوا الربط بين تعليقاته، وتعليقات توني بلير يوم كان رئيسا للوزراء، وأدخل بريطانيا في حرب أفغانستان، متحالفا مع الرئيس الأمريكي جورج ولكر بوش. وتقدم بريطانيا مساعدات فنية لفرنسا في حملتها العسكرية على الجماعات المسلحة في شمال مالي، حيث تمد القوات الفرنسية بطائرات شحن حربية لنقل الجنود والتجهيزات إلى الميدان. مسلحون غربيون وعن أزمة الرهائن نفسها، كتبت صحيفة "الاندبندنت" تقريرا عن تورط مواطنين من دول غربية في تحضير وتنفيذ الهجوم على منشأة الغاز، ثم اختطاف العمال من جزائريين وأجانب. وذكرت "الاندبندنت"، نقلا عن الحكومة الجزائرية، أن بعض أعضاء الجماعة المسلحة، التي كانت تحتجز عمال المنشأة، يتحدثون اللغة الإنجليزية بلكنة أصيلة ولهم ملامح غربية. وأوضحت أن مواطنا كنديا ثبت تورطه في العملية، التي خلفت مقتل 37 عاملا أجنبيا وجزائريا واحدا. وقتل في عملية اقتحام مكان احتجاز الرهائن 29 مسلحا من 8 جنسيات، بينما اعتقلت أجهزة الأمن الجزائرية 3 مسلحين. وتقول الصحيفة إن تورط غربيين في نشاط الجماعات المسلحة يتأكد أيضا في مالي. ونقلت عن مواطن في مدينة ديابالي، بعد خروج المسلحين منها، قوله إنه "سمع مسلحين يتحدثون باللغة الإنكليزية، وشاهد من بينهم أفرادا لهم ملامح أوروبية". وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الكندية إن بلاده تبحث مع الحكومة الجزائرية تفاصيل احتمال تورط مواطن كندي في الهجوم على منشأة عين أميناس واحتجاز رهائن فيها