يعيش نزلاء  سجن حلب المركزي  كارثة حقيقة خاصة بعد تزايد أعداد الوفيات ليصل إلى أربعة أو خمسة سجناء يومياً. وقد وثقت مصادر وفاة أكثر من 23 نزيلاً في الأسبوع الفائت وحده. وذكر مصدر لـ "حلب نيوز" أن جميع السجناء المتوفين يتم دفنهم بالباحة الشرقية للسجن والتي تحولت لمقبرة تضم أكثر من 600 سجين قضى أغلبهم جوعاً وبرداً ومرضاً. وما يزيد الأمر سوءاً انخفاض زيارة الهلال الأحمر للسجن إلى ثلاث زيارات في الأسبوع، علماً أن كمية الطعام التي يجلبها للمعتقلين قليلة جداً بحيث لا تسد جوعهم وهي غالباً ما تكون 300 أو 400 غرام من الأرز المطبوخ أو البرغل أو البطاطا المسلوقة مع رغيف خبز أو اثنين للسجين الواحد، تنفد في اليوم نفسه ليبقى السجين بدون طعام حين لا يأتي الهلال الأحمر للسجن فتقوم إدارة السجن بتوزيع رغيف واحد فقط في اليوم. ومع اشتداد البرد يقوم عناصر شرطة وجيش النظام بقطع ما تبقى من أشجار داخل السجن، وتحطيم الأبواب والمكاتب والطاولات الخشبية لاستخدامها للتدفئة وطهي الطعام، كما يخربون السيارات وممتلكات السجن والأثاث الموجود فيه لإحراقه أيضاً. وفي هذا السياق أضاف المصدر أن عناصر الشرطة داخل مبنى السجن الرئيسي يستخدمون بعض السجناء كخدم وعبيد لديهم وهم ما يعرفون بـ”الباحاتية” حيث يقومون بغسل ملابسهم وطهو الطعام لهم وقطع الأخشاب للتدفئة مقابل رغيف خبز يسدون به رمقهم. وتبقى الحالة الصحية والإنسانية هي الأسوأ، أكثر من 90% من النزلاء انخفضت أوزانهم إلى مادون الستين كغم، وبرزت لديهم عظام الجمجمة والأكتاف والصدر ليصبحوا هياكل عظمية تنتظر كسرة خبز أو موت يريحهم من العناء وهو الأقرب لهم في الوقت الحالي. وفي الوقت الذي يموت فيه السجناء جوعاً، يقوم طيران النظام المروحي بإمداد قواته بالذخيرة والغذاء يومياً خلال رميها بالبراميل المعلقة بالمظلات، كما يقوم بقصف محيط السجن بالبراميل المتفجرة، يأتي ذلك بعد سيطرة الثوار على مشفى الكندي حيث تبقى قوات النظام في حالة استنفار وحذر وخوف دائم يجعلهم لا يتوقفون عن استهداف محيط السجن بالمدفعيات وقذائف الهاون ومدافع الـ23، ودائماً يكون مصدر العديد من القذائف مدفعية الزهراء وأكاديمية الأسد. أكثر من 60 معتقلاً سياسياً يتعرضون للاعتداء الدائم من قبل قوات النظام، وحوالي 250 نزيلاً في السجن هم من معتقلي التظاهر والثورة تم نقلهم إلى الطابق الثالث في المبنى الرئيسي بعد أن كانوا في ملحق السجن، ومعظم السجناء هم من القضائيين والأجرام الجنائية على عكس ما يشيعه النظام.