تهاني منصور طفلة كفيفة تحلم أن تكون مذيعة راديو شهيرة

"هو أنا ممكن أبقى مذيعة؟".. سؤال طرحته طفلة فاقدة البصر على والدتها، تتحسس في إجابته عن خيط رفيع من الأمل، أو شعاع ضوء في نفقها المظلم يطمئنها بأن القادم يمكن أن يحمل حلمها بين طياته، فلم تجد الأم إجابة تتفوه بها، لا تريد تحطيم مجاديف صغيرتها، لذا قررت أن تُحيل الإجابة عن السؤال لسنوات مقبلة، بقولها "ممكن بس لما تكبري"، ولم يمر وقْع تلك الكلمات مرور الكرام على الصغيرة، بل استغلت كل يوم لتقترب أكثر من حلمها.
تهاني منصور، طفلة لم تتجاوز من العمر 15 عاما، تلخصت أحلامها في أن تصير مذيعة راديو شهيرة، يصل صوتها للملايين، تعطيهم النصائح وتوعيهم لأمور حياتهم، ولكن سمة مشكلة واجهتها وهي التعليم، قبل أن تتغلب عليها بنفسها، "في البداية كنت بروح لمدرسة تعلمني القراءة والكتابة بطريقة برايل، بس بعد كده دخلت البرنامج الناطق على الموبايل ولقيت إن القراءة والكتابة أسهل بالطريقة دي وعلمت نفسي كل حاجة من غير مدرس".
منذ نعومة أظافرها لم يفارق حلم تهاني بالها، كانت تستعين بهاتف والدتها لستجيل مقاطع صوتية لنفسها، تجري فيها حوارات مع مشاهير في خيالها، لتدرب صوتها على الإذاعة، قبل أن تجد عام 2018 فرصة تقديم الردايو الأون لاين، فجالت بخاطرها فكرة إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وقناة عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب"، تبث من خلالها حلقات برنامجها التي اختارت له اسم "مسا التهاني"، بعد أن أثقلت موهبتها بـ"كورس" إعداد وتقديم إذاعي.
الاحترام، والبعد عن التعصب في كرة القدم، والتزام المنزل في زمن كورونا وغيرها.. قيم عديدة تحاول "تهاني" إرساءها في المجتمع من خلال حلقات برنامجها عبر يوتيوب، بالإضافة لبعض الخواطر التي تكتبها على صفحتها بـ"فيسبوك"، عقب حصولها على المركز الأول في فن المقال من خلال مسابقة "بقلمك" للكتابة، وسط عدد كبير من المتنافسين.
"الساعة الآن السابعة و23 دقيقة، أمامك صورة ربما تحتوي على نص وماء وشخصان"، كلمات صدرت من هاتف تهاني عبر البرنامج الناطق، خلال تصفحها لحسابها الشخصي، قبل أن تستكمل رحلتها القصيرة مع الإذاعة، والمشكلة البسيطة في صوتها التي تغلبت عليها في برنامجها من خلال الهندسة الصوتية، "بحس بإحباط أوقات لما بلاقي تفاعل قليل على الحلقات بتاعتي، بس برجع تاني وأكمل، لأن عندي حلم ومش هسيبه".
تحلم ابنة كفر شبين بمحافظة القليوبية، أن تكون قدوة للتحدي، وأن يكون لها تأثير إيجابي في المجتمع، وأن تصبح مذيعة راديو مشهورة، وأن يزداد عدد متابعي قناتها وصفحة برنامجها، "كنت فاكرة إني أكون مذيعة ده شيء مستحيل خصوصًا إني معنديش مؤهل، لكن الحمد لله قدرت أحقق جزء من حلمي".
يروي محمد منصور والد تهاني، حكاية كفاح صغيرته وسط الظروف الصعبة التي واجهتها، وإصرارها على التعلم بنفسها، لدرجة أنها تواصلت مع أشخاص دون علم أسرتها، ليساعدونها في إعداد حلقات برنامجها والمونتاج، وتتقدم شيئًا فشيئًا، لتفاجئهم بنجاحاتها الصغيرة التي يسعدون بها كثيرًا.
بنبرة يملؤها الفخر، تحدث والد تهاني عن مدى دعمه المعنوي والمادي لها، من خلال توفير ما تحتاجه من أدوات سمعية وصوتية، أملًا في أن يرى حلمها الذي لطالما حلمت به حقيقة، "نفسي توصل للي هي عاوزاه وتحقق هدفها وحلمنا كلنا".  
بملامح ملائكية وصوت مليء بالحماس، عبرت تهاني عن طموحها للفترة المقبلة وهو أن يصبح لها برنامج خاص عبر إحدى الإذاعات الشهيرة، وأن تصير مثل المذيعة رضوى محمود التي تعتبرها مثلها الأعلى، موجهة الشركة لوالدها ووالدتها وشقيقها الأكبر على مجهودهم الدائم لمساندتها.

قد يهمك ايضاً :

مصطفى بكري يكشف عن تغييرات محدودة في المؤسسات الصحفية المصرية

مستخدمو "تويتر" يٌفاجَأون باختفاء حسابات"سبوتنيك" من قوائم البحث دون إنذار سابق