روما ـ ريتا مهنا
تعد إيطاليا مكانًا مناسبًا للسياح الباحثين عن الأسعار المنخفضة، والطعام الجيد، والأجواء الرائعة، حيث تشتهر بكونها وجهةً مثاليةً لقضاء العطلات، فقد وضعت على مركز المنافسة مرة أخرى مع فرنسا وسويسرا والنمسا، إذ توفّر الشواطئ، الجزر، المدن التاريخية، الحطام اليوناني والروماني القديم، البحيرات، الفن العالمي الشهير، الطعام اللذيذ والنبيذ الشهي مع التركيز على المتعة والاسترخاء بدلًا من التميز الرياضي، ويتم الترحيب بالأسر التي لديها أطفال صغار حتى في أكثر الفنادق والمطاعم الأنيقة.
وتتميز إيطاليا أيضًا بامتلاكها أماكن رائعة للتزلج في جبال الألب والدولوميت، والتي تتمتع بمناظر جميلة ومتنوعة من التضاريس لا تقبل المنافسة، كما أنها أيضًا موطن لمنطقة "سيلا روندا" الشهيرة وهو طريق تزلج دائري حول جبال سيلا، التي تعد كتلة من الحجر الجيري، ويوجد في المنطقة مجموعة من المنتجعات.
والجدير بالذكر أن الغطاء الثلجي على مدى الأعوام الأربعين الماضية لم يكن جديرًا بالثقة في كل مكان كما كان يود الإيطاليون، ومنتجعات سيلا روندا وغيرها من الوجهات في الدولوميت تفتقد إلى العواصف الشتوية العادية التي تضرب القمم النمساوية "تيرول" بأقل من 100 كم إلى الشمال، لكن صناعة الثلج عالية الكفاءة تعني أنه حتى عندما لا يكون هناك غطاء طبيعيًا تقريبًا، فإن المنتجعات تتمكن من الحفاظ على العديد من الأميال من التزلج في حالة أصلية.
وقد استفادت منتجعات إيطالية أخرى مثل سيستريير وباردونيشيا من نمط الطقس المتوسطي الذي أنتج بعضًا من أفضل الثلوج في أوروبا على مدى فترة عيد الميلاد الجافة في 2016، كما أن الأسعار للشخص الواحد لمدة سبع ليال تعد رخيصة، حيث تشمل الأسعار الرحلات الجوية والنقل والإقامة مع وجبتي طعام، وهي تستند إلى شخصين يتقاسمان غرفة مزدوجة، ويوجد شاليهات تقدم نصف إقامة بالإضافة إلى شاي بعد الظهر والنبيذ مع العشاء.
الأفضل للمبتدئين: منتجع "باسو تونالي"
وتصل مساحة هذه القرية ذات القيمة الكبيرة، إلى 1،880 مترًا، وترتفع أعلى نقطة إلى 3،088 مترًا، إنها واحدة من عدد قليل من المنتجعات الإيطالية المناسبة للتزلج من أواخر أكتوبر إلى منتصف يونيو، وذلك بفضل بريسينا الجليدية التي تمتد في 3000 م، وهذا هو السبب في تدريب فرق التزلج الوطنية الإيطالية هناك، وتتميز هذه المسارات بتخصيصها بشكل أساسي للمبتدئين والمتوسطين، ويرتبط الممر الجبلي "تونالي" أيضًا بالارتفاعات المرتبطة بمنحدرات "بونتي دي لينو" و"تيمو"، التي تقدم للمتزلجين المتقدمين المزيد من التحديات، وتحاط جميعها بمرتفعات أداميلو، وقد تم تطوير مناطق التزلج لتكون كيانًا واحدًا في الأعوام الأخيرة، والذهاب من خلال ممر تونيال الجبلي.
وتم تثبيت مصعد الجندول الذي يشبه التلفريك، عام 2015/2016، ما جعل من السهل الوصول إلى النهر الجليدي، ويمكن الذهاب من ممر باسو بريسينا "3000م"، ويمكن لغير المتزلجين والمبتدئين أيضًا استخدام المصعد للاستمتاع بمناظر بانورامية من جبال الألب الإيطالية.
فيما تشكل هذه المنطقة واجهة مثالية لتعلم التزلج، دون تهديد من المستخدمين المتقدمين، كما أن هناك نوعان من مدارس التزلج على الجليد: "تونال بريسينا" و"بونتي تونال"، والتي تقدم مستوى لائق للتعليم، وننصحك عند حجز درس، أن تطلب من المدرب أن يتحدث باللغة الإنجليزية.
