مسلحون ملثمون في سورية

قال مسؤولون بالمعارضة السورية ومصادر من المسلحين أمس السبت إن تركيا أمدت مجموعة من مقاتلي المعارضة بأسلحة جديدة لمساعدتهم في صد هجوم كبير للقوات السورية المدعومة من روسيا.

وتدعم روسيا الهجوم الضخم الجوي والبري للجيش السوري الذي يسعى للسيطرة على آخر منطقة كبيرة لا تزال تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد.

وشن الرئيس السوري بشار الأسد الهجوم في الشهر الماضي قائلاً إن “المعارضة انتهكت وقفاً لإطلاق النار ما أسفر عن نزوح جماعي للمدنيين من محافظة إدلب، ومناطق مجاورة لها”، وأصبح الهجوم أكبر تصعيد منذ الصيف الماضي بين الأسد وأعدائه في إدلب وما حولها.

وقالت شخصيتان كبيرتان من المعارضة السورية إن أنقرة زادت الإمدادات العسكرية للمسلحين خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إخفاقها في إقناع روسيا في اجتماعات مجموعة عمل مشتركة جرت في الآونة الأخيرة بضرورة إنهاء التصعيد لتفادي تدفق كبير للاجئين إلى تركيا.

ومن جهته، قال قائد كبير من مسلحي المعارضة إن “تركيا تشير بذلك إلى اعتزامها الحفاظ على نفوذها في شمال غرب سوريا، أين عززت وجودها العسكري في 12 موقعاً أقامتها وفقاً لاتفاق عدم التصعيد الذي أبرمته مع روسيا”، ولم يتسن حتى الآن الوصول لمسؤولين أتراك للتعليق.

وقال مسلح من المعارضة وشاهد إن “قافلة عسكرية تركية وصلت ليلاً إلى قاعدة في شمال حماة قرب منطقة جبل الزاوية الخاضعة للمعارضة التي تقصفها طائرات روسية وسورية منذ أسابيع”، وذكرت شخصية كبيرة بالمعارضة أن تسليم عشرات من المركبات المدرعة، ومنصات إطلاق صواريخ غراد، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وصواريخ تاو ساهمت في انتزاع أراض سيطر عليها الجيش السوري واسترداد بلدة كفر نبودة الاستراتيجية.

وكانت صواريخ تاو أقوى سلاح في ترسانة الجماعات المسلحة التي تقاتل الأسد خلال الصراع، وقدمها خصوم الأسد الغربيون والعرب حتى تعليق برنامج دعم عسكري بقيادة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي.آي.أيه، لمساعدة مقاتلي المعارضة المعتدلين في 2017.

وبدوره، قال مصدر مخابراتي غربي إن “واشنطن أعطت الضوء الأخضر لمقاتلي المعارضة المعتدلين المدعومين من تركيا لاستخدام صواريخ تاو التي كانت مخزنة في الحملة الأخيرة”.

وانتقدت واشنطن الحملة الأخيرة لروسيا، وحثت على وقف إطلاق النار، وقالت أيضاً إنها رأت مؤشرات على أن الأسد استخدم غازاً ساماً في الهجوم الأخير، وحذرت من رد سريع وبشكل مناسب إذا ثبت ذلك، وينفي الأسد مثل هذه المزاعم طوال الحرب.

ولم يؤكد المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا النقيب ناجي مصطفى، أو ينفي وصول إمدادات جديدة من تركيا، وقال إن “المعارضة لديها منذ فترة ترسانة كبيرة من الأسلحة من الصواريخ المضادة للدبابات إلى المركبات المدرعة، إضافةً إلى الدعم المادي واللوجستي المقدم من الإخوة الأتراك”.

وأحبط التقهقر من كفر نبودة هدف روسيا لشن حملة عسكرية سريعة للسيطرة على جزء آخر من محافظة إدلب المكتظة بالسكان، وقال مصدر على صلة بقادة عسكريين سوريين إن “الجيش السوري أرسل خلال الساعات ا الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة استعداداً لفتح جبهة جديدة”.

وذكر الجيش السوري أمس أنه واصل تكثيف هجماته على ما يصفها بمخابئ الإرهابيين في شمال غرب البلاد.

وسُمح لجماعة الجيش الوطني المعارضة المدعومة من تركيا التي تعمل في مناطق حدودية بشمال غرب سوريا قرب تركيا، بالانضمام للفصائل الرئيسية للمعارضة على الخطوط الأمامية، وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود: “هناك أعداد كبيرة جداً من أبناء الجيش الوطني اتجهوا وانضموا للقوى الثورية للتصدي لهذه الهجمة”.

وأدى استعداد مسلحي المعارضة لتنحية الخلافات، التي تسببت في السابق في اندلاع اشتباكات دامية بين عدة فصائل، إلى توحيد الجماعات الجهادية والمعارضة المسلحة وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.

وقد يهمك أيضاً :

المعارك متواصلة بين "قسد" و"داعش" شرق الفرات بالتزامن مع عمليات قصف مدفعي

المعارضة السورية تنفي اتهامات روسيا لها باستخدام غازات سامة في قصفها حلب