الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
قرر "مجلس السلم والأمن" التابع لـ"الاتحاد الأفريقي" تمديد تفويض لجنة الوساطة الأفريقية بشأن السودان، والتي يرأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكى، لمدة ستة أشهر، حتى نهاية تموز/يوليو المقبل، وذلك خلال اجتماعه الجمعة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في المجلس. وقال مفوض "مجلس السلم والأمن" رمضان العمامرة "إن المجلس شدد على أهمية أن يطبق كل من السودان وجنوب السودان الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، وبلا شروط، وفي أقرب وقت ممكن". كما أشار إلى أن "المجلس حث كلا الجانبين على مواصلة المفاوضات، بعد أن قرر تمديد تفويض اللجنة الأفريقية لمدة 6 أشهر، على أن ترفع اللجنة تقريرها النهائي إلى الاتحاد الأفريقي"، موضحًا أن "جولة المفاوضات الجديدة بين وفدي البلدين ستبدأ في 15 شباط/فبراير المقبل في أديس أبابا". وفي تعليق له، يقول الخبير في الشأن الأفريقي الدكتور عبد الملك النعيم في تصريحات لـ "العرب اليوم": "إن مجلس السلم والأمن الأفريقي هو الذي فوض فريق الوساطة للقيام بهذا الدور"، مشيرًا إلى أن فريق الوساطة يضم إلى جانب أمبيكي الرئيس النيجيري السابق أبو بكر عبد السلام، وعدد من وزراء خارجية الدول الأفريقية المعتمدين في "مجلس الأمن والسلم الأفريقي". وأضاف النعيم "إن الوساطة منحازة، وغيرمحايدة، و لم تستطع أن تمارس أي قدر من الضغوط على حكومة الجنوب، كما أنها كانت سببًا في مشاكل جديدة، حيث قدمت خارطة تحتوي على مناطق يدعي الجنوب أحقيته بها، وهذه المناطق لم تكن مناطق خلاف بين البلدين في السابق، الأمر الذي جعل دولة الجنوب تتمسك بالخارطة، التي رفضها السودان". وتابع النعيم قائلاً "إن الخلاف الأخير في اجتماعات أديس أبابا بين اللجنتين السياسيتين الأمنيتين للبلدين كان لسبب رؤية الوساطة المقدمة بشأن المنطقة 14 ميل الحدودية"، وأضاف "الوساطة ستواصل سعيها، ولكن إذا لم تلتزم مبدأ الحياد والموضوعية في نهجها فإنها لن تحقق شيئًا إيجابيًا لصالح القضية برمتها، وليس لصالح السودان فقط". وردًا على سؤال لـ "العرب اليوم" بشأن قدرة السودان على إبداء ملاحظات على أداء فريق الوساطة، قال النعيم "السودان الرسمي لا يستطيع أن يقدح في فريق الوساطة، لكنه يملك الحق في قبول أو رفض مقترحاتها". واختتم الخبير في الشأن الأفريقي عبد الملك النعيم تصريحاته لـ "العرب اليوم" قائلاً "كل متابع لخلافات السودان وجنوب السودان يلاحظ انحياز الوساطة الأفريقية لدولة جنوب السودان". يذكر أن اجتماع أديس أبابا الذي عقد الجمعة بين الجانبين قد انتهى بالفشل، حيث لم يخرج الاجتماع بأي تصور عن حل قريب لأي من القضايا العالقة بين البلدين، وتبادل رئيسا السودان وجنوب السودان الاتهامات في اجتماع المجلس، وحمَّل كل طرف الطرف الأخر مسؤولية عرقلة تنفيذ اتفاقهما السابق.