قال مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر اليوم الأربعاء إن النظام السوري قادر على القيام بـ"انتاج محدود" لأسلحة بيولوجية، مستبعداً أي حسم في مسار النزاع على الأرض في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة. وأوضح كلابر في شهادة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي "نعتقد أن بعض عناصر الأسلحة البيولوجية السورية تطورت وتجاوزت مرحلة البحث والتطوير وقد تكون قادرة على انتاج محدود للعناصر". ولكنه أردف "حسب علمنا، لم تحوّل سوريا العناصر البيولوجية إلى أسلحة ولم تضعها في أنظمة لإيصالها ولكنها تملك أنظمة أسلحة تقليدية يمكن تعديلها لإيصال عناصر بيولوجية". ويأتي هذا التصريح بعد بدء عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، حذّر كلابر من أن سوريا باتت أرضاً للحرب بالوكالة بين إيران وحزب الله من جهة ودول عربية سنية من جهة أخرى. وأضاف "نعتقد أن النظام السوري والعديد من المتمردين يؤمنون أن بإمكانهم تحقيق نصر عسكري في النزاع الجاري. ولكن استناداً إلى قدرات الطرفين ومستوى الدعم الخارجي، فإن تغيير مسار النزاع بشكل حاسم خلال الأشهر الستة المقبلة سيكون صعباً على الطرفين". وأشار إلى أن الرئيس بشار الأسد يستمر برفض التفاوض على التخلي عن السلطة وقال "بالتأكيد يعتزم الأسد البقاء كحاكم لسوريا ويخطط لكسب ولاية جديدة لسبع سنوات في سدّة الرئاسة في الانتخابات التي قد تجري بحلول منتصف 2014". وحذّر من أن سوريا "أصبحت مركزاً للتطرف وتشكل خطراً محتملاً على أراضينا"، مشيراً إلى أن جماعات القاعدة التي تحارب في البلاد تجذب مقاتلين أجانب وتدربهم وقد ينفذون هجمات حين يعودون إلى بلادهم. وفي ما يتعلق بلبنان، توقع كلابر أن تستمر أعمال العنف الطائفي بين اللبنانيين "بالإضافة إلى عمليات إرهابية يشنّها متطرفون سنّة وحزب الله، يستهدف كلّ منهما مصالح الآخر"، وأشار إلى أن الأزمة في سوريا تسهم بتفاقم الوضع في لبنان. وحذّر من أن "تكرار أعمال العنف وزيادة فتكها قد يؤدي إلى قتال مستمر وواسع النطاق". وفي العراق، أشار إلى أن مسار عام 2014 مرتبط بشكل خاص بكيفية تعامل بغداد مع تحديات القاعدة وإدارة العلاقات مع السنّة، معلقاً أهمية كبرى على الانتخابات العامة المقررة في 30 نيسان/أبريل. أمّا في ليبيا، فأوضح كلابر أن المشهد السياسي والاقتصادي والأمني لا يزال مفككاً والمؤسسات لا تزال ضعيفة على الرغم من مرور ثلاث سنوات على الثورة التي أطاحت بالزعيم معمر القذافي. كما حذّر من تصاعد "التهديد الإرهابي" ضد المصالح الغربية ومصالح الحكومة على الأخص في شرقي البلاد. وعن مصر، قال إن الحكومة الانتقالية أتمت معظم العملية الانتقالية ضمن الجدول الزمني المناسب، غير أن ملاحقة المعارضين، ومن ضمن ذلك اعتبار جماعة الأخوان المسلمين منظمة إرهابية قوّض احتمالات الاستقرار وإنشاء حكومة جامعة. كما حذر من خطر العنف المتصاعد من سيناء. ولكنه قال إن "التظاهرات وأعمال العنف المسلح لن تؤخر على الأرجح تقدم مصر نحو انتخابات تشريعية ورئاسية". وفي ما خصّ إيران قال إن الحكومة الجديدة بعد وصول الرئيس حسن روحاني إلى السلطة "تحاول احداث توازن بين مواضيع متناقضة" في الملف النووي من خلال تحسين قدراتها النووية والصاروخية "مع تفادي تداعيات" العقوبات العسكرية وأي ضربة عسكرية. وأشار إلى أن إيران ستستمر بدعم النظام السوري وتستمر بتقديم الاسلحة وغيرها من المساعدات "لمجموعات فلسطينية والحوثيين في اليمن ومتمردين شيعة في البحرين". وشملت الأخطار الأخرى التي تحدث عنها كلابر انتشار أسلحة الدمار الشامل وتصاعد الطلب على الطاقة والغذاء بالإضافة إلى التجسس الالكتروني. كما لفت إلى أن تسريب المتعاقد السابق في وكالة الامن القومي إدوارد سنودن لوثائق سرية كان من أخطر الأحداث التي شهدتها الاستخبارات الأميركية بشكل عام. من ناحية أخرى، حذّر كلابر من أن أفريقيا باتت "حاضنة" للمجموعات الإرهابية، محذراً من خضات إضافية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء خلال العام 2014. وقال "أصبحت القارة حاضنة لنشأة مجموعات متطرفة ومتمردة" قد لا تتمكن القوات الحكومية من مواجهتها بسبب عدم توفر القدرة الكافية أو لأنها قد لا تملك الإرادة لذلك. كما أشار إلى ان دولاً في منطقة الساحل تواجه خطر التعرض لهجمات إرهابية بسبب دعمها للحملة العسكرية الفرنسية في مالي.