وقد تم تطوير المنتجع أساسًا لخدمة المنحدرات، وتتميز المباني بالهدوء في الغالب على غرار الشاليهات، إنها هادئة عمومًا خلال الأسبوع، ولكن تدب بها الحياة خلال العطلات الإيطالية وفي عطلة نهاية الأسبوع، وتأكد من تناول وجبة في فندق لا ميراندولا، الذي يقع فوق المنتجع الرئيسي، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، ويحتوي المطعم على سقف حجري مقبب، ويمكن الوصول إليه في المساء بواسطة سيارة الثلج.
ومن أجل الترحيب والخدمة الودية، فإن فندق "أداميلو" المدار عائليًا هو أنسب المطاعم، حيث تقدم الطعام الجيد، بما في ذلك بوفيه غداء، وهناك أيضًا غرفة ألعاب للأطفال، وسعر الليلة تبدأ من 589 جنيه إسترليني.
الأفضل للمتوسطين: منتجع كورفارا
تقع قرية كورفارا النابضة بالحيوية والصديقة للأسرة، بجانب سان كاسيانو المجاورة التي هي أصغر وأكثر هدوءً، على مفترق طرق ملعبين ضخمين وسيطين، وتوفر منطقة التزلج ألتا باديا المحلية سهولة الوصول إلى الممر الجبلي سيلا روندا، وكلاهما غني بالأشكال الحمراء القوية التي تعزز الثقة والتي عادة ما يتم إعدادها بشكل جيد، كما أنها موطن لبعض المطاعم الجبلية اللذيذة.
وعند غروب الشمس، تتحول المنحدرات وصخور الدولوميت لمنظر بانورامي ساحر، كما توجد الكثير من الفنادق الفاخرة التي تحظى بتقدير كبير هنا، ويقدم فندق "لا بيرلا" ذو الـ 4 نجوم في كورفارا المأكولات الرائعة والخدمة الممتازة في أجواء مريحة ويتميز بقبو نبيذ واسع ومذهل، في حين يشتهر فندق "بوستا زيرم" من فئة الأربعة نجوم بمأكولاته الرائعة وسبافاخر.
في حين أن فندق روزا ألبينا ذو الـ 5 نجوم، يقع في سان كاسيانو، يضم غرفًا مصممة بشكل فردي، ويضم مطعمين من الدرجة الأولى، ولتناول الطعام على ارتفاع مع إطلالة رائعة على الجبل، يوصى بزيارة "بيز بو ألبين لاونج" بجانب المحطة العليا من تلفريك "Boè" التي تغادر من وسط كورفارا.
ويتمتع فندق "لا بلازا" ذو الثلاث نجوم بسمعة قوية للطعام الجيد والجو العائلي، وهو خيار جيد لمحبي الاسترخاء، ويحتوي هذا الفندق المدار عائليًا على غرف جذابة، فضلًا عن سبا صغير.
منتجع ألاجنا: الأفضل للمحترفين
تلك القرية الصغيرة الخلابة - تكتمل بوجود الكنيسة الحجرية والبيوت الخشبية القديمة الجذابة - في منطقة التزلج مونتيروسا العملاقة بعيدًا عن المحافل المحلية المحدودة، توفر مساحات من الغطاء الثلجي ومجموعة من التحديات الصعبة للمحترفين في التزلج، ويدعي البعض أن مرتفعات باككونتري تنافس "شامونيكس"، في فرنسا.
إنه ليس مكانًا للمبتدئين على الرغم من ذلك فهو مناس لأي شخص مهتم بأي شكل من أشكال الحياة الليلية، ولا يوجد في ألاجنا نفسها سوى 15كم من مناطق التزلج، ولكنها ترتبط بمنتجعات غريسوني وتشامبولوك الأكثر توسطًا - وكلها مغطاة بممر تزلج مونتيروسا وتقدم 200 كم من أماكن مختلفة من التحديات، ومع ذلك، فمن الأفضل للبقاء في ألاجنا من أجل الزحلقة.
ويقع المنتجع على ارتفاع 1212م وترتفع المصاعد كالتلفريك إلى 3،275م، وتعد نقطة الانطلاق بمثابة مساعدة للخبراء لاستكشاف التضاريس، ويمكنك البقاء في "زيمر كاسا براتي" وهو منزل ريفي تم تجديده بشكل جميل في موقع متميز، ويقدم ضيافة ودية وغرفًا مريحة تتميز بالخشب التقليدي والحجر، والتكلفة تبدأ من 58 يورو لليلة الواحدة للشخص الواحد.
كما يمكنك البقاء في "أراببا" على طريق سيلا روندا، والذي يعد قاعدة مريحة يمكن من خلالها استكشاف المنحدرات، إن الأماكن المغلقة هنا تشمل بعض الطرق المذهلة، فكورتينا دي أمبيزو لديها أيضًا بعض المسارات الصعبة.
