نيويورك - أ ف ب
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة (24 أب/أغسطس 2018) أن الولايات المتحدة ستخفض أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين وذلك وسط تدهور العلاقة مع القيادة الفلسطينية. وقال مسؤول كبير بالوزارة دون ذكر تفاصيل، إن هذا الأموال التي كانت مقررة أصلا لبرامج في الضفة الغربية وغزة، ستخصص "لمشروعات ذات أولوية قصوى في مناطق أخرى". وأضاف المسؤول في بيان "قمنا بمراجعة للمساعدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة لضمان أن هذه الأموال تنفق بما يتسق مع المصالح القومية الأمريكية وتوفير قيمة لدافع الضرائب الأمريكي".
وأضاف "نتيجة لتلك المراجعة وبتوجيه من الرئيس، سنعيد توجيه أكثر من 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي للسنة المالية 2017 والتي كانت مخصصة لبرامج في غزة والضفة الغربية. ستخصص هذه الأموال الآن لمشاريع ذات أولوية قصوى في مناطق أخرى". وعند السؤال عن المناطق التي سيعاد توجيه هذه الأموال لها وما إذا كانت ستخصص لمشروعات فلسطينية أخرى، قال مسؤول آخر في الخارجية الأمريكية "سنعمل مع الكونغرس لإعادة توجيه هذه الأموال لأولويات أخرى بالسياسة".
رفض فلسطيني
وردت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على ذلك باتهام إدارة ترامب باستخدام "ابتزاز رخيص كوسيلة سياسية". وقالت إنه لن يتم ترهيب الشعب الفلسطيني وقيادته وإنهما لن يرضخا للإكراه.
واعتبر السفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط أن القرار "ابتزاز سياسي" يثبت أن الإدارة الأمريكية "معادية للسلام". وقال زملط في بيان إن "هذه الإدارة تقوّض عقوداً من الرؤية والالتزام الأمريكيين في فلسطين. بعد القدس والأونروا، تأتي هذه الخطوة لتؤكد على تخلّيها عن حلّ الدولتين وتبنّيها الكامل لأجندة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو المعادية للسلام".
ويقود جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب محاولة لوضع خطة سلام تهدف إلى بدء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء الصراع المستمر منذ عشرات السنين. ولم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن موعد طرح المبادرة. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى سيطرة حركة حماس على غزة كجزء من تبريرها لإعادة توجيه هذه الأموال. وتصنف الولايات المتحدة وإسرائيل حماس على أنها منظمة إرهابية. ومن شبه المؤكد أن يؤدي هذا القرار إلى تفاقم الوضع الإنساني الصعب في غزة.
وانتقد السناتور الديمقراطي باتريك ليهي قرار إدارة ترامب. وقال إن "سكان غزة يعانون بالفعل من مشكلات حادة في ظل استبداد حماس والقيود التي تفرضها إسرائيل على الحدود. إن الشعب الفلسطيني، الأسير بالفعل في صراع متقلب على نحو متزايد، هو أكثر من سيعاني بشكل مباشر من عواقب هذه المحاولة القاسية وغير الحكيمة للاستجابة لمخاوف إسرائيل الأمنية".