الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم جنوب السودان الدكتور برنابا بنجامين أن الجيش الشعبي لجنوب السودان سيطر على الأوضاع في أعقاب قتال نشب، الثلاثاء، مع قائد لمليشيا ترفض تسليم السلاح في ولاية جونقلي، ضمن حملة جمع السلاح التي دشنها الرئيس سلفاكير ميارديت في الولاية أخيرًا. وأكد بنجامين في تصريحات عبر الهاتف من مدينة جوبا عاصمة بلاده أن الأوضاع مستقرة في الولاية الغنية بالنفط، وكان الجيش الشعبي لجنوب السودان أعلن عن مقتل 24 شخصًا، نتيجة لاشتباكات مع مليشيا مسلحة، وأعلن الدكتور برنابا أن المليشيا يقودها الزعيم القبلي داك كويت الذي أعلن رغبته في تسليم أسلحته، وطلب من الجيش مساعدته في العودة بأنصاره من حدود إحدى الدول الأفريقية، التي فر إليها أثناء مطاردة سابقة، وبالفعل بدأ الجيش الشعبي في تلبية مطالب الرجل، لكنه باغت عناصر الجيش بهجوم مفاجئ حشد له شباب قبيلة اللانوير الجنوبية. وأضاف أن 19 فردًا من المليشيا وخمسة جنود قتلوا في الاشتباكات التي استطاع بعدها داك كويت الهرب، لكن برنابا أكد أن الجيش يقترب الآن من مكانه، بعد أن سيطر على غالبية أتباعه. ونفى وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان أن يكون الحادث أدى إلى عرقلة عمل شركة "توتال" الفرنسية العاملة هناك، كما أوردت بعض الوكالات، مضيفًا أن حكومة بلاده مصممة على إنجاح حملة جمع السلاح من أيدي المواطنين، رغم أنه ألمح إلى أن الحملة واجهتها بعض العقبات، وقد تواجهها في الأيام المقبلة عقبات إضافية، لكن ذلك لن يمنع حكومة جنوب السودان والجيش الشعبي من إتمام العملية، ضمن سعي الحكومة إلى بسط الأمن والاستقرار ونزع السلاح، الذي يتسبب بين حين وآخر في عمليات قتال وصراع قبلي، حيث شهدت ولاية جونقلي الأشهر الماضية قتالاً عنيفًا بين الجيش الشعبي والعناصر المتمردة على حكومة الجنوب، كان آخرها الأسابيع الماضية، حيث أوقع القتال 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتعد جونقلي من أغنى مناطق الجنوب بالبترول، وأوقفت حرب الثمانينات بين الجنوب والشمال عمليات تنقيب واسعة، كانت تقوم بها شركة "توتال" الفرنسية هناك.