تعد شبه جزيرة داتكا، الواقعة في جنوب غرب تركيا، من أفضل الوجهات السياحية في العالم، لما تضمه من مناظر طبيعية ساحرة، لجبالها وشواطئها المطلة على بحر "إيجة"، التي تقدم واحة مليئة بالهدوء لمحبي الإستمتاع بالمنتجعات الطبيعية رائعة الجمال.

وتمتد "داتكا" على مساحة ضيقة تبلغ 80 كيلومترًا، وهي تفصل بين خليج جوكوفا الذي يمتد إلى الشمال، وخليج هيسارونو إلى الجنوب، ولذلك طرحت صحيفة "الغارديان" البريطانية دليل سفر للراغبين في قضاء عطلة ممتعة باعثة على التفاؤل في شبه الجزيرة، التي تضم مجموعة واسعة من أفضل الشواطئ والمطاعم والفنادق.

وتأخذ شبه جزيرة داتكا في محافظة موغلا في تركيا شكل الخنجر الأخضر لما تكسوه من حدائق غناءة شائعة، وهي نقطة التقاء بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، ويعتقد قدماء الإغريق أن زيوس، وهو مايعرف في الحضارة الإغريقية باسم "أب الألهة والبشر"، من أنشأ شخصيًا شبه الجزيرة، وذلك لما تتسم به من مناظر رائعة تضم النتوءات الصخرية الخلابة والمياه الزمردية، ويقول عالم الجغرافيا فيها سترابو: " إن الله أرسل أحب مخلوقاته إلى داتكا لكي يتسنى لهم العيش فترة أطول".

وتتميز "داتكا" بمرتفعاتها الصخرية، المتوجة بتلال من الصنوبر وبساتين الزيتون التي لا نهاية لها، والوديان الفارغة، والحدائق المليئة بنبات القنطريون العنبري الأزرق، والخلجان الواسعة والشواطئ المهجورة، والهواء المعطر برائحة الزعتر وإكليل الجبل والمريمية، كما تتميز بالقرى الهادئة، كما ينتشر الماعز على الطريق، وكبار السن الذين يفضلون الجلوس في المقاهي، التي تغطيها أشجار العنب.

وتعتبر شبه الجزيرة منعزلة، حيث تنحصر بين مدينة بودروم  المأهولة في الشمال، ومدينة مارماريس إلى الجنوب، وتتسم بمداخلها من الطرق الوعرة وابتعادها عن المطارات، ويفضل السياح زيارة الجزيرة والبقاء في المجموعة التي تضمها من أرقى الفنادق، كما يفضل الأتراك شراء المنازل الثانية في الجزيرة.

كما تتمتع شبه الجزيرة بتاريخ عظيم يضم بقايا الكوريين - الذين استقروا فيها عام 5400 قبل الميلاد، وثقافات ليديا، وبلاد فارس، والإمبراطوريات البيزنطية والعثمانية، ولاتزال هناك بقايا لهذا التاريخ الحافل الذي يضم أنقاض الكنيسة، والصهاريج القديمة، والقبور والمنشآت المدمرة التي كانت تنتج زيت الزيتون.

ويوجد على الشاطئ الجنوبي، ميناء في الوجهات الأمامية لـ" داتكا" وهو مكان مأهول بالسكان الأتراك، ولم يتم بنائها  للسياح ولكن هذا الشاطئ حافل بمعظم المطاعم التي تتميز بها شبه الجزيرة.

وتحمل التلال التي تطل فوق شبه الجزيرة "بلدة داتكا" القديمة، والتي كانت مهجورة في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن مع حدوث النهضة، تحولت إلى ساحل يمتد على طول 235 ميل، التي تضم قرى داتكا الهادئة والمناظر الطبيعية، وتضم أجمل الكنوز الطبيعية، وهي الأطلال اليونانية القديمة لمدينة كنيدوس التي تضم ميناءًا، يقع عند التقاء البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه.

وكان هذا الميناء القديم يستخدم كميناء للشحن،  في القرن الثامن قبل الميلاد، والذي كان موطنًا لنخبة من علماء الفلك والرياضيات والأطباء والمهندسين المعماريين، بما في ذلك المهندس المعماري الذي صمم منارة الإسكندرية، واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم، وإلهة الجمال أفروديت وكانت عبارة عن تمثال عارية.

وتمتلئ شبه الجزيرة بالتلال التي تغطيها الغابات والوديان المتعرجة، كما أن لموقعها المزيد من الميزات والخصلات الروحية، لمحبي الهدوء والصمت، أثناء تسلق المسرح العتيق والتقاط البابونج على سفح التل، كما تضم مدينة الرخام مع شرفات تطل على البحر، التي تمتلئ  بالمعابد القديمة، كما تعد موطنًا لـ70 ألف شخص، كما يوجد هناك مطعم على الطراز القديم الذي يقدم أنواعًا مختلفة من السلطات والمشهيات والأسماك والكفته الشهية.

