صقلية ـ عادل سلامه
تشرق الشمس في صقلية، لتعكس أشعتها على الكنائس والقصور، والمناظر الطبيعية الخلابة من الجبال الصخرية والبحر الأزرق، ورائحة البرتقال والزعتر والنعناع، وهي تعدّ مكانًا ملهمًا وخاصة لسكان أوروبا الشمالية. وقال الكاتب الألماني جوته في عام 1787 "إذا ما زورت إيطاليا دون أن ترى صقلية، فأنك لم تزر إيطاليا على الإطلاق". وإنها جزيرة كبيرة، ويصعب زيارتها كلها في رحلة واحدة. وأفضل الأماكن للتعرف على صقلية هي مدن سرقوسة وتاورمينا، بالإضافة إلى مدينة كاتانيا، وجبل إتنا، فهم حقاً البداية المثالية.
ومدينة سرقوسة أو سيراكوزا المزدهرة والمأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، تدب فيها الحياة أكثر في وقت التسوق. ويتاجر الباعة في "فيا ترينتو" والشوارع الجانبية بأطعمة لذيذة، حيث يقوم الرجال بإعداد قنافذ البحر الشائكة بأيديهم العارية، ويقدموا الشراب وسمك التونة، ويقف أصحاب الأكشاك على رأس أكوام من الباذنجان في حجم البطيخ. ويقع السوق على جزيرة أورتيجيا، وهو أقدم حي في سرقوسة، حيث تشمل المعالم السياحية على أطلال معبد "أبولو" في القرن السادس قبل الميلاد، والقصور التي تعود إلى العصور الوسطى والكاتدرائية.
وتغير الكثير من ملامح جنوب شرق صقلية نتيجة زلزال ضخم هزها في عام 1693. بعد ذلك، أطلق للمهندسين المعماريين العنان لتصميم وبناء القصور والكنائس بشكل فني رائع على نسق الباروك. وأُعُيد بناء "نوتو على موقع جديد, وبدت "كورسو فيتوريو ايمانويل" كأنها قطعة فنية رائعة. وأما عن شواطئها، فحتما ستجد هناك الكثير ليغريك على الساحل. يوجد في جنوب سيراكوزا، "فونتين بيانش" حيث الشاطئ الرملي والحانات والمطاعم، والأماكن المناسبة للنزهة. ولكن قبالة جنوب المدينة هو حقاً ما قد يكون أفضل شاطئ بصقلية: "سبياغيا ديلا مارشيزا." فهو شاطئ واسع ورملي، مع مياهه النظيفة والصافية مع خشب الصنوبر.
وفي الجنوب أيضاً، توجد هناك المحمية الطبيعية "فينديكاري" وهي واحة هادئة على طول 15 كم من المسارات بين القصب والشواطئ، يمكنك كذلك مشاهدة طيور الفلامينكو، والمباني السمكية القديمة لأسماك التونة التي تبدو وكأنها أطلال يونانية. يتم فتح أبواب متحف التونة في الصباح فقط. ويوجد هناك مقهى بجوار موقف السيارات، والذي يقدم الوجبات الخفيفة والمشروبات تحت ظل الأشجار، وكذلك "لوبار"، الذي يقدم مقبلات راقية كمشروبات مع الطماطم المجفف والمكسرات والزيتون.
ويقطن علية القوم في "مرزاممي"، وهي قرية صيد معروفة منذ فترة طويلة بالمأكولات البحرية الجيدة التي تم اكتشافها بشكل كامل الآن، وهي موطن قديم لعدد من المطاعم والحانات والمحلات، ويوجد هناك محال البقالة لشراء مستلزمات التنزه بأسعار عادية. وإذا ما كن تبحث عن المدينة المثالية فإليك "بورتوبالو دي كابو باسيرو"، وهي المدينة التي تقع أقصي جنوب إيطاليا، وتضم قلعة ومنارة وشاطئ صغير. وتقع الشواطئ الأكبر والنقطة الأكثر جنوبا في إيطاليا، "إسولا ديل كورنتي"، على بعد مسافة قصيرة بالسيارة. وهناك يمكنك أن تأكل الجمبري المشوي مقابل 8 يورو في حانة الشاطئ "لو سسيالاي "، حيث ستعتقد أنك في الواقع أكثر قرباً من تونس أو الجزائر.
ويوجد هناك الكثير لرؤيته والقيام به في جميع أنحاء سيراكوزا، حيث يمكنك الإقامة في فيلا لبضعة أيام، والتي يمكن أن تكون بأسعار معقولة جدا بخلاف شهر أغسطس/آب. فيلا " لو سكوجليو" بالقرب فونتين بيانش بها حدائق واسعة وشرفات، ويمكنك الوصول المباشر والسهل إلى الصخور للتمتع بالسباحة. ويقع فندق "كاسا دي كاروبي" الجديد في مدينة بورتوبالو، ويضم سبع غرف، يبدأ سعر الغرفة المزدوجة من 50 يورو مبيت وإفطار، بما في ذلك غرفة عائلية بجانب بركة السباحة). لإن الإفطار أساسي، وهو عبارة عن عبارة عن قهوة وفاكهة ومعجنات) وغرفتين لهما شرفات صغيرة لها إطلالة رائعة على البحر بزاوية 270 درجة.
ويقع فندق إريمو ديلا جوبيليانا ذو الخمس نجوم بالقرب من موديكا وقريب من مطار كوميسو وهو دير مجدد يعود للقرن الثاني عشر، ويضم بركة سباحة في حديقة باسوار ويمكنك تناول الأطعمة الفاخرة في فناءه على ضوء الشموع، يتراوح سعر الغرفة المزدوجة الأصغر حجما مقابل 100 يورو لليلة.
وفي مدينة تاورمينا، تتميز المطاعم بإطلالات رائعة. يمكنك أن تنفق المال على الطعام في روسو بيبيرونسينو، في زقاق خلف الكاتدرائية، حيث يقدم الرافيولي مع الريكوتا واللوز والفستق مقابل 9 يورو، أو سلطة البرتقال مع الكراث. وفي سافوكا، يوجد طاه بارع يدعي "فرانشيسكو توستو"، هو طاه في بورغو سان روكو، حيث يمكنك تذوق المعكرون الباشيري المليئة الباذنجان والطماطم بمذاق لا ينسى، وكذلك طبق سمك التونة، وحساء الأرنب مع الشوكولاته الموديكا مع النبيذ مقابل 45 يورو.