الجزائر ـ سميرة عوام
تتميّز مدينة جيجل الساحرة، شرق الجزائر، التي تعرف إقبالاً منقطع النظير من طرف الزوار والسواح الأجانب، بمواقع أثرية عدة، منها موقع عين تسليل الأثري، والذي يضاهي جمالية الموقع الأثري
"تيمقاد" في مدينة باتنة. ويكتشف الزائر هناك منارة المعلم التاريخي، لاسيما في فصلي الشتاء والربيع، حيث تكون الجبال مكسوة بالثلوج، لتعكس ضوء الشمس بصورة طبيعيّة.
وفي المنحدرات، التي تفصل السلسلة الجبلية عن البحر، تتزواج الجبال وغابات الزيتون، والحقول الخضراء، لترسم لوحة فنية ساحرة.
وفي موقع "عين تسليل" الأثري يجد السائح الحمام الروماني، وخزان المياه، وفسيفساء من الرخام، تمّ اكتشافها عقب عملية حفر عشوائية، من طرف بعض سكان جيجل، فضلاً عن العديد من الأسوار والأعمدة، التي عبث بها الزمن، ويد الإنسان، على حد
سواء.
ويتوافد على هذا الموقع الأثري المؤرخون والباحثون عن الكنوز، والمعادن النفيسة، وذلك بناء على الأسطورة التي يتداولها أهالي جيجل، عن وجود حصان وعربة رومانية، من الذهب الخالص، مدفونان تحت الأرض، ما عرّض الموقع للنهب العشوائي.
ويتمتع المكان بجمالية عالية، كما تمّ تصنيفه الأجمل في الوطن العربي، نظرًا لعذرية الطبيعة، والمياه المتدفقة، التي يتخذها الزوار كعلاج لهم من الأمراض المستعصية، فضلاً عن التبرك بمقامات مدينة جيجل الساحرة، والتي صنّفت في خانة "الأماكن الأكثر مقصدًا في العالم"، إضافة إلى غابات الريحان، والزيتون، وأشجار السنديان، التي تعانق في حب كل زوارها، لاسيما المتزوجين حديثًا.