-منتجع سيرفينيا
وهو منتجع يقع على مرتفاعات عالية ويضم مسافات طويلة رائعة من الغطاء الثلجي، وحتى في فصل الشتاء الإيطالي الأكثر جفافًا تغطي الثلوج المنتج من الأعلى إلى الأسفل التي تكاد تكون مضمونة من ديسمبر وحتى نهاية أبريل/ نيسان، كما أن النهر الجليدي مفتوح أيضًا للتزلج الصيفي والتزحلق على الجليد من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول.
ويضم سيرفينيا 160كم من أماكن التزلج التي تغطى بالمرتفعات المحلية وترتبط بمنطقة زيرمات في سويسرا التي تشمل منتجعاتي على مسافة 360 كم على الرغم من أن هذه الأرقام يصعب التحقق منها، وهذا ليس أجمل منتجع في جبال الألب، ولكن منحدراته توفر ملعبًا رائعًا، يسمح للمبتدئين بكسب ثقة هائلة في منطقة جبلية واسعة.
وللضيافة الجبلية الأصيلة، يعتبر فندق "بوكانيف" ذو الأربعة نجوم خيارًا متميزًا، حيث يقدم الموظفون الذين يرتدون اللباس المحلي التقليدي ترحيبًا حارًا، وتتميز غرف النوم ذات التصميم الفردي بأثاث عتيق، ويقع فندق بوكانيف في مكان مركزي، على بعد 3 دقائق سيرًا على الأقدام من أقرب مصعد، ويقدم المأكولات الجيدة.
"كورتينا دامبيتزو": أفضل منتجعات السحر والرومانسية
يعد "كورتينا دامبيتزو" وجهة إيطاليا أنيقة، وهو منطقة جبلية قديمة وتحيط بها الكاتدرائيات المرتفعة من الحجر الرملي، ويهيمن على المركز برج الجرس الأخضر والأبيض والقصور الكبرى التي تعود للقرن التاسع عشر، وعلى الرغم من كونها قد احتلت على مر القرون من قبل الغزاة الأجانب، بما في ذلك النمسا وحتى الأميركيين في عام 1945، حافظت كورتينا على الاستقلال الروحي من تلقاء نفسها، في حين أن سكان المدن والقرى المحيطة يتحدثون في المقام الأول الإيطالية أو الألمانية، حيث أن الكورتينيين الأصليين يتشبثون بلغتهم القديمة للتحدث فيما بينهم.
وتنقسم كورتينا التي تقع على مسافة 115 كم من المنحدرات المغطاة بالثلوج إلى مناطق منفصلة، وتناسب المتزلجين المتوسطين والمحترفين، حيث أن هناك حفنة من الممرات الصعبة، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من أنشطة الزحلقة الأخرى، وهو متصل عبر ركوب الحافلة لمدة نصف ساعة إلى ممر سيلا روندا، وتوجه الحافلة المجانية إلى باسو فالزاريجو ويصل التلفريك إلى قمة لاغازوي التي تبلغ مساحتها 2788 مترًا.
وفي كورتينا نفسها، تلعب الأعمال التجارية للتزلج على الجليد دورًا هامًا بجانب الرياضة الاجتماعية، حيث يمكن للسياح التمتع بالتسوق في المحلات الأنيقة والمحلات التجارية العتيقة في كورسو إيطاليا، والشارع الرئيسي للمشاة، والجدير بالذكر أن كورتينا قد استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1956، ولذلك فهي تعد مركزًا للرياضات الشتوية المميزة، وبالرغم من ذلك، في العقود الأخيرة كان هناك نقصًا في الاستثمار بها، وبالتالي فشلت في جذب أعداد كبيرة من الزوار الدوليين.
وبدأت كورتينا في توسيع نطاق جاذبيتها من خلال تطوير تجارب جديدة؛ فندق "كول غالينا" في "باسو فالزاريجو" يقدم غرفة نوم مستقلة تتميز بالجدران والسقف المصنوع من الزجاج لتجربة لا تضاهى "ستارغازينغ"، كما يوفر الفندق الرحلات على الدراجات، بالإضافة إلى الرحلات الرياضية للاستمتاع بالتزلج على الجليد.
ويمكنك البقاء في فندق أنكورا ذو الـ 4 نجوم، مع شرفاته الخشبية التقليدية ورسوماته الجدارية، والذي يقع في قلب منطقة المشاة، ويقدم بعض من أرقى المأكولات في المدينة، في حين أن الغرف مزينة ومليئة بالتحف الجميلة، ويقدم سوق المدينة "أورتيساي" في فال غاردينا المباني والكنائس الساحرة وتحيط بها قمم مهيبة.
