مقديشو ـ وكالات
تصاعد التوتر العسكري في ولايتي باي وبكول الواقعتين جنوبي غربي البلاد إثر انسحاب القوات الإثيوبية من مدينة حدر حاضرة ولاية بكول يوم الأحد الماضي، ووصول قوات حركة الشباب المجاهدين إليها دون قتال، بينما بسطت الأخيرة سيطرتها العسكرية كاملة على مدينة أودينلي بولاية باي يوم الاثنين وفق روايات شهود عيان للجزيرة نت. وإنسحبت القوات الإثيوبية المتمركزة في مدينة حدر إلى مدينة عيل بردي التي تقع على بعد تسعين كيلومترا غربا، كما انسحبت إدارة الولاية التابعة للحكومة الصومالية وقواتها أيضا. وكانت القوات الإثيوبية قد سيطرت على حدر منذ عام وتمركزت فيها، وتقول حركة الشباب إن الانسحاب الإثيوبي جاء نتيجة حصار قواتها للمدينة. وكانت القوات الإثيوبية قد انسحبت العام الماضي من مدينة عيل بور الإستراتيجية بولاية جلجدود وسط البلاد لتدخلها قوات الشباب بصورة مشابهة لما حدث في حدر. وكان من المقرر وصول وحدات تابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية إلى مدينة حدر وتسلمها المدينة من الإثيوبيين، وذلك وفق خطة عسكرية نشرت العام الماضي، ولكن ذلك لم يحدث. وفي تصريح للجزيرة نت، أكد المكتب الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين سيطرة قوات الحركة على مدينة حدر، وسط ما وصفه "بترحيب الأهالي". ولم تمض 24 ساعة حتى استولت قوات الحركة على مدينة أودينلي بولاية باي إثر اشتباكات مسلحة دارت مع القوات الصومالية، أعقبها انسحاب الأخيرة إلى مدينة بيدوا الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الأفريقية. الرئيس الصومالي واثق بهزيمة حركة الشباب (الجزيرة) بيدوا المدينة التالية وتقع أودينيلي غرب بيدوا على بعد ثلاثين كيلومترا، مما يشكل تهديدا وضغطا مباشرين على القوات الأفريقية المتمركزة في بيدوا. وكانت تقارير صومالية قد أشارت إلى احتمال انسحاب القوات الأفريقية والإثيوبية من بيدوا، وهو أمر في حال حدوثه سيعزز سيطرة حركة الشباب على الأرض ويقوض جهود الحكومة الصومالية الرامية إلى بسط سيطرتها على المناطق التي تسيطر عليها الحركة. ويلتزم المسؤولون الصوماليون الصمت حيال التطورات الميدانية المتصلة بمدينة حدر، إلا أن رئيس الإدارة الصومالية في ولاية باي عبده محمد توعد في تصريحات بملاحقة عناصر حركة الشباب وتطهير ولاية باي منهم، متحدثا عن خطة عسكرية جديدة تهدف لتحرير مدينتي دينسور وأفورو الواقعتين تحت سيطرة الحركة. وتأتي سيطرة الحركة على مدينة حدر الإستراتيجية عقب تأكيد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على إلحاق هزيمة بقوات الحركة ومواصلة العمليات العسكرية للقضاء على جيوبها المتبقية.