موسكو ـ نوفوستي
عبرت روسيا عن قلقها من تدهور الوضع في مالي، الذي يهدد الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن رئيس مالي بالإنابة ديوكوندا تراوري توجه في رسالته التي بعث بها في 10 يناير/كانون الثاني الجاري إلى ألأمين العام للأمم المتحدة، إلى الأسرة الدولية بطلب الدعم ، وقال إنه طلب من فرنسا تقديم المساعدة العسكرية في القضاء على الخطر الإرهابي. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن فرنسا بادرت يوم 10 يناير/كانون الثاني، على خلفية تدهور الوضع في مالي، إلى إجراء مشاورات عاجلة في مجلس الأمن الدولي. وقد أعرب أعضاء المجلس بالإجماع عن قلقهم البالغ من التطورات الأخيرة، وأدانوا بشدة اعتداءات الجماعات المتطرفة والإرهابية، وشددوا على ضرورة التنفيذ التام لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن مالي وبصورة خاصة القرار 2085. هذا وأكد مسؤول مالي الجمعة أن عسكريين أوروبيين بينهم فرنسيون موجودون في مالي "لصد أي تقدم للإسلاميين نحو الجنوب"، وذلك في اليوم الذي شن فيه الجيش هجوما مضادا لاستعادة مدينة سقطت في أيدي الاسلاميين. ونقلت "فرانس برس" عن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته قوله إن "عسكريين أوروبيين ومنهم فرنسيون موجودون في مالي لصد اي تقدم للإسلاميين نحو الجنوب". وأضاف: "لن نكشف عن عددهم ولا عن مكان وجودهم ولا عن المعدات التي يستخدمونها. إنهم هنا، نشكر هذه البلدان التي أدركت أننا نواجه إرهابيين". ومن جهتها، أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن "قوات فرنسية وألمانية موجودة على الأرض، وتحديداً في منقطة سيفاري قرب منطقة موبتي التي يدور فيها القتال بين الجهاديين وقوات من الجيش المالي". وقد شن الجيش المالي صباح الجمعة هجوما على الإسلاميين بمشاركة طائرات من "دول صديقة" لاستعادة مدينة كونان (وسط) من المتمردين بينما أعلنت فرنسا أنها ستستقبل الأربعاء الرئيس ديونكوندا تراوري. وقال مقيمون في بلدة سيفاري على بعد نحو 60 كيلومتراً إلى الجنوب، إن طائرات هليكوبتر عسكرية وتعزيزات من الجيش وصلت وشاركت في العملية التي بدأت في وقت متأخر الخميس. وقال شهود إن جنوداً أجانب وصلوا إلى مطار البلدة. وقبل ذلك، قالت مصادر عسكرية ومقيمون، اليوم الجمعة، إن جيش مالي بدأ حملة مضادة لاستعادة بلدة كونا الرئيسية التي سيطر عليها متمردون إسلاميون، أمس الخميس. وقال مصدر عسكري كبير في باماكو لـ "رويترز": "شن الجيش حملة في كونا، وقصفت طائرات الهليكوبتر مواقع للمتمردين. وستستمر العملية". وكان رئيس مالي بالنيابة، دياكوندا تراوري، قد طلب رسمياً الخميس من فرنسا تقديم مساعدة عسكرية لمواجهة تقدم الإسلاميين نحو باماكو. وأظهرت المعارك الأخيرة هشاشة الجيش المالي الذي كان يهدد باقتحام أوكار المسلحين واستعادة الشمال، إلا أن قواته تلقت هزيمة صعبة أمام رجال الجماعات المسلحة في أول مواجهة بعد سنة من سيطرة تلك الجماعات على الإقليم.