لندن ـ كاتيا حداد
يبدو أن صالات العرض في لندن تتعاطف مع فناني ساسكس، ويعد معرض Queer British Art المعرض الأحدث الذي يتم افتتاحه في تيت بريطانيا، والذي يضم أعمالًا للفنانين دنكان غرانت ودورا كارينجتون وغيرهم، ويعتبر الآن لحظة مناسبة لاستكشاف تاريخ تلك المعارض.
ويًمكن البدء بتشارلستون فارموز في شرق ساسكس، وهو المكان الذي عاشت فيه فانيسا بيل ودانكان غرانت منذ 1916 حتى وفاة بيل عام 1961، وكان منزل بلومزبري في البلاد محاط بساوث داونز وحديقة مسورة بأصناف من الزهور، حيث أراد الفنانون رسمها، ولا يزال المنزل حيويًا وكأن بيل ما زالت تعيش فيه، ويتميز المنزل بالفن في كل أرجاءه بداية من طاولة الطعام حتى الحمام المزين بشكل حيوي، وكتب تشارلستون الذي أجرى دراسات فوتوغرافية عن المنزل: "عندما تنظر للمنزل تشعر وكأن الفن جزء من الحياة اليومية".
ويُقدم معرض "تيت"، نظرة ثاقبة لحياة غرانت ورسوماته المثيرة وصور لحبيبته المزعومة بول روش، ولم يستحسن بيل روش، ولذلك عندما زار تشارلستون أضطر إلى الإقامة في ساوث داونز، وتقع كنيسة بيرويك بالقرب من المنزل والتي رسمها بيل وغرانت خلال الحرب العالمية الثانية، كما يقع موقعًا فنيًا آخر "Ditchling" على بعد 30 دقيقة بالسيارة، والذي كان يومًا ما موطن للنحات والفنان إريك جيل وإدوارد جونستون وفرانك برانغوين ومصمم النسيج إثيل مايريت.
ومن الصعب النظر إلى أعمال الفنان جيل، دون اكتشاف رجل يوصف ماضيه الجنسي بكونه غامض، ويضم المتحف بعض الأعمال النحتية المميزة مثل نحت ساحر لدب من قبل ديفيد جونز ولافتات مترو لندن، التي صممها إدوارد جونستون في عام 1916، وعند العودة إلى المدينة والتنقل بين صالات العرض ستعجب بالتغيير الذي حدث في مترو لندن على مدى أكثر من قرن.