الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
قالت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور (يوناميد) أنها تلقت تقارير تُفيد نزوح مدنيين جراء غارات جوية مزعومة نسبت إلى القوات المسلحة السودانية، وهجمات زعم أنها شنت من طرف جماعات مسلحة في منطقتي شنقل طوباية وطويلة في شمال دارفور غرب البلاد. وكشفت البعثة في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، مساء الجمعة، عن أنها أرسلت في التاسع عشر من الشهر الجاري دورية إلى قريتي دولما والدالي للتحقق من صحة التقارير التي تحدثت عن الغارات الجوية المزعومة في المنطقة. إلا أن القوات المسلحة السودانية في شنقل طوباية حالت دون وصول الدورية إلى الموقع. وأضافت البعثة أنها تلقت في 17 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري تقارير تفيد بأن عددًا كبيرًا من المدنيين من قرى الدالي وكوتو ومساليت ونوماريا وداوا وشرفة ودولما وحميدة في منطقة شنقل طوباية الكبرى قد نزحوا إلى مخيم نيفاشا إثر سلسلة من هجومات، زعم أنها شنت من طرف مجموعات مسلحة وغارات جوية مزعومة، نسبت إلى القوات المسلحة السودانية. وزعمت المصادر نفسها، بحسب بيان البعثة، بأن مواجهات بين القوات المسلحة السودانية ومجموعة مسلحة مجهولة في قرية التبلدية القريبة من شنقل طوباية، قد أسفرت عن مقتل مقاتلٍ واحد وجرح أثنين من المدنيين، وقد زعمت هذه التقارير أيضًا وقوع حوادث اغتصاب ونهب من قبل المجموعات المسلحة. وفي تطور مماثل، أفادت التقارير التي توصلت إليها البعثة بأنّ أعدادًا من المدنيين قد فروا من قُرى كُنجارا وهشابا ونماريا ومسال، ونزحوا إلى مخيم أرقو في منطقة طويلة في 18 كانون الأول/ ديسمبر، جراء غارات جوية نسبت إلى القوات المسلحة السودانية، وهجومًا نسب إلى مجموعات مسلحة خلال اليوم نفسه. وأضاف البيان أن بعثة الـ "يوناميد" بصدد التحقق من هذه التقارير. وفي حين أنه لم يتم تحديد نطاق عمليات النزوح بعد، كما أنه لم يتم التحقق من ادعاءات الغارات الجوية، إلا أن البعثة تشعر بقلقٍ بالغٍ إزاء سلامة المدنيين والوضع الإنساني في مخيمات النازحين هذه. وتؤكّد البعثة مجددًا بأنّ الغارات الجوية والمواجهات المسلحة من شأنها أن تؤدي لا محالة إلى وقوع إصابات وخسائر في الأرواح في صفوف المقاتلين، وإلى عواقب وخيمة بالنسبة إلى السكان المدنيين، بما في ذلك فقدان في الارواح وتدمير للممتلكات وعمليات نزوح واسعة النطاق، مما يضاعف الوضع الإنساني المُتردي أصلاً، حيث إنّ قدوم النازحين الجدد يشكل عبئًا إضافيًا على الموارد والخدمات المحدودة المتاحة في مخيمات النازحين، لا سيما في ظل شح المياه وتوفر محدود للخدمات المتعلقة بالصحة والمرافق الطبية والتعليمية، كما يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني برمته في المخيمات، إلا أن البعثة أكدت أنها ستواصل تقديم الدعم اللوجستي والأمني للعاملين في الحقل الإنساني، لتسهيل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، التي سيتم تحديدها في أرض الواقع. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلافيني زوما أعلنا، الخميس، تعيين الغاني محمد بن شمباس ممثلاً خاصًا مشتركًا لدارفور، رئيسًا للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور، والمكلفة حفظ السلام وحماية المدنيين في الإقليم الذي يشهد صراعًا منذ العام 2003م.