باماكو ـ وكالات
لا تزال الحرب الدائرة في مالي وتداعياتها تلقي بظلالها على دول الجوار لاسيما موريتانيا والجزائر. فبعد زيارة كارتر هام قائد القوات الأميركية بإفريقيا (أفريكوم)، الأحد، إلى مقر لجنة أركان العمليات المشتركة بالناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست الجزائرية، بدأت دول غربية وعربية ومغاربية، بالتعاون مع الأمن الفرنسي، في التدقيق في هوية عشرات القتلى من تنظيم القاعدة والتوحيد والجهاد وأنصار الدين في غرب إفريقيا. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصدر أمني رفيع قوله إن القوات الفرنسية تحتجز أكثـر من 150 جثة يشتبه في أنها لمقاتلين من جنسيات مختلفة أغلبها موريتانية، والبقية من 12 دولة إفريقية وغربية وعربية. وتركز أجهزة الأمن في عدة دول معنية بمكافحة الإرهاب في الساحل على التدقيق في هوية جميع المقاتلين العرب في شمال مالي، في إطار تحقيقات أوسع تتعلق بشبكات تهريب المقاتلين وجماعات الجهاد العالمي المرتبطة بتنظيم القاعدة الدولي. إلى ذلك، يعتقد محققون بأن أغلب الجثث التي تحتجزها القوات الفرنسية والمالية تعود لمقاتلين جزائريين وموريتانيين. وقال مصدر أمني رفيع إن ما لا يقل عن 30 جثة تعود لمقاتلين من خارج المنطقة المغاربية، من جنسيات مختلفة ومن دول في غرب أوروبا. وبدأت عدة دول، أهمها المغرب وتونس، في إجراء عمليات فحص الحمض النووي لأقارب مقاتلين سلفيين يعتقد أنهم كانوا أعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وتحتجز القوات الفرنسية والمالية أكثـر من 150 جثة لمقاتلين إسلاميين، ما زالت هوية أغلبهم مجهولة. وأشارت مصادر على صلة بالملف إلى أن بعض المقاتلين من جنسيات عربية وغربية كانوا يخفون هويتهم الحقيقية حتى عن أعضاء التنظيم، حيث لا يعلم بهويتهم الحقيقية سوى عدد قليل من أمراء التنظيم.