وتقدم منحدراتها المحلية الكثير من الرحلات البحرية المريحة، إنها مرتبطة بممر سيلا روندا، وفي الاتجاه الآخر، ترى واجهة ساحرة لأعلى المرتفعات الموجودة من جبال الألب في أوروبا، وتقع قرية سان كاسيانو الصغيرة والهادئة في ألتا باديا في وادي جذاب ملئ بالأشجار وتتميز بجو تقليدي.
سوز دي أولك: أفضل المنتجعات للحفلات
كان لدى سوز أولك سمعة جيدة في السبعينيات والثمانينيات تشبه سمعة منتجع ماغالوف الرئيسي في جزيرة مايوركا الإسبانية، حيث كانت الحانة أكثر أهمية من التزلج، وكانت القرية الإيطالية الساحرة في السابق تعود الآن على شاكلتها السابقة.
المنتجع يعد مركزًا جذابًا مرصوفًا بالحصى، ولكن معظم المنطقة تتكون من مباني حديثة تشبه المباني خارج المركز، كما أن هناك مناطق أكثر هدوءً وأكثر انعزالًا، كما أن لديه بعض من أفضل الأماكن في إيطاليا، مع التضاريس التي تربط بين منتجعات سانزيكاريو، سيستريير وعبر الحدود الفرنسية، إلى مونتجنيفر وبقية درب التبانة - منطقة واسعة مرتبطة بمسافة 400 كم من المحطات التي يخدمها 66 مصعدًا، وتنتشر المنحدرات المحلية عبر الجبال المرتفعة.
وفي قلب ممر سبورتينيا مجموعة من الجبال الوسطى من المطاعم والفنادق، وتصل الأسعار في هذا المنتجع إلى ما يقرب من ثلث تلك الموجودة في المنتجعات الفرنسية، لذلك تناول الطعام في الهواء الطلق والترفيه لا يحتاج تكلفة كبيرة.
ويمكنك البقاء في فندق غراند بيسون، والذي يقع في مكان هادئ بالقرب من القرية القديمة، ويعد أفضل فندق فئة أربعة نجوم، وتقع المصاعد على بعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام، ولكن هناك حافلة مجانية في أوقات محددة، وتتميز الغرف الحديثة بالأثاث الخشبي والحجري والجو الدافئ، كما أن مطبخه هو الأفضل في المدينة، ويضم الفندق سبا شاملًا "للبالغين فقط" مع حمام سباحة بمياه مالحة وغرفة بخار وساونا ومغطس مياه ساخن وصالة ألعاب رياضية.
تشامبولوك: أفضل المنتجعات العائلية
منطقة تزلج "مونتيروسا" التي تمتد على مسافة 200 كم، تعد واحدة من المناطق المميزة الأكثر تكرارًا في جبال الألب، وتعد تشامبولوك قرية ساحرة هامة، تمتلك جوًا إيطاليًا مريحًا وبعض الحانات اللائقة، وتطل على مناظر طبيعية مذهلة، بالرغم من ذلك هناك نقص عام من الحشود في المنطقة كما أن حركة المرور طفيفة.
ومن القرية، يوجد جندول يرتفع إلى منطقة كريست، حيث تقع المنحدرات للمبتدئين، من قرية فراتشي القريبة، التي تخدمها حافلة التزلج المجانية، يوفر القطار المعلق المزيد من الوصول المباشر نحو غريسوني، ألاجنا، وبقية منطقة مونتيروسا.
وتعد رعاية الأطفال محدودة للغاية في إيطاليا لأن العائلات الإيطالية تميل إلى إسناد رعاية الأطفال إلى الجدة والجد، لذلك، إذا كان السفر مع الأطفال الصغار فمن المنطقي أن تختار وجهة توفر الرحلات السياحية البريطانية لكل ما يلزم من رعاية الطفل.
ويضم فندق ريليس ديس غلاسيرس ذو الـ 4 نجوم سبا لطيفًا، ويقع قبالة الساحة الرئيسية، وعلى بعد 7 دقائق سيرًا على الأقدام من الجندول أو الوصول إليه بواسطة الحافلات المجانية، كما يحتوي على حوض استحمام ساخن كبير في الهواء الطلق وموظفين ودودين يقدمون عشاء للأطفال في وقت مبكر.
ويقدم فندق "إسبريت سكي" رعاية الأطفال مع المربيات البريطانية في شاليه الفندق في غريسوني المجاورة وكذلك في الشاليهات الأربعة في سيلفا. كلا المنتجعات هي صديقة للأسرة.