لندن ـ رانيا سجعان
منذ اللوحات الحسية لجورجيا أوكيفي لم يقدم أي فنان هذا الكم من الحسية من خلال الزهور، في الموضة التي قدمها الفنان كريستوفر كين، الذي "كهرب" أسبوع
الموضة، في لندن، الاثنين، مع مجموعة من الأزياء التي أبرزت منحنيات الجسم، كاشفة عن الجلد، خلال بتلات معدنية الإطار. وتدور المجموعة بشأن إبراز جمال اللون الوردي، ونعومة حبوب اللقاح الرقيقة، والطيات الدقيقة للتنانير التي تصل إلى منتصف الساق، واستخدمت كلمة "زهرة" كطباعة على صدر بعض السترات.
ويذكر المصمم، في لقاء وراء الكواليس، قائلاً "كنت أفكر دائماً في الزهور على أنها أكثر من مجرد كائن جميل المنظر، فهي تمنحنا الأكسجين وتبقينا على قيد الحياة، أعطتني علوم الجنس في المدرسة، رسمًا تخطيطيًا للتكاثر الجنسي للزهرة. ووجدت أن تشريح المرأة يشبه تشريح الزهرة إلى حد كبير، إنها مثل الزهرة تتحول مع الزى المناسب إلى كائن يتألق بالحسية".
كان الجزء الأكثر جمالاً في مجموعة كين ،31 عامًا، أن نرى أن تصميمات الزهور لديه وصلت إلى الإزهار الكامل، كل شيء تغير، بداية من مكان العرض في مستودع من القرميد الكلاسيكي، إلى الأزياء ذاتها، والتي تحولت من النمط الذي يناسب الفتيات الصغيرات الذي طغى على مجموعاته السابقة، إلى الأنوثة الناضجة. وبدا أن التفاصيل كلها اختيرت بعناية، بداية من الأحذية التي تعود موضتها إلى الثلاثينات، إلى المشابك التي على شكل التمساح، والمستخدمة في إغلاق حزام الكتف، كإحدى الفساتين أو لتزيين التنورة. وبعيدًا عن كل هذا، كانت الملابس تتمتع بالأصالة والجمال اللذان يجعلاها قابلة للارتداء في الأوقات كلها.
وقالت شركة "كيرنج"، التي اشترت أغلبية الحصص في شركة كين كريستوفر العام الماضي، إنها ستفتتح، هذا الأسبوع، أول متجر للمصمم في شارع ماونت الشهير في منطقة مايفير في لندن. وسيعقب ذلك، جولة مطولة في عواصم الموضة مثل نيويورك وميلانو و باريس، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة، فرانسوا هنري بينو، والذي جلس في الصفوف الأمامية أثناء العرض.
وأضاف "أنه حتى الآن لم نستقر على فكرة يقوم عليها تصميم المتجر، وعلى كريستوفر أن يتوصل إلى الفكرة التي يريد أن تكون موضوع تصميم المحل، وإذا حكمنا من خلال المجموعة التي قدمها، فاعتقد أن الفكرة التي سيتوصل لها، ستكون جميلة مع مسحة من الجنس ورؤية واضحة وضوح الشمس".
وكانت الزهور، مرة أخرى، في مركز الصدارة في عرض بربري برورسوم ، وحضرت الزهرة الانكليزية، التي أمطرت بتلاتها ختام العرض، في ذهن المصمم.
ويقول كريستوفر بايلي، من وراء الكواليس، "أردت حقًا أن أضيف قليلاً من الدلال، لقد بدأ الأمر بنوع من المزاج وليس فكرة يقوم عليها العرض، روح لطيفة، ألطف وأكثر دفئاً، وأكثر تقبلاً. ويقول المصمم "كنت أرغب حقاً في أن يكون العرض رقيقاً ومشرقاً، وأحببت فكرة كل هذه الورود الإنكليزية قليلاً، كانت الألوان رقيقة، واستخدمت الكثير من الأربطة الإنكليزية من نوتنغهام، والكثير من الكشمير الاسكتلندي، أنها مجموعة بريطانية للغاية".
