طهران ـ العرب اليوم
اعترف آية الله علي خامنئي الذي يصفه الإعلام العربي بـ"المرشد الأعلى للنظام"، لأول مرة منذ تولّيه منصب ولي الفقيه، بما اعتبره خطأه في السماح لانضمام إيران إلى المفاوضات النووية قبل بضعة أعوام والتي أفضت إلى الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات الدولية.
ونشرت مختلف وكالات الأنباء الرسمية وشبه الرسمية الإيرانية، الثلاثاء كلمة لخامنئي تطرّق فيها إلى مختلف الشؤون الداخلية والخارجية، وقال بشأن الاتفاق النووي: "التفاوض بشأن الاتفاق النووي كان خطأ، وأنا شخصيا أخطأت في مجال المفاوضات، ونتيجة لإصرار السادة (مسؤولين في النظام)، كنت سمحت بخوض هذه التجربة، إلا أنهم (المفاوضون) تجاوزوا الخطوط الحمراء، واعترف لي رئيس الجمهورية قائلا، لو لا القيود التي وضعتها أنت، لقدمنا المزيد من التنازلات"، لكن سرعان ما حذفت وسائل الإعلام الإيرانية الإثنين، ما جاء في خطاب خامنئي بشأن تقبله مسؤولية "خطئه في السماح لبدء المفاوضات النووية"، دون تقديم أي إيضاحات بهذا الشأن.
الحد من الضغوط على الرئيس الإيراني
ويرى مراقبون أن خامنئي تحمل مسؤولية المفاوضات لكي يحد من الضغوط التي تمارس في الداخل ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي تحمله مسؤولية إعادة العقوبات على إيران، لكن تم حذف هذا الجزء من الخطاب حتى لا يفهم منه كأنه إعطاء ضوء أخضر للانسحاب من الاتفاق النووي في الوقت الذي تحاول طهران الاحتماء بالاتحاد الأوروبي للحد من تداعيات إعادة العقوبات على إيران.
كانت القوى العظمى أبرمت مع إيران في فيينا في العام 2015 وبعد 22 شهرا من المفاوضات المكثفة، اتفاقا بشأن البرنامج النووي الإيراني بهدف ضمان طبيعته السلمية، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران بشكل تدريجي وقبل بدء المفاوضات بدأت اتصالات سرية وتبادل رسائل بين طهران وإدارة أوباما، وعلى إثرها تم إعطاء علي خامنئي الضوء الأخضر للتفاوض مع دول (5+1) بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ووصف المرشد موافقته على التفاوض بـ"المرونة الشجاعة"، لكن منذ أن دخل الرئيس الأميركي ترامب البيت الأبيض، أكد مرارا نيته الانسحاب من الاتفاق النووي وفي الثامن من مايو نفذ وعده فانسحبت أميركا من الاتفاق النووي الإيراني وحينها وصف الرئيس الأميركي الاتفاق بـ"الكارثي"، وقال في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض "أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني" الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015.
يُذكر أن خامنئي قال في أحد خطاباته خلال الأسابيع الماضية، تم نشره لاحقا بالتزامن مع سريان العقوبات: "لا تقلقوا على الإطلاق في ما يتعلق بوضعنا.. لا أحد يستطيع فعل شيء".
وفي المقابل دفعت العقوبات، التي فرضتها واشنطن، البنوك والكثير من الشركات حول العالم إلى خفض تعاملاتها مع إيران بالفعل، وتعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، بمنع الشركات التي لها معاملات تجارية مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.
كان ترامب أكد في تغريدة له، أن العقوبات الجديدة التي كانت رفعت بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 "هي العقوبات الأشد صرامة على الإطلاق".
ونددت إيران بإعادة فرض العقوبات تماشيا مع قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.