قرية "كوكو بوليزي" في روما
الدار البيضاء ـ سمية ألوكاي
بُنيت قرية "كوكو بوليزي" لتمنح قيمة للهندسة المعمارية في جانبها التقليدي، وضمانًا لاستمرارية التقليد المغربي، والموروث الثقافي لمدينة أغادير، وهي قرية سياحية ذات اسم إيطالي
، جنوب المغرب، بناها مهندس ديكور مختص، أثرت ولادته في المغرب، وشغفه به، على أعماله.
وتقترح القرية، وسط غابة لفاكهة الأوكاليبتوس، وكثبان رملية، لزوارها فضاءات بين أحضان الطبيعة لتذوق المأكولات التقليدية لمدينة أغادير، وارتشاف كؤوس الشاي في جو حالم وهادئ، لا يسمع فيه غير زقزقة الطيور، وكلمات أمازيغية يجود بها لسان العاملين في هذه القرية.
ولا يمكن للسائح مغادرة المكان دون أخذ صور للذكرى، واقتناء معروضات تقليدية يعرضها تجار القرية الثقافية للبيع، والذين اجتمعوا في ورشات مختلفة، ومن بين معروضاتهم زيوت وأعشاب تقليدية، ومنحوتات يدوية، وملابس وأحذية تقليدية للنساء والرجال، وحلي ومجوهرات تبرز خصوصية مدينة أغادير وموروثها الثقافي والإبداعي.
وأكد الصُناع، في حديث مع "العرب اليوم"، على ضرورة اقتسام الحرفة التقليدية في أشكالها المختلفة مع الأجيال المقبلة، لحمايتها من الزوال والحفاظ عليها من الاندثار.
واختزلت قرية كوكو بوليزي الزمن وجمعت خصوصية المدينة المغربية في فضاء واحد، هندسة وديكور القرية يعطيان فضولاً للتساؤل عن سر جمالها الساحر، لاسيما أمام عظمة التصاميم الهندسية ورقيها، والطرق التقليدية التي اعتمدت في تصميم المكان، من خلال استعمال الأحجار والطوب والطين واعتماد الأسقف المصنوعة من الخشب، بأشكال مختلفة متناغمة مع جدران تتراقص في حضن أبواب خشبية، لا تخرج عن لمستها التقليدية.
ويوحي هذا المكان إلى المدن القديمة للمغرب، لاسيما المدن العربية والأمازيغية، وسكونه يضفي عليه سحرًا خاصًا، ويغري السائح من أجل معاودة الزيارة مرة أخرى.
اعتمدت قرية كوكو بوليزي في هندستها المعمارية على مزيج من التأثيرات الخارجية والأجنبية، ومجمل المواد المستعملة في بناء هذه القرية السياحية تم جلبها من المناطق المجاورة لمدينة أغادير، أو من باقي مناطق المغرب، من ذلك مثلاً جلب الأحجار الحمراء من منطقة أركانة، والألواح الخضراء من منطقة أنزي في مدينة تزنيت، والأحجار البيضاء من مدينة أغادير، ثم أحجار منطقة بوسكورة الموجودة في ضواحي مدينة الدار البيضاء.