ويمكن أن تتخيل الشواطئ الرائعة التي تتميز بها شبه الجزيرة، فهي تمتلئ الخلجان الصغيرة والخلجان الأكبر والشواطئ الحصى أو الشواطئ الرملية،  وتشترك جميع الشواطئ بنفس الميزات الطبيعية من الجو الرائع وحتى المياه الفيروزية البلورية، وغالبًا ما تظل المياه الضحلة لبعض المسافة من الشاطئ، مما يجعلها آمنة للأطفال الصغار.

كما تتميز بالعديد من القرى الرائعة مثل قرية " "Orhaniye، الهادئة حيث مساحات ممتدة من الرمال التي يمكن السير عليها، للخروج إلى الخليج، كما يوجد في شرق كنيدوس، قرية الصيد الساحرة  "Palamut BUKU"  التي تضم أروع المطاعم الساحرة، ويمتد شاطئه على طول 2 كم، كما توجد قرية "كيرجي" التي يوجد بها مجموعة قليلة من المقاهي، المظللة بأشجار العنب، كما يوجد أيضًا الخلجان الثلاثة الرائعة Hayıtbük و Kızılbük  وOvabükü   وهي مثالية لقضاء يوم  كامل على الشاطئ .

كما تتميز شبه الجزيرة بخليج "" Domuzbüku من المياه الفيروزية الساحرة، التي يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب، ويمكن للسياح التجول في الرحلات الترفيهية باليخت والقوارب.

وتوجد قرية "إسكي داتكا" أو "داتكا القديمة" التي تضم مجموعة رائعة من الممرات المرصوفة بالحجارة، وحدائق الغناءة، وأوعية النباتات، والجدران التي تزينها النبتات الجهنمية أو ماتعرف باسم "بوغنفيليه"، كما تضم مجموعة رائعة من المقاهي الصغيرة والمحلات التجارية.

وبات من الممكن الاستمتاع بوقت رائع في جزيرة "سيمي"، والتي تبعد حوالي 50 دقيقة من شبه جزيرة داتكا، وهي عبارة عن جزيرة يونانية تمزج بين الجمال الكلاسيكي والحديث، وازدهرت الجزيرة في القرن الـ19، بممارسة الغوص وبناء القوارب والعديد من المنازل الأنيقة.

وتعد مكانًا رائعًا للمشي واكتشاف أماكن سرية والمنازل الجميلة القديمة، يمكن الوصول إليها عن طريق الزوارق التي  تغادر من الميناء الرئيسي لمدينة داتكا، أو يمكنك حجز رحلة إليها عبر أي فندق.

ومن أفضل المطاعم لتناول الطعام:
مطعم "فيفزي" في مدينة داتكا: وهو عبارة عن مطعم صغير لبيع الأسماك، وتناوله في الهواء الطلق على طاولات زرقاء وبيضاء، ويتم استهلال الطعام بأطباق المشهيات الرئيسية.

لمزيد من المعلومات يمكن زيارة الموقع fevzis.com أو الإتصال على +90 252 712 9746
ومطعم "كوليناريوم" في الهواء الطلق في مدينة داتكا: وهو يطل على ميناء "داتكا" الرئيسي، الذي يديرها الثنائي التركي-الألماني فاروق وأورليك، الذين يستخدمون المكونات المحلية لطهي أطباق أوروبية، مثل شرائح اللحم الكامل، والرافيولي والزعفران والكوسا محشوة والآيس كريم البيتي.

لمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع culinarium-datca.com  أو الإتصال على   +90 252 712 9770
ومن أروع الفنادق في "داتكا" فندق وقصرمحمد علي آغا في قرية Reşadiye:
وهو يبعد بضعة أميال من وسط مدينة داتكا، ويقدم هناك خدمة نقل مجانية إلى الشاطئ الخاص المملوكة للفندق، ويتكون من 18 غرفة فاخرة، ويتميز بالعديد من الميزات المذهلة، بما في ذلك الحمام، والسقوف المنحوتة، والجدارية، والمواقد، وبساتين اللوز والزيتون وأشجار الحمضيات والورود.

 كما يشتهر بمطعم  "Elaki" في قبو الفندق والذي يقدم أفخر أنواع النبيذ ووجبات إفطار، المكونة من العسل المحلي والفواكه والجبن والبيض والخضار الطازج والزيتون، كما يقدم في العشاء أطباق محلية من الأسماك الطازجة والدجاج المطبوخة، ويقدم الفندق غرفة زوجية بسعر 132 جنيه استرليني، ولمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع kocaev.com ، أو الإتصال على +90 252 712 9257 .

كما يمكن حجز رحلات الطيران عن طريق شركة الطيران البريطانية"مونارك" حيث تنطلق الرحلات الجوية إلى "دالامان" من بيرمينغهام وجاتويك وليدز برادفورد ومانشستر ولوتر، وتبلغ سعر تذكرة الإتجاه الواحد حوالي 34 جنيه استرليني شاملة الضريبة، ولمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع (monarch.co.uk).