دمشق ـ ميس خليل
تتميز الصناعات الحرفية السورية على مر السنين، بذوق رفيع يعكس أصالة المجتمع الدمشقي وعراقة فنانيه. لكن الحرب جعلت هذه المهن أمام تحديات جسيمة.
واعتبر الحرفي عرفات أوطه باشي، أن خروج منطقة الغوطة الشرقية عن نطاق العمل أثر سلبا إذ كانت تؤمن المادة الأولية الأساسية وتتمثل في الخشب، وكانت الورش والمناشر تتركز هناك ما دعا الحرفيين إلى اللجوء للخشب المستورد الذي ازدادت تكلفته.
وأضاف "الحرفيون لا يستطيعون الوصول إلى ورشهم الموجودة هناك، فضلا عن نقص الأيدي االعاملة التي كانت منتشرة في محيط جغرافي قريب من الورش وبقي البعض داخل الغوطة وهاجر بعضهم".
وأبرز أنّ المشكلة الثانية تكمن في غلاء المواد الأولية والمواصلات وتحكم تجارها في الأسعار.
ولفت الحرفي معتز الرفاعي إلى ضرورة تأمين المواد الأولية بأسعار مقبولة وكسر احتكار التجار الذين يستوردون من الخارج بعض السلع ويبيعونها بأسعار خيالية.
وتمثل الأهمية الكبرى لهذه الصناعات كونها تؤمن فرص عمل لعدد لابأس به من الشرائح وهناك عائلات تعيش على هذه الصناعات، فيصل الدخل الشهري لأبو محمد الحرفي في مجال العجمي إلى ما يقرب من 40 الى 60 ألف ليرة سورية ويعمل حوالي 10 ساعات يوميا.
والمثير للدهشة أن هناك حركة تصدير مستمرة إلى لبنان ودول الخليج وحتى أوروبا، غير أن البيع الداخلي تضاءل بسبب غلاء الأسعار في ظل وجود الموازييك والفضيات والصناعات النسيجية. ويؤكد أصحاب الحرف أن حركة للسياح متواصلة حتى الآن.
وحول الأسعار بين صاحب إحدى المحال أن هناك قطعا تبدأ من 300 ليرة وتصل إلى 30 ألفًا أو أكثر للقطع المصدفة وسيتطيع العميل اختيار ما يناسبه من القطع التراثية التي تلاقي اهتماما من شرائح عدة.
وأثنى الحرفيون على الدور الذي تقدمه وزارة السياحة بدعم الصناعات التقليدية من خلال إقامة معارض داخلية وخارجية والتي كان آخرها المعرض الذي أقامته الوزارة في سوق التكية السليمانية في حضور عدد من الشخصيات البارزة.