مسقط - عمان اليوم
تزخر بلادنا الغالية عمان بطبيعة خلابة وتضاريس بيئية نادرة تنفرد بها عن غيرها من الدول الأخرى مما جعل كل ذلك دورا للسلطنة في خارطة السياحة العالمية فهي موقع جذب سياحي يتميز بكنوز طبيعية وتراث وطني يتوافد إليه الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها من خلال بيئات مختلفة تمزج بين الساحل والسهل والجبل والبادية (الصحراء).
وفي هذا السياق نسلط الضوء على ولاية من ولايات محافظة ظفار تتمتع بطبيعة خلابة وتضاريس بيئية نادرة تشكل لوحة طبيعية ساحرة من خلال ما تحويه من مناظر خلابة وجمالية طبيعية ساحرة، ومن أبرز هذه المقومات الطبيعية كهوف ولاية رخيوت التي تنفرد بأشكالها وأنواعها وأحجامها وتكويناتها الجغرافية والبيئية حيث يوجد بالولاية أكثر من30 كهفا على امتداد الشريط الجبلي والساحلي والبادية حيث كانت تلك الكهوف تستخدم سابقا كمساكن وملاجئ آمنة لأبناء الولاية من تقلبات الطقس والطبيعية والمناخ ولا زالت البعض منها تستخدم حتى تاريخه في بعض مواسم السنة خاصة أصحاب المواشي وقد لعبت تلك الكهوف دورا هاما في الاستقرار الاجتماعي لدى سكان المنطقة وعدم هجرتهم الى مواقع بعيدة من تقلبات الأجواء وبما أن الولاية تنفرد ببيئات مختلفة منها الجبلية والساحلية والبادية نجد استخدام الكهوف على مدار السنة حيث في فصل الخريف يتم استخدام الكهوف التي تقع في مناطق النجد اما في موسمي الربيع (الصرب) والشتاء ينتقلوا الى الكهوف المتواجدة والمنتشرة في المواقع الجبلية والساحلية.
ويؤكد كبار السن بأن هذه الكهوف لعبت دورا مهما وحيويا في استقرار الناس والبعض منها حتى هذه اللحظة من خلال ايواء أسرتهم وحيواناتهم من تقلبات المناخ حيث تقسم البعض من هذه الكهوف للأسر وأجزاء منها للمواشي من خلال المواد الغير ثابتة حسب احتياج الاسر القاطنة وتتميز تلك الكهوف بالعديد من المقومات الطبيعية وكذلك مواقعها المختلفة سواء في قمم الجبال او على محاذاة الاودية او في مناطق النجد وكذلك على الشريط الساحلي فكل ذلك يلعب دورا من خلال فصول السنة المختلفة وحسب موقع الكهف، هناك كهوف تستخدم خلال فصل الخريف وأيضا لفصل الشتاء ومنها لفصل الربيع (الصرب).
ويتداول كبار السن عدة حكايات وقصص وذكريات جميلة تكمن في جانب المودة والأخوة بين الاهالي سكان المنطقة وعلاقتهم بتلك الكهوف التي قضوا فيها ذكريات جملية ومواقف جليلة في حياتهم. وفي الوقت الراهن أصبحت تلك الكهوف والمغارات معالم سياحية وأثرية يتوافد اليها العديد من السياح والزوار خاصة التي تقع في اماكن غير وعرة.
وتساهم هذه الكهوف والمغارات بشكل كبير في التنوع البيئي والسياحي اضافة الى دورها التي لعبته سابقا في ايواء الاسر والأفراد وكذلك المواشي حيث كانت ملجأ لهم من تقلبات المناخ وغيره، وأيضا تنشيط الحركة السياحية والبيئية من خلال التكوينات الصخرية النادرة، مما يعكس كل ذلك كنوز طبيعية وتراث وطني أصيل يحكي الماضي التليد لسلطنتنا الحبيبة فهي تتمتع بتكوينات جغرافية مختلفة بمختلف احجامها وأشكالها ومواقعها.
قد يهمك أيضا:
باهيا دي لا لونا الخيار الأمثل للتمتع بمهرب بعيدًا عن ضغوط العمل
مدينة الكرز في كردستان العراق تتزين بثوب أحمر قرمزي لاستقبال السائحين