مسقط - عمان اليوم
عاد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم للظهور من جديد في الملاعب بعد توقف اضطراري طويل بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي أدى إلى تأجيل التصفيات من مارس عام 2019 لتقام في يونيو 2021 بنظام التجمع بعد إلغاء البرمجة السابقة التي تلعب بالذهاب والإياب واختار الاتحاد الآسيوي الدوحة لتكون مقرا لاستضافة مباريات المجموعة الخامسة التي تضم بجانب المنتخب الوطني ومنتخب قطر منتخبات الهند وأفغانستان وبنجلاديش.
لعب الأحمر في مشوار العودة للتصفيات مباراتين كانت الأولى أمام قطر وواجه في الثانية منتخب أفغانستان وينتظر مواجهة بنجلاديش في أخر مبارياته غدا الثلاثاء.
جاء ظهور الأحمر في الميدان ليمثل فرصة للمتابعة والتحليل والوقوف على مستويات اللاعبين وبصمة المدرب الكرواتي برانكو الذي انتظر قرابة العامين ليخوض الفريق مباراة تنافسية رسمية.
خلال الـ 180 دقيقة التي لعبها الأحمر أمام قطر وأفغانستان تباين الأداء والمستوى الفني وتأثر في كثير من جوانبه بأسلوب المنافس الأخر ولذلك لم تخل أي مواجهة من الصعوبات الفنية وقدمت في الوقت ذاته مؤشرات إيجابية وبعض السلبيات التي يمكن إيجاد الحلول لها عبر المزيد من العمل وصقل اللاعبين ورفع معدل التجربة والخبرة خاصة للاعبين الشباب الذين شاركوا للمرة الأولى في المنتخب الوطني.
رغم الخسارة في المباراة الأولى أمام منتخب قطر بطل قارة آسيا، إلا أن الإشادة كانت حاضرة بأداء اللاعبين وروحهم القتالية وحرصهم على تعديل النتيجة وتفوقهم على منافسهم الذي يتفوق عليهم في الإعداد والصقل والتجانس وكثرة المباريات القوية التي خاضها في الفترة الماضية وتنوع البرامج التي نفذها في الدوحة وخارجها.
استحق لاعبو الأحمر التحية من جماهيرهم الوفية التي صبت جام غضبها على الحكم السيريلانكي الذي سرق نتيجة المباراة مع سبق الإصرار والترصد وحرم المنتخب الوطني من التعادل على الأقل بسبب القرارات العكسية الغريبة.
خلال المباراة الثانية أمام أفغانستان ذهبت التوقعات إلى رؤية أداء قوي وجاد وتنظيم أفضل وروح قتالية أعلى لتعويض الخسارة وتحقيق فوز كبير، وفي الذاكرة الفوز السابق على الفريق الأفغاني بمباراة الذهاب بثلاثية نظيفة وإهدار عدة فرص يومها في المباراة التي أقيمت في السلطنة.
سيطر الأحمر على المباراة وتقدم بقوة نحو الهجوم لكن الفعالية لم تكن حاضرة ولم ينجح في إيجاد حلول للتكتل والتنظيم الدفاعي الأفغاني الجيد وهو ما جعل مهمة تسجيل الأهداف صعبة رغم تنوع المحاولات عبر الاختراق والكرات العكسية من الأطراف.
ولم يكن باستطاعة المنتخب ولا مدربه أن يتجاوز العقبة الأفغانية لولا براعة اللاعب الشاب عبد الله فواز الذي كان موفقا في التفكير الجيد واستغلال قدرته على التهديف من خارج المنطقة ليسجل هدفين كانا السبب في الخروج بسلام من الفخ الأفغاني واللعب الدفاعي الجيد للاعبيه وقدرتهم على انتزاع أداء الأحمر من أي خطورة تذكر.
محصلة الأداء أمام منتخب قطر والفريق الأفغاني المتطور تمثل درسا مهما للمنتخب ومدربه الكرواتي ويمكن القول إن أيا من المباراتين قدمت رؤية فنية مختلفة ولكن في المجمل الدروس المستفادة مترابطة لكونها تتعلق بطريقة نظام اللعب الذي يعتمده برانكو وانتشار اللاعبين في الملعب والاعتماد في الأساس على قوة الدفع الجماعية في تشكيل الخطورة الهجومية ومساعدة خط الهجوم على تسجيل الأهداف عبر اللمسة الأخيرة القاتلة التي تؤمن الانتصار المؤزر.
تصدر تفاؤل الجماهير العمانية بفرص نجاح الأحمر وتطور الأداء في المستقبل القريب أهم الإيجابيات التي نتجت عن مباراتي قطر وأفغانستان وهو ما سيكون له تأثيره الطيب في رفع الروح المعنوية الجماعية وتوفير أجواء عامرة بالدعم والمساندة وخالية من التحفظات والانتقادات التي تحبط الجهود في بعض الأحيان.
يمكن القول إن الأحمر نجح في إكمال مهمته التي بدأها في ميدان التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر ونهائيات الأمم القارية 2023 التي ستقام في دولة الصين وينتظر إعلانه رسميا من جانب الاتحاد الآسيوي متأهلا للمرحلة الثانية من المونديال ولنهائيات الصين باعتباره ضمن المنتخبات الخمسة التي احتلت أفضل مركز ثان في المجموعات المختلفة.
وتشكل مباراتا قطر وأفغانستان ومن بعدهما مباراة بنجلاديش أساسا للعمل في الفترة المقبلة والتي تتضمن ظهورا بالدوري التمهيدي لبطولة كأس العرب في الأيام التي تلي الفراغ من التصفيات مباشرة وتقام في الدوحة وبعدها من برامج عمل تتضمن معسكرات داخلية وخارجية وتجارب ودية قوية وصولا إلى المشاركة في مونديال العرب في حال تخطي الصومال وكذلك المشاركة في خليجي 25 التي ستقام في البصرة العراقية ويتوقع أن تكون في نهاية العام الجاري وأيضا المنافسة في الدور الأخير بالتصفيات الآسيوية المؤهل لنهائيات كأس العالم.
قد يهمك ايضاً
الشعلة الأولمبية لدورة طوكيو تنطلق بدون حضور جماهير
أكبر معمرة في العالم تستعد لحمل الشعلة الأولمبية في دورة ألعاب طوكيو