القاهرة ـ عمان اليوم
لا صوت يعلو فوق صوت «كورونا» في معرض «مصر 2020 لأفضل صورة»، الذي تستضيفه ساقية عبد المنعم الصاوي في القاهرة، والمخصص لعرض الأعمال المشاركة في المسابقة السنوية لـ«شعبة المصورين التابعة لنقابة الصحافيين» في مصر، ويستمر حتى 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.وبسبب «كورونا» أيضاً لم يتمكن جميع المشاركين في الدورة الـ14 من المسابقة من حضور حفل الإعلان عن الفائزين، مع تفعيل إجراءات التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات، وأُعلن في المقابل ولأول مرة في تاريخ الجائزة الفائزين بالمراكز الأولى خلال حفل بُثّ على الهواء على صفحة المسابقة على «فيسبوك»، ولعل تلك التفاصيل المُغايرة لطبيعة المسابقة التي تتميز بالإقبال الواسع من الحضور من محبي الفوتوغرافيا، هي إحدى الأسباب التي جعلت رئيس شعبة المصورين الصحافيين مجدي إبراهيم يقول إنّه «بسبب ظروف هذه الفترة كانت هناك العديد من الأصوات التي كانت تُنادي بعدم انعقاد المسابقة هذا العام». ويضيف: «رغم تلك الدعوات، قررنا عقد المسابقة في موعدها، وكانت المفاجأة أنّنا تلقينا هذا العام أعلى نسبة مشاركة في تاريخ المسابقة منذ 14 عاماً، فقد تقدم للمسابقة 138 مشتركاً».
يتابع مجدي إبراهيم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ما يصفها بالمعوقات التي زادت من صعوبة مهمة المُصوّر الصحافي بشكل عام يقول «حتماً هي مهنة المتاعب، ليس فقط بسبب الظروف الجديدة التي فرضتها علينا (كورونا) من مأزق في التحرك والتجمعات، ولكن أيضاً بسبب مادة في قانون 180 لسنة 2018 الذي يُعيق حرية التصوير في الشارع إلا دون الحصول على تصريحات لازمة، وهي أسباب تُضاعف من صعوبة تلك المهمة الصحافية، ومن ثم إصرارنا على تتويج تلك الجهود في هذه الظروف والتحديات سواء من الصحافيين أو من الطلبة وغير المحترفين من مُحبي التصوير الفوتوغرافي».
ويواكب الدورة الجديدة للمسابقة زيادة فرعين جديدين لها وهما فرع مشاركات طلبة الجامعات، وفرع الحياة اليومية خارج مصر، ليصبح إجمالي عدد فروع المسابقة سبعة فروع، يقول رئيس شعبة المصورين الصحافيين: «النسبة الأكبر من الصور المشاركة في مختلف تلك الفروع كانت تُعبر عن تأثير (كورونا) على مجريات الحياة اليومية، سواء في البيوت أو المستشفيات أو الشوارع».
وفازت القصة المُصورة «ملامح من العزلة» للمُصور المصري رافي شاكر بالمركز الأول في المسابقة، وفيها التقط تفاصيل من منزل والده خلال فترة «كورونا» الذي تأثر بسبب إجراءات حظر التجول والتباعد الاجتماعي فغاب عنه الأبناء والأحفاد، لتحل محلهم العزلة والصمت، والتقط شاكر مفردات تلك العزلة في صور تقترب من مقبض الباب المغلق، وإجراءات التعقيم التي صار ينتهجها أهل البيت كروتين جديد، وتتخلل القصة الفوتوغرافية لقطات دافئة بالقرب من النوافذ ونورها الذي يعد باقتراب الخروج من تلك العزلة، وأخرى لإعداد عصير البرتقال الذي بات رفيقاً لمناعة أهل البيوت، والدعاء في نهاية الصلوات بانكشاف غمة الجائحة.
ومن تأثير الوباء على البيوت، إلى قلب معارك «كورونا» في مستشفيات العزل، حيث حصلت القصة المصورة للمصور الصحافي أحمد جمعة تحت عنوان «أبطال خلف الأقنعة» على المركز الثاني في المسابقة، التي قام فيها بمعايشة مُصوّرة للطواقم الطبية ما بين أطباء وممرضين، مستشفى عين شمس الجامعي المخصصة للعزل، التي تحولت لمستشفى ميداني وهم في قلب مهمتهم الطبية والإنسانية في مواجهة فيروس كورونا.
وتتعدد يوميات الجائحة التي تلتقطها كل عين بطريقتها وزاويتها الخاصة، ففي فرع المسابقة الجديد المخصص لصور المشاركة من خارج مصر فازت بالمركز الأول صورة المصور عمرو نبيل التي يلتقط فيها صورة لمُصلٍ واحد في الحرم المكي الشريف الذي يبدو خالياً من زحام المصلين بعد الإغلاق بسبب «كورونا»، وفي صورة أخرى ضمن فئة طلاب الجامعات يلتقط المُصور سهل عبد الرحمن صورة لزحام رواد مترو الأنفاق وهم يحتشدون في مسار رحلتهم اليومية، ويحتمون بكماماتهم من خطر الزحام والعدوى، وعلاوة على أكثر من صورة تلتقط مشاهد تعقيم العاملين لأماكن الصلاة من مساجد وكنائس وهم ملثمون بالكامل للوقاية من الإصابة الفيروس.
ويعتبر مجدي إبراهيم أنّ من أبرز أحداث مسابقة هذا العام، هو إطلاق الموقع الرسمي الجديد لها بالتزامن مع حفل افتتاح المعرض، الذي يتيح العديد من صور المسابقة، وعرض لتاريخ جوائز الشعبة وأبرز أعمال المصورين على مدار السنوات الماضية.
وقد يهمك أيضًا:
صحافيون مِن روسيا وسورية والهند يُتوَّجون بـ"آر تي" للمراسلين الحربيين
تراجع كبير لحرية التعبير في الهند وسط مطالبات بفرض رقابة ذاتية على القنوات والصحف