كان هذا صحيحًا بالنسبة للسترات المحبوكة التي خطفت الأضواء من السترات التقليدية في العرض، كذلك بالنسبة لألوان البساتين المحلية الحلوة التي تدرجت من الأخضر بدرجاته إلى لون الفراولة، ذلك بعيداً عن الكاب البلاستيكي الشفاف الذي ارتدته العارضة الساخنة، كارا ديلفينج، على كتفيها في ختام العرض، وكان هناك القليل جدًا من معاطف بربري التي من شأنها أن تكون مفيدة جدًا في أحد أيام شهر أيلول/سبتمبر الممطرة.
وبدلاً من ذلك، كانت هناك المعاطف، المخاطة، والعادية، وذات الألوان العذبة، مع لمسة من البساطة مع سحر المدينة، التي تم ارتداؤها فوق بلوزات وتنانير، في الغالب شفافة أو من الدانتيل. لدى بيلي وسيلة لخلق روابط بين مجموعاته المختلفة، فهذا السروال الداخلي من الدانتيل المرئي أو باستخدام القماش المنقط بدوائر كبية والمسمى نقطة البولكا، ولكن هذا العرض، دون أي مبالغة، له صفاء خاص.
كذلك كانت مجموعة "إردم"، ذات جمال خاص، سواء أخذت في اعتبارك، أو لم تأخذ، الأحذية الأنيقة التي صممت خصيصًا لتتماشى مع الدانتيل والشيفون باللونين الأسود والأبيض.
وأضاف البيانو والتشيلو لمسة رقيقة على المجموعة التي بدا واضحاً منها، أن المصمم اردم موراليغو، ترك وراءه التصميمات ذات المطبوعات الملونة والفساتين التي تظهر ثنايا الجسم، لينتقل إلى تصميمات أكثر رقة ونعومة.
وكان هناك ظهور واضح أيضًا لبيت أزياء ديور، من حيث التطريز اليدوي، والذي كان له تأثير رائع، ظهر على الأزهار المطرزة على صدر بعض البلوزات والسترات، ذات الألوان المنمقة.
"ملامح "، هو الاسم الذي اختاره المصمم ماريوس شواب لمجموعته، والذي بدا من خلاله أنه يفكر أكثر من أي وقت في كيفية إظهار جمال جسد المرأة، والهدف هو تقديم ملابس تبرز رشاقة الجسد، لكن ليس بطريقة جنسية أو بشكل واضح. بدلاً من ذلك، كان هناك خطوط من الرسومات على الفساتين تظهر رشاقة الجسم، كما لو كانت تتبع النحت من خلال قطعة من القماش.
وظهرت أعمال الرسام والنحات الذي ظهر في الستينات، شواب ألين جونز، واعتاد رسم الأجساد الرشيقة، أكثر تقييدًا من حيث الحسية والجنسية، وكان هناك قليل من الفساتين ذات الطراز الإغريقي التي تذكرنا بأصول السيد شواب، وكذلك الأحذية اليونانية ذات السوار المعدني حول الكاحل لتتناسب مع فساتين الآلهة البسيطة.
وانتقل جوناثان سوندرز، المعروف بكتل الرسم ذات الألوان الجريئة والأشكال الهندسية، إلى اتجاه مختلف، وبدت تصميماته الحريرية اللينة الرياضية الطابع، وكأن هايت آشبورى يلتقي شينا تاون في سان فرانسيسكو في السبعينات.وبدت إمكانية ارتداء السترة القصيرة فوق قميص من الأزهار، مع سروال قصير من الساتان، أو أن كل أنواع السترات القصيرة يمن ارتداءها حتى الخصر مع مختلف السراويل والتنانير.
وارتقت نوعية الأقمشة الحريرية التي جاءت بألوان قوس قزح بهذه النزعة إلى "النمط الهيبى"، لتجعلها تليق بالقرن 21، وعندما تم ارتداء سترة أنيقة بلون غروب الشمس مع تنورة ضيقة، كانت الطلة في غاية الحداثة والأناقة.
ومن الأشياء التي ذكرتنا بذلك، هو كيف كان نمط سوندرز فيما قبل، رؤية زوجة رئيس الوزراء البريطاني، سامانثا كاميرون، وهى تجلس في الصفوف الأمامية في عرض روكساند للينكيك، مرتدية تنورة برتقالية اللون، مشرقة من تصميم سوندرز.