عمان ـ إيمان أبو قاعود
أعلن قائد حرس الحدود في الأردن، العميد الركن حسين الزيود، أن عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود الأردنية منذ بداية شباط/فبراير الجاري، وحتى الأحد الماضي، بلغ 30022 لاجئ، وارتفع عدد المصابين إلى 230 شخصًا، تنوعت إصاباتهم بين الشديدة والمتوسطة والخفيفة. وأضاف الزيود خلال جولة نظمتها القوات المسلحة الأردنية للصحافيين، مساء الإثنين، شارك "العرب اليوم" فيها، أن "المتوسط اليومي للاجئين يبلغ نحو 2500 لاجئ من مختلف الأعمار، من الشيوخ والنساء والشباب والأطفال، ومعظمهم العائلات تركت قراها باحثة عن الأمن والأمان في ظل تدهور الأوضاع الأمنية هناك، وأن العدد التراكمي للاجئين منذ بداية الأزمة بلغ 210 ألف لاجئ, 42% منهم من الأطفال, و36% من النساء، و22 % من الرجال, وبلغ عدد الجرحى والمصابين الذين عبروا الحدود 2786 جريحًا، موضحًا أنه "انسجامًا مع سياسة المملكة الأردنية الهاشمية في التعامل مع اللاجئين السوريين، تتابع القوات المسلحة الأردنية ليلاً ونهارًا وعبر حدودها الشمالية الغربية والشمالية الشرقية وبطول يزيد عن 370 كم أزمة اللاجئين السوريين والتي تفاقمت في الأشهر الأخيرة، وبخاصة في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث بلغ عدد اللاجئين خلاله 56 ألف لاجئ سوريًا". وأوضح قائد حرس الحدود في الأردن أن "الحدود فيها 45 نقطة عبور, و25 نقطة تجمع، و15 مركز إيواء، وأن مجمل التكاليف المترتبة على هذه الأزمة منذ بداياتها حتى منتصف شباط/فبراير الجاري أكثر من (250 مليون دينار)، شكلت أعباءًا إضافية على موازنة القوات المسلحة خارج مخصصاتها التدريبية والأمنية والعملياتية، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا المبلغ وبخاصة في ظل فصل الشتاء وتقلباته الجوية المتنوعة، إضافة إلى المتطلبات الواقعة على كاهل مرتبات حرس الحدود من العمل ليلاً ونهارًا وعلى مدار الساعة"، معتبرًا أن الأحوال الجوية السائدة، ومنذ بداية فصل الشتاء، زادت الأوضاع تعقيدًا، وتطلبت جهودًا إضافية من القوات المسلحة الأردنية ممثلة في قوات حرس الحدود، وبخاصة في ظل العاصفة الثلجية والأمطار الغزيرة التي شهدتها المملكة أخيرًا، والتي أغلقت عددًا من منافذ العبور مما دفع باللاجئين إلى استخدام طرق بديلة شديدة الوعورة، وبخاصة في أجزائها الشمالية الغربية، واستخدام القوارب لنقل اللاجئين في مناطق تجمع المياه والتي لا تسمح بالعبور مشيًا على الأقدام، وأن هذا الواقع فرض على قوات حرس الحدود استخدام آليات مجنزرة تتلاءم ووعورة المنطقة، والتي لا تستطيع الآليات المدولبة اجتيازها بسهولة، وتتطلب من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية دفع قوات إضافية لمساعدة قوات حرس الحدود وبخاصة الآلية منها، وهذا ترتب عليه زيادة في نفقات القوات المسلحة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي من موازنتها الخاصة". وتابع العميد الزيود "من خلال المشاهدات اليومية للاجئين، تبين أن هناك لجوء لأعداد من ذوي الحاجات الخاصة، يحتاجون إلى رعاية طبية تتطلب من الخدمات الطبية الملكية تزويد كوادرها الأمامية بأطباء اختصاص للتعامل مع مثل هذه الحالات، والتي هي في كثير منها تعاني بسبب الإعاقة وتسببت الأوضاع الأمنية في بلدهم بزيادة هذه المعاناة، إضافة إلى تزايد أعداد الإصابات بين مختلف الأعمار والذين يتم نقلهم من الأراضي السورية على الأكتاف أو سيارات مدنية بمرافقة اللاجئين، وهذا تطلب زيادة عدد سيارات الإسعاف على النقاط الأمامية لنقلهم والتعامل معهم من قبل الأطباء، حيث يتم إخلاءهم إلى المراكز والمستشفيات الطبية، إضافة إلى أن بعض الحالات الطبية نزفت الكثير من الدماء وفارقت الحياة أيضًا على الحدود، وهذا يزيد من أعباء التعامل مع مثل هذه الحالات، يُضاف إلى ذلك ملاحقة بعض اللاجئين من قبل الأطراف المتنازعة وقتلهم على الحدود من دون التفريق بين طفل وامرأة حامل أو شيخ مسن ليلاً ونهارًا، مما يسبب صدمة للعائلات الباحثة عن إنقاذ أطفالها والوصول بهم إلى ملاذ آمن"، مضيفًا تقوم القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بتأمين مختلف وسائط النقل من باصات مختلفة الأحجام وآليات شحن عسكرية لنقل اللاجئين من المناطق الوعرة إلى المخيمات مع الدفع بالمزيد منها، وبخاصة في الأشهر القليلة الأخيرة، بسبب الأعداد الكبيرة والمفاجئة في بعض الأحيان لنا، مما اضطر القوات الأمامية إلى استخدام معسكراتها الأمامية (منامات الجنود) لإيواء الأطفال والنساء إلى حين عودة الباصات والآليات من مخيم الزعتري، كما تتابع القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الإجراءات كافة وبالتنسيق مع المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني العربية والأجنبية والمحلية كافة، لتأمين أفضل الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين، وبخاصة في ما يتعلق بالمستشفيات الميدانية العسكرية وإجراءات دخولها ووصولها إلى موقع المخيم وتوفير المواقع الملائمة والدعم اللوجستي والفني والإداري لها، وإدامة بعضها بشكل كامل من قبل مديرية الخدمات الطبية الملكية، والتي استقبلت مستشفياتها عددًا كبيرًا من الإصابات البالغة التي تحتاج إلى عناية طبية فائقة وإجراء عمليات ومداخلات جراحية دقيقة لها.