جوهانسبورغ ـ أ.ف.ب
اعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الخميس، ان بلاده قررت سحب جنودها من جمهورية افريقيا الوسطى، موضحا ان الاتفاق الموقع بين البلدين لم يعد قائما بعد سقوط نظام الرئيس فرنسوا بوزيزيه في 24 آذار/مارس. وقال زوما في تصريحات بثها التلفزيون والاذاعة الوطنيان "اس ايه بي سي" بعيد قمة استثنائية حول مستقبل افريقيا الوسطى اختتمت مساء الاربعاء في نجامينا "قررنا سحب جنودنا. كنا في افريقيا الوسطى على اساس اتفاق بين البلدين". واضاف زوما لفريق القناة الذي سافر معه الى تشاد للمشاركة في قمة المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا ان "مهمتنا كانت تتمثل في المساعدة على تدريب الجنود ومنذ الانقلاب وسيطرة المتمردين على السلطة بات واضحا ان الحكومة لم تعد موجودة". وكانت قوات جنوب افريقيا منتشرة في افريقيا الوسطى في اطار اتفاق تعاون ثنائي حول تدريب جيش افريقيا الوسطى. وعززت جنوب افريقيا قواتها مطلع السنة في ذلك البلد الذي نشرت فيه قواتها خصوصا لتدريب وحدة حماية الشخصيات حسب اتفاق ابرم في 2007. وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي اول من اعلن قرار سحب قوات جنوب افريقيا مساء الاربعاء عقب القمة. وقال ان "الرئيس زوما قرر سحب قوات جنوب افريقيا المنتشرة في بانغي" و"يبقى مستعدا لتلبية مطالب المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا لدعمنا بارسال قوات اذا اقتضت الضرورة". ووصل جاكوب زوما الى نجامينا مع ثلاثة من وزرائه (الشؤون الخارجية والتعاون والدفاع وامن الدولة) ما يدل على اهمية هذه القضية الشائكة بالنسبة لجنوب افريقيا التي قتل 13 من جنودها في 24 اذار/مارس في مواجهات مع حركة التمرد التي اقتحمت بانغي قبل ساعات من الاطاحة بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزيه. وهذه اسوأ حصيلة قتلى في صفوف جيش جنوب افريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري سنة 1994. واثار مقتل الجنود جدلا حادا في جنوب افريقيا حول شرعية الانتشار العسكري في افريقيا الوسطى، تصاعد عندما ربطت وسائل الاعلام بين تلك المهمة ومشاريع اعمال خصوصا في مجال الالماس تقوم بها في افريقيا الوسطى شركة قابضة تحمل اسم تشانسيلور هاوس ومرتبطة مع المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم في جنوب افريقيا. لكن زوما نفى تلك الاتهامات جملة وتفصيلا مؤكدا ان ما دفع به في تلك المهمة هي مصلحة الوطن والقارة الافريقية. ويفترض ان تخضع وزيرة الدفاع نوسيفيوي مابيسا نكاكولا الخميس لمساءلة امام لجنة برلمانية في مدينة الكاب. وفي بانغي افادت مصادر من افريقيا الوسطى قريبة من الرئاسة والاجهزة الامنية، ان زوما وبوزيزيه ابرما اتفاقات تسمح لشركات جنوب افريقية بالعمل في مجالات النفط والالماس والذهب. ورحب اكبر حزب معارض في جنوب افريقيا التحالف الديموقراطي بسحب قوات جنوب افريقيا مؤكدا في بيان انه "خبر سار خصوصا لعائلات واقارب الجنود المنتشرين في جمهورية افريقيا الوسطى". وتصر المعارضة على المطالبة "بتوضيحات كاملة لاسباب انتشار قوات جنوب افريقيا في افريقيا الوسطى في الخط الاول". وقد تولت حركة سيليكا المتمردة السلطة في بانغي في 24 اذار/مارس بعد ان اعتبرت ان الرئيس فرنسوا بوزيزيه لم يحترم بنود اتفاق السلام المبرم مع المعارضة في كانون الثاني/يناير في ليبرفيل.