مراكش ـ ثورية يشرم
تعتبر منطقة أوكايمدن الجلبلية موقعا سياحيا وثقافيا بإمتياز في أعلى جبال الأطلس الكبير، حيث بصم اسمه في المناظر الخلابة الراسخة في الأذهان التي تسحر الكثيرين وتجعلهم يشتاقون إلى زيارة المكان كلما حل موسم الشتاء وسقطت الثلوج واكتست الجبال وسفوحها حلة بيضاء وكلما حل فصل الربيع حيث تصبح المنطقة ذات بساط أخضر يضفي جمالية ساحر على المكان.
هذه الرغبة في قضاء يوم ممتع بين أحضان الطبيعة وفي جو مرح، يجعل المحطة قبلة لأربعة آلاف سيارة في نهاية كل أسبوع دون احتساب الحافلات وسيارات النقل السياحي، إلا أن المنتجع يعاني من عدة مشاكل أهمها الفوضى العارمة التي تكتسح المنطقة، حيث صرح الكثيرون أنهم لا يتخيلون منتجعا للتزلج في أوروبا بدون إدارة ما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان.
وكشف محمد إكيزو, رئيس الجماعة القروية للمنطقة, في حديث خاص لـ "المغرب اليوم" أنه لا توجد أية لجنة مختلطة لها تصور في إدارة المنتجع، فالجماعة مكلفة باستخلاص رسوم الدخول والتوقف، والمكتب الوطني للماء مكلف بتسيير الإداري حسب مرسوم ملكي، والدرك الملكي مكلفة بتنظيم المرور، ولا تنسيق بين الجميع.
وأضاف أن من بين نتائج غياب إدارة موحدة، هو ضعف التدخل السريع أثناء وقوع الحوادث، ما يؤدي إلى بلوغ الفوضى ذروتها, حيث أن الطريق ضيق جدا، ولا يوجد ما يكفي من أمكنة لوقوف السيارات، مما ينتج عنه ازدحام كبير يؤدي إلى مشاحنات بين السائقين، الذين غالبا ما يطلقون العنان إلى مكبرات الصوت محولين المكان من فضاء جميل للمتعة إلى مرتع للضجيج غير المحتمل.
وذلك بالإضافة إلى نظافة المنتجع التي تحتاج إلى عناية أكثر، حيث يترك الزوار قمامتهم التي تتراكم يوما يعد يوم، مما يشوه المنظر العام.
وأوضح أن المنطقة تفتقر إلى عدة مرافق مهمة كالمساجد والمطاعم, حيث تتوفر على مطاعم شعبية محدودة المقاعد، وترى العائلات والأفراد يصطفون في انتظار مكان فارغ من أجل تناول وجبة الغذاء، إضافة إلى افتقارها إلى الاهتمام بالمنظر العام وانعدام وسائل الترفيه والراحة التي قد تكون من أكثر الأسباب التي تجعل الزائر يغادر المكان دون رجعة أو حتى التفكير في ذلك.
كما أن العشوائية تلف المكان من حيث النظام والتعامل والنهب الذي يتعرض له الزوار من أصحاب المرآب والباعة وأصحاب المحلات والمقاهي الشعبية وغيرها من الصور البئيسة التي تساهم في رسم تلك الصورة السوداوية للمنطقة التي من المفروض أن تلقى اهتماما كافيا باعتبارها منتجعا سياحيا مهما للمنطقة، حيث يقصده مختلف الشرائح المجتمعية وجميع الجنسيات.
وأضاف: :نحن نسعى بكل ما أوتينا من قوة للحد من الظواهر السلبية التي باتت تخنق المكان إلا أن هذا لا يكفي بل يجب تضافر الجهود بيننا وبين جميع الجهات المعنية من مسؤولين إداريين وسلطات ومجتمع مدني ومواطنين للقضاء على هذه الافات التي تعاني منها منطقة أوكايمدن التي صنفت من بين أكثر المنتجعات التي تلقى اقبالا لموقعها الاستراتيجي وجمالية مناظرها الطبيعية التي ستزول ان لم تلقى العناية الكافية".