لندن ـ ماريا طبراني
سلطت تقارير صحافية الضوء على المنازل الريفية وسط المزارع، التي يمكن تحويلها إلى قصور رائعة بعد اعتماد بعض التصميمات الأنيقة، ودعت أصحابها إلى الاستفادة من التصميمات البديعة للغرف الداخلية، بما يمكن أن تغني عن التطلع إلى العيش في قصور.
واعتبر خبراء أنّ القصر الحقيقي يتمثل في منزل الرجل الإنكليزي، إلا أنّ الأمر لا يمتد عادة إلى الديكور، وعلى سبيل المثال لا تعتبر المرآة المطلية بالذهب أو التصميمات الثقيلة من البلوط، في الدروع والمفروشات التي تميز القصور الكلاسيكية أفضل تصميمات القرن الـ21 التي تناسب منزلاً أنيقاً.
وتغير كل ذلك بشكل كامل بفضل جيل جديد من أصحاب المنازل الريفية الكبيرة، الذين يسعدون بالحياة وسط أجواء كلاسيكية، بعد أن فضلوا خلق أثاثهم المعاصر والتصميمات المنزلية الخاصة.
ولعل أبرز مثال على ذلك هو مجموعة ديكور "باراكاستيلو" التي طرحها المصمم البريطاني، نايغل كوتس، والتي تشمل الأثاث، والمنسوجات، والإضاءة وأدوات المائدة والتي كانت مستوحاة من قلعة توسكان، وأطلقت هذه المجموعة في وقت سابق هذا العام خلال أسبوع التصميم في ميلانو، الذي شارك فيه الكثير من المصممين ولكن مجموعة "كوتس" كانت المجموعة الرئيسية المهيمنة، وربما يعود الفضل في ذلك إلى شارلوت هورتون، وهو صانع نبيذ بريطاني عاش في مقاطعة توسكانا الإيطالية لمدة 20 عاما، وأثناء قيامه بتجديد قلعة "بوتنتينو"، التي تعود إلى عصر النهضة في القرون الوسطى وتقع إلى جوار منزل "كوتس" الريفي في توسكانا، بدأ الأخير في تصميم مجموعته من الأثاث والديكور.
وأوضح هورتون، "نشأت هذه المجموعة من الضرورة، كنا في حاجة إلى شراء بعض الأثاث لمنطقة محيطة بحمام سباحة، ولم يعجبنا كل الأشيا ولذلك كلفت صديقي جونو نوسباوم بخلق ديكور مناسب، ونجح في تصميم كراسي مضلعة من خشب السرو الرائع الذي يعطي رائحة لا تصدق. ثم فكرت: لماذا لا نبدأ في بيعه؟ عندها طلبت من أحد الأصدقاء تصميم بعض المنسوجات وكوتس لتصميم كرسي، ومن هنا نشأت فكرة مجموعة الأثاث".
واعتبر هورتون، مجموعة "باراكاسيلو" بأنها كناية عن طريقة العيش، ويمكن القول إن المجموعة تشبه قليلا من النبيذ، مفعمة بنكهة البيئة الطبيعية في "بوتنتينو"، ثم تأثرت بطريقة الحياة البسيطة في ريف توسكانا، واندمجت مع العناصر الأسلوبية لقلعة مصممة بشكل رائع، وعلى سبيل المثال فإن الكرسي الذي صممه كوتس بأرجله الخلفية يعد بسيطًا ومتينًا ويأخذ اللون الترابي، فضلاً عن أن التوسكانيين لديهم طريقة معينة في ضبط النفس، تمنع من تصميم الديكور بشكل معقد أكثر من اللازم.