مسقط - عمان اليوم
لكل ولاية من ولايات بلادنا الغالية قصة بل قصص من قصص الجمال التي تحكى وتروى وتتداول على ألسنة أبنائها وولاية السيب قصة من قصص الجمال المكتوبة في صفحات التاريخ القديم والحديث والتي تستحق أن تروى.
فأينما اتجهت بين معالم وأماكن هذه الولاية العريقة تجد مفردات الجمال وتعايش معاني الدهشة، وهي تثير في نفسك الارتياح فقد حباها الله بالكثير من المواقع السياحية الجميلة التي تأسر فؤاد الزائرين لها، وتجعلهم يتعلقون بتكرار الزيارة إليها لمعايشة أجوائها البديعة المليئة بحركة الناس والحياة سواء من قبل مرتادي الشاطئ أو من قبل هواة التسوق في سوقها الشعبي العريق.
وتملك ولاية السيب العريقة شاطئا ساحرا غنيا بالتفاصيل العديدة، حيث الطريق البحري الذي يشكل محور حديثنا، وهو الطريق الذي يشكل صورة متداخلة تجمع بين مفردات الجمال، ويمكن للزائر لهذا الطريق أن يبدأ رحلته من منطقة الحيل الشمالية إحدى قرى الولاية الوادعة التي يقع جزء منها على هذا الشاطئ الجميل مروراً ببعض القرى المطلة والمحاذية للشريط البحري، ثم سوق الولاية الذي ينثر عبقه التاريخي في المكان ويترك انطباعه المذهل لدى كل زائر ثم سوق السمك وميناء الصيد البحري وانتهاءً بالممشى البحري الطويل الذي تم إنشاؤه من قبل بلدية مسقط حديثا والذي تم إعداده بطريقة مبتكرة وبلمسات هندسية وفنية غاية في الحداثة والتطور.
جمال الساحل الشرقي
الزائر للولاية يحتاج إلى وقت كافٍ للاستمتاع بجمال الوجه البحري للولاية وما يختزله من سمات جمالية فالشاطئ مهيأ تماما لقضاء أوقات ممتعة سواء في فترة الصباح الباكر أو في آخر المساء حيث من الممكن تناول وجبة بحرية فاخرة من المطاعم السياحية المتناثرة على امتداد الطريق البحري، كما أن المكان مهيأ للجلوس والاستمتاع بما فيه من جماليات متعددة وفريدة، ويمر الزائر على امتداد هذا الطريق بمجموعة من الأودية المعروفة في الولاية وهي ممرات مائية تأتي مساراتها من عمق الولاية لتفضي إلى البحر في نهاية المطاف عند جريانها وقت الأمطار وهي أودية معروفة تتسمى بها بعض القرى مثل وادي اللوامي ووادي البحائص وهناك أودية أخرى مثل وادي عبوده ووادي لعبه ووادي العرش وغيرها من الأودية العديدة القريبة من مصب البحر.
جامع فاطمة بنت علي
يعتبر جامع فاطمة بنت علي أحد الجوامع الكبيرة في الولاية وهو تحفة معمارية إسلامية تم بناؤه حديثا حيث افتتح عام 2018 ويقع على أحد جوانب هذا الطريق، ومع امتداد الطريق البحري تتراص المنازل والفلل الجميلة التي شيدت بطرازات مختلفة والتي تضفي جمالا آخر على جماليات المكان، ويمكن للزائر مشاهدة بيوت الصيادين التي أنشئت خصيصا لصيادي الولاية لتشكل المكان الآمن لهم ولأدوات الصيد الخاصة بهم مثل القوارب والشباك والآليات الأخرى التي تساعدهم على النزول إلى البحر والذي يمثل لهم سبيلا من سبل الرزق الوفير. وتختزل الذاكرة تفاصيل عودة هؤلاء الصيادين بالصيد الوفير حيث يمكن معايشة فرحة العودة وعلامات الرضا تكسو وجوه الصيادين العائدين إلى أهاليهم بالخير الوفير.
سوق الولاية والميناء
وفي الطريق إلى الشاطئ الساحر يمكن للزائر أن يمر بسوق السيب الذي يعد من أعرق أسواق السلطنة ومحافظة مسقط وهو نقطة الالتقاء بين التجار القادمين من شمال عمان ووسطها وتعرض فيه العديد من المنتجات المحلية كما يتوافد إليه الزائرون بشكل يومي من كل مكان ويقوم على العمل فيه أبناء الولاية بشكل يومي حيث يبيعون بضاعتهم ويؤدون أعمالهم بالقرب من منازلهم المتراصة على الشاطئ القريب، وليس ببعيد عن هذا السوق يتواجد سوق السمك الذي تعرض فيه أصناف الأسماك الطازجة ويرتاده أهالي الولاية والمقيمين للتزود منه بما لذ وطاب من خيرات البحر المتنوعة.
ويتواصل العمل في ميناء الولاية الكبير الذي يحوي العديد من المنشآت والذي يشكل أهمية لا تقل عن بقية مواقع التسوق التاريخية في الولاية، كما أن سوق الأسماك الجديد المرتقب إنشاؤه سيكون نقلة نوعية وإضافة جمالية أخرى من جماليات الولاية. حيث تعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة في دائرة التنمية السمكية بولاية السيب على نقل سوق الأسماك الحالي إلى مقره الجديد داخل ميناء الصيد البحري بالولاية.
وسيوفر السوق عددًا من المهن التقليدية المتعلقة بتجارة الأسماك حيث يتكوَّن من دورين ويشمل عدة مرافق خدمية أبرزها صالة للمزايدة (المناداة) اليومية على الأسماك وأماكن مخصصة للبيع بالتجزئة ومحلات لبيع الأسماك. ويقع ميناء الصيد البحري على مساحة مليون و278 ألفًا و868 مترًا مربعًا يحتوي على عدد من المرافق الحكومية والخدمية منها، وورش صيانة لمحرّكات القوارب والسفن و3 أرصفة عائمة بطول 35 مترًا ورصيف ثابت بطول 145 مترًا لإنزال الأسماك، ويبلغ عدد الصيادين بولاية السيب 1500 صياد ويبلغ عدد قوارب الصيد أكثر من 600 قارب وفق إحصائيات حديثة.
متنزه سور آل حديد
ويعد متنزه سور آل حديد أحد مفردات الجذب السياحي في ولاية السيب حيث يمتد هذا المتنزه بدءًا من ميناء الصيد البحري الجديد بالولاية لمسافة حوالي ثلاثة كيلو مترات حتى انتهاء الشاطئ بمنطقة سور آل حديد وقد تم إنشاء هذا المتنزه ليكون ملتقى للأسر لقضاء أوقات التنزه، ولمحبي المشي وممارسة الرياضة، كما يمكن للأطفال أن يجدوا ضالتهم من الألعاب التي تناسب أعمارهم مع وجود مساحات أخرى على الشاطئ للعب كرة القدم والسباحة ومساحات إضافية لجلوس العائلات التي تجتمع نهاية الأسبوع على نسمات هذا الشاطئ.
قد يهمك ايضاً
اللجنة العليا تقرر فتح الأنشطة التجارية في منطقة الوادي الكبير